حالَ الشَجا دونَ طَعمِ العَيشِ وَالسَهرِ | |
|
| وَاِعتادَ عَينَكَ مِن إِدمانِها الدّرَرُ |
|
وَاِستَحقَبَتكَ أُمورٌ كُنتَ تَكرَهُها | |
|
| لَو كانَ يَنفَعُ مِنها النَأيُ وَالحَذَرُ |
|
وَفي المَوارِدِ لِلأَقوامِ تَهلُكَةٌ | |
|
| إِذا المَوارِدُ لَم يُعلَم لَها صَدَرُ |
|
لَيسَ العَزيزُ بِمَن تُغشى مَحارِمُهُ | |
|
| وَلا الكَريمُ بِمَن يُجفى وَيُحتَقَرُ |
|
أَمسى العِبادُ بِشَرٍّ لا غَياثَ لَهُ | |
|
| إِلّا المُهَلَّبُ بَعدَ اللَهِ وَالمَطَرُ |
|
كِلاهُما طَيِّبٌ تُرجى نَوافِلُهُ | |
|
| مُبارَكٌ سَيبُهُ يُرجى وَيُنتَظَرُ |
|
لا يَجمُدانِ عَلَيهِم عِندَ جَهدِهِم | |
|
| كَلاهُما نافِعٌ فيهِم إِذا اِفتَقَروا |
|
هذا يَذودُ وَيَحمي عَن ذِمارِهُم | |
|
| وَذا يَعيشُ بِهِ الأَنعامُ وَالشَجَرُ |
|
وَاِستَسلَمَ الناسُ إِذ حَلَّ العَدُوُّ بِهِم | |
|
| فَلا رَبيعَتُهُم تُرجى وَلا مُضَرُ |
|
وَأَنتَ رَأسٌ لِأَهلِ الدينِ مُنتَخَبٌ | |
|
| وَالرَأسُ فيهِ يَكونُ السَمعُ وَالبَصرُ |
|
إِنَّ المُهَلَّبَ في الأَيّامِ فَضَّلَهُ | |
|
| عَلى مَنازِلِ أَقوامٍ إِذا ذُكِروا |
|
حَزمٌ وَجودٌ وَأَيّامٌ لَهُ سَلَفَت | |
|
| فيها يُعَدُّ جَسيمُ الأَمرِ وَالخَطَرُ |
|
ماضٍ عَلى الهولِ ما يَنفَكُّ مُرتَحِلاً | |
|
| أَسبابَ مَعضِلَةٍ يَعيا بِها البَشَرُ |
|
سَهلُ الخَلائِقِ يَعفو عِندَ قُدرَتِهِ | |
|
| مِنهُ الحَياءُ وَمِن أَخلاقِهِ الخَفَرُ |
|
شِهابُ حَربٍ إِذا حَلَّت بِساحَتِهِ | |
|
| يُجزي بِهِ اللَهُ أَقواماً إِذا غَدَروا |
|
تُزيدُهُ الحَربُ وَالأَهوالُ إِن حَضَرتَ | |
|
| حَزماً وَعَزماً وَيَجلو وَجهَهُ السَفَرُ |
|
ما إِن يُزالُ عَلى أَرجاءِ مُظلِمَةٍ | |
|
| لَولا يَكَفكِفُها عَن مِصرِهِم دَمَروا |
|
سَهلٌ إِلَيهِم حَليمٌ عَن مَجاهِلِهِم | |
|
| كَأَنَّما بَينَهُم عُثمانُ أَو عُمَرُ |
|
كَهفٌ يَلوذونَ مِن ذُلِّ الحَياةِ بِهِ | |
|
| إِذا تَكَهَّفَهُم مِن هَولِها ضَرَرُ |
|
أَمنٌ لِخائِفِهِم فيضٌ لِسائِلِهِم | |
|
| يَنتابُ نائِلَهُ البادونَ وَالحَضَرُ |
|