تَأَوَّبَني فَبِتُّ لَها كَنيعاً | |
|
| هَمومٌ لا تُفارِقُني حَواني |
|
هِيَ العُوّادُ لا عُوّادُ قَومي | |
|
| أَطَلنَ عيادَتي في ذا المَكانِ |
|
إِذا ما قُلتُ قد أَجلَينَ عَنّي | |
|
| ثَنى ريعانَهُنَّ عَلَيَّ ثانِ |
|
فَإِنَّ مَقَرَّ مِنزِلِهِنَّ قَلبي | |
|
| فَقَد أَنفَهنَهُ فَالقَلبُ آنِ |
|
أَلَيسَ اللَهُ يَعلَمُ أَنَّ قَلبي | |
|
| يُحِبُّكَ أَيَّها البَرقُ اليَماني |
|
وَأَهوى أَن أُعيدَ إِلَيكَ طَرفي | |
|
| عَلى عُدَواءَ مِن شُغلي وَشاني |
|
نَظَرتُ وَناقَتايَ عَلى تَعادٍ | |
|
| مُطاوِعَتا الأَزِمَّةَ تُرحِلانِ |
|
إِلى ناريهِما وَهُما قَريبٌ | |
|
| تَشوقانِ المُحِبَّ وَتوقَدانِ |
|
رَأَيتُ بِذي المُجازَةِ ضَوءَ نارٍ | |
|
| تَلَألَأُ وَهيَ نازِحِةُ المَكانِ |
|
فَشَبَّهَ صاحِبايَ بِها سُهَيلاً | |
|
| فَقُلتُ تَبَيَّنا ما تَنظُرانِ |
|
أَنارٌ أَوقِدَت لِتَنَوّارِها | |
|
| بِدَت لَكُما أَمِ البَرقُ اليَماني |
|
وَكَيفَ وَدوَنَها هَضَباتُ سَلعٍ | |
|
| وَأَعلامُ الأَبارِقِ تَعلَمانِ |
|
كَأَنَّ الريحَ تَرفَعُ مِن سَناها | |
|
| بَنائِقَ حُلَّةٍ مِن أُرجُوانِ |
|
وَمِمّا هاجَني فَاِزدَدتُ شَوقاً | |
|
| بُكاءُ حَمامَتَينِ تَجاوَبانِ |
|
تَجاوَبَتا بِلَحنٍ أَعجَمِيٍّ | |
|
| عَلى غُصُنَينِ مِن غَرَبٍ وَبانِ |
|
فَأَسبَلتُ الدُموعَ بِلا اِحتِشامٍ | |
|
| وَلَم أَكُ بِاللِئيمِ وَلا الجَبانِ |
|
فَقُلتُ لِصاحِبَيَّ وَكُنتُ أَحزو | |
|
| بِبَعضِ الطَيرِ ماذا تَحزُوانِ |
|
فَقالا الدارُ جامِعَةٌ قَريبٌ | |
|
| فَقُلتُ بَل أَنتُنما مُتَمَنِّيانِ |
|
وَقُلتُ لِصاحِبَيَّ دَعا مَلامي | |
|
| وَكُفّا اللَومَ عَنّي وَاِعذُراني |
|
فَكانَ البانُ أَن بانَت سُلَيمى | |
|
| وَفي الغَرَبِ اِغتِرابُ غَيرُ داني |
|
أَلَيسَ اللَيلُ يَجمَعُ أُمَّ عَمرُو | |
|
| وَإِيّانا فَذاكَ لَنا تَدانى |
|
بَلى وَتَرى الهِلالَ كَما أَراهُ | |
|
| وَيَعلوها النَهارُ كَما عَلاني |
|
فَما بَينَ التَفَرُّقِ غَيرُ سَبعٍ | |
|
| بَقينَ مِنَ المُحَرَّمِ أَو ثَمانِ |
|
فَيا أَخَوَيَّ مِن جُشَمِ بنِ سَعدٍ | |
|
| أَقِلاَّ اللَومَ إِن لَم تَنفَعاني |
|
إِذا جاوَزتُما سَعَفاتِ حَجرٍ | |
|
| وَأَودِيَةَ اليَمامَةِ فَاِنعِياني |
|
إِلى قَومٍ إِذا سَمِعوا بِنَعيي | |
|
| بَكى شُبّانُهُم وَبَكى الغَواني |
|
وَقولا جُحدُرٌ أَمسى رَهيناً | |
|
| يُحاذِرُ وَقعَ مَصقولٍ يِماني |
|
يُحاذِرُ صَولَةَ الحَجّاجِ ظُلماً | |
|
| وَما الحَجّاج ظَلّاماً لِجانِ |
|
أَلَم تَرَني غُذيتُ أَخا حُروبٍ | |
|
| إِذا لَم أَجنِ كُنتُ مِجَنَّ جانِ |
|
فَإِن أَهلِك فَرُبَّ فَتى سَيَبكي | |
|
| عَلَيَّ مُهَذَّبٍ رَخصِ البَنانِ |
|
وَكُلَّ فَتىً لَهُ أَدَبٌ وَحِلمٌ | |
|
| مَعدِيٍّ كَريمٍ غَيرِ وانِ |
|
وَلَم أَكُ قَد قَضَيتُ دُيونَ نَفسي | |
|
| وَلا حَقَّ المُهَنَّدِ وَالسِنانِ |
|
كَذا المَغرورُ في الدُنيا سَيَردى | |
|
| وَتُهلِكُهُ المَطامِعُ وَالأَماني |
|