سَأَلتُ فَلَم تكلِّمُني الرُسومُ | |
|
| فَظَلتُ كَأَنَّني فيها سَقيمُ |
|
بقارعةِ الغَريفِ فَذاتِ مَشيٍ | |
|
| إِلى العَصداءِ لَيسَ بها مُقيمُ |
|
منازِلُ عَذبَةِ الأَنيابِ خَودٍ | |
|
| فَما إِن مِثلُها في الناس نيمُ |
|
فَأَمّا إِن صَرَفتُ فَغيرُ بُغضٍ | |
|
| وَلكن قَد تُعَدِّيني الهُمومُ |
|
عَداني أَن أَزورَكِ حَربُ قَومٍ | |
|
| كَحَرِّ النارِ ثاقِبَةٌ عَذومُ |
|
عَذومٌ يَنكُلُ الأَعداءُ عَنها | |
|
| كأَنَّ صُلاتَها الأَبطالَ هيمُ |
|
فَلَستُ بآمِرٍ فيها بِسِلمٍ | |
|
| وَلكنّي عَلى نَفسي زَعيمُ |
|
قَتَلنا ناجياً بِقَتيلِ فَهمٍ | |
|
| وَخَيرُ الطالِبِ التِرةَ الغَشومُ |
|
بِغَزوٍ مثلِ وَلغِ الذئبِ حَتّى | |
|
| يَنوءَ بِصاحِبي ثأرٌ مُنيمُ |
|
يَنوءُ بِصاحِبي أَو يَقتلوني | |
|
| قَتيلٌ ماجِدٌ سَمحٌ كَريمُ |
|
وَلَمّا أَن بَدَت أَعلامُ تَرجٍ | |
|
| وَقالَ الرابئانِ بَدَت رَتومُ |
|
وَأعرضتِ الجِبالُ السودُ خَلفي | |
|
| وَخَينَفُ عَن شِمالي وَالبَهيمُ |
|
أَمَمتُ بِها الطَريقَ فُوَيقَ نَعلٍ | |
|
| وَلَم أَقسِم فتَربِثَني القُسومُ |
|
وَمَرقَبَةٍ نَمَيتُ إِلى ذُراها | |
|
| يُقَصِّرُ دونَها السَبِطُ الوَسيمُ |
|
عَلَوتُ قَذالَها وَهَبطتُ منها | |
|
| إِلى أُخرى لثٌلَّتِها طَميمُ |
|
فَلَم يَقصُر بِها باعي وَلكن | |
|
| كَما تَنقَضُّ ضاريَةٌ لحومُ |
|
من النُمرِ الظُهورِ كَأَنَّ فاها | |
|
| إِذا أَنحَت عَلى شَيءٍ قَدومُ |
|
وَلَيلَةِ قِرَّةٍ أَدلَجتُ فيها | |
|
| يُحَرِّقُ جِلدَ ساقيَّ الهَشيمُ |
|
فَأَصبَحتِ الأَنامِلُ قَد أُبينَت | |
|
| كَأَنَّ بَنانَها أَنفٌ رَثيمُ |
|
تَراها مِن وِثامِ الأَرضِ سوداً | |
|
| كأَنَّ أَصابِعَ القَدَمَينِ شيمُ |
|
ورَجلٍ قَد لَفَفتُهُم برَجلٍ | |
|
| عليهم مِثلَ ما نُثِرَ الجَريمُ |
|
يُصيبُ مقاتِلَ الأَبطالِ منهم | |
|
| قَحيطُ الطَعنِ وَالضَربُ الخَذيمُ |
|
كَمعمعةِ الحَريقةِ في أَباءٍ | |
|
| تَشُبُّ ضِرامَها ريحٌ سَمومُ |
|
وَرَدتُ المَوتَ بالأَبطالِ فيهم | |
|
| إِذا خامَ الجَبانُ فَلا أَخيمُ |
|
وَمُعتَرِكٍ كأَنَّ القَومَ فيهم | |
|
| تَبُلُّ جُلودَ أَوجُهِهم جَحيمُ |
|
صَلَيتُ بحرِّهِ وَتَجنَّبَتهُ | |
|
| رِجالٌ لا يُناطُ بِها التَميمُ |
|
إِذا أَنسى الحَياءَ الروعُ نادوا | |
|
| أَلا يا حَبَّذا الأَنَسُ المُقيمُ |
|