إِنّي أَرِقتُ لِبَرقٍ ضافَني سارِ | |
|
| كَأَنَّ في العَينِ مِنهُ مَسَّ عُوّارِ |
|
أَو حَرَّ فُلفُلَةٍ كانَت بِها قَذِيَت | |
|
| لَمّا بَرى قِشرَها عَن حَرِّها الباري |
|
إِنَّ الهُمومَ إِذا عادَتكَ وارِدَةً | |
|
| إِن لَم تُفَرِّج لَها وَرداً بِإِصدارِ |
|
كانَت عَلَيكَ سقاماً تَستَكينُ لَهُ | |
|
| وَأَنصَبَتكَ لِحاجاتٍ وَإِذكارِ |
|
فَصِرتُ في السِجنِ الحُرّاسُ تَحرُسُني | |
|
| بَعدَ التَلَصُّصِ في بِرٍّ وَأَمصارِ |
|
وَسَيرِ حَرفٍ تَجوبُ اللَيلَ جافِلَةً | |
|
| عَومَ السَفينَةِ في ذي اللُجَّةِ الجاري |
|
يا نَفسُ لا تَجزَعي إِنّي إِلى أَمَدٍ | |
|
| وَكُلُّ نَفسٍ إِلى يَومٍ وَمِقدارِ |
|
وَما يُقَرِّبُ يَومي مِن مَدى أَمَلي | |
|
| فاقَني حَياءَكِ تَرحالي وَتِسياري |
|
إِنّي إِلى أَجَلٍ إِن كُنتِ عالِمَةً | |
|
| إِلَيهِ ما مُنتَهى عِلمي وَآثاري |
|
لِلَّهِ أَنتِ فَإِن يَعصِمكِ فَاِعتَصِمي | |
|
| وَإِن كَذَبتِ فَحَسبِيَ اللَهُ مِن جارِ |
|
إِدعيهِ سِرّاً وَناديهِ عَلانِيَةً | |
|
| وَاللَهُ يَعلَمُ إِعلاني وَإِسراري |
|
وَما السَعادَةُ في الدُنيا لِذي أَمَلٍ | |
|
| إِنَّ السَعيدَ الَّذي يَنجو مِنَ النارِ |
|
سُقياً لِسِجنِكَ مِن سِجنٍ وَساكِنه | |
|
| بِديمَةٍ مِن ذَهابِ الماءِ مِدرارِ |
|
بِكُلِّ جَون رَواياهُ مُطَبِّقَةٌ | |
|
| واهي العَزالي مِنَ الجَوزاءِ جَرّارِ |
|
وَقَد دَعَوتُ وَما آلو لِأُسمِعَهُ | |
|
| أَبا الوَليدِ وَدوني سِجنُ دَوّارِ |
|
في جَوفِ ذي شُرُفاتٍ سُدَّ مَخرَجُهُ | |
|
| بِبابِ ساجٍ أَمينِ القِفلِ صَرّارِ |
|
أَدعوهُ دَعوَةَ مَظلومٍ لِيَنصُرَني | |
|
| ثُمَّ اِستَغَثَتُ بِذي نُعمى وَأَخطارِ |
|
أَشكو إِلى الخَيرِ إِبراهيمَ مَظلَمَتي | |
|
| في غَيرِ جُرمٍ وَإِخراجي مِنَ الدارِ |
|
الدَهرَ أَرسُفُ في كَبلٍ أُعالِجُه | |
|
| وَحَلقَةٍ قارَبوا فيها بِمِسمارِ |
|
أَدورُ فيهِ نَهاري ثُمَّ مُنقَلِبي | |
|
| بِاللَيلِ أَدهمُ مَزرورٌ بِأَزرارِ |
|
كَأَنَّهُ بَينَ إِستارَينِ قَدَّهُما | |
|
| سُراةُ أَورَقَ مَطلِيٍّ مِنَ القارِ |
|
يا أَقرَبَ الناسِ مِن حَمدٍ وَمَكرَمَةٍ | |
|
| وَأَبعَدَ الناسِ مِن ذَمٍّ وَمِن عارِ |
|
وَأَعظَمَ الناسِ عَفواً عِندَ مَقدَرةٍ | |
|
| وَلَيثَ غابٍ عَلى أَعدائِهِ ضارِ |
|
وردٌ هِزَبرٌ تُميتُ القَرنَ صَولَتَهُ | |
|
| وَضَمُّهُ بَينَ أَنيابٍ وَأَظفارِ |
|
أَنعِم عَلَيَّ بِنِعمى مِنكَ سابِغَةٍ | |
|
| مِن سيبِ أَروعَ نفاعٍ وَضَرارِ |
|
أَوفى اليَمامَةِ مَن يَعلَق بِذِمَّتِهِ | |
|
| تَأَخُذ يَداهُ بِحَبلٍ غَيرِ خُوارِ |
|