تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ بِمَلحوبِ | |
|
| فَقَلبي عَلَيهِم هالِكٌ جِدَّ مَغلوبِ |
|
تَذَكَّرتُ أَهلَ الخَيرِ وَالباعِ وَالنَدى | |
|
| وَأَهلَ عِتاقِ الجُردِ وَالبِرِّ وَالطيبِ |
|
تَذَكَّرتُهُم ما إِن تَجِفُّ مَدامِعي | |
|
| كَأَن جَدوَلٌ يَسقي مَزارِعَ مَخروبِ |
|
وَبَيتٍ يَفوحُ المِسكُ مِن حُجُراتِهِ | |
|
| تَسَدَّيتُهُ مِن بَينِ سِرٍّ وَمَخطوبِ |
|
وَمُسمِعَةٍ قَد أَصحَلَ الشُربُ صَوتَها | |
|
| تَأَوّى إِلى أَوتارِ أَجوَفَ مَحنوبِ |
|
شَهِدتُ بِفِتيانٍ كِرامٍ عَلَيهِمُ | |
|
| حِباءَ لِمَن يَنتابُهُم غَيرُ مَحجوبِ |
|
وَخِرقٍ مِنَ الفِتيانِ أَكرَمَ مَصدِقاً | |
|
| مِنَ السَيفِ قَد آخَيتُ لَيسَ بِمَذروبِ |
|
فَأَصبَحَ مِنّي كُلُّ ذَلِكَ قَد مَضى | |
|
| فَأَيُّ فَتىً في الناسِ لَيسَ بِمَكذوبِ |
|
وَقَد أَغتَدي في القَومِ تَحتي شِمِلَّةٌ | |
|
| بِطِرفٍ مِنَ السيدانِ أَجرَدَ مَنسوبِ |
|
كُمَيتٍ كَشاةِ الرَملِ صافٍ أَديمُهُ | |
|
| مُفِجِّ الحَوامي جُرشُعٍ غَيرِ مَخشوبِ |
|
وَخَيلٍ كَأَسرابِ القَطا قَد وَزَعتُها | |
|
| بِخَيفانَةٍ تَنمي بِساقٍ وَعُرقوبِ |
|
وَخَرقٍ تَصيحُ الهامُ فيهِ مَعَ الصَدى | |
|
| مَخوفٍ إِذا ما جَنَّهُ اللَيلُ مَرهوبِ |
|
قَطَعتُ بِصَهباءِ السَراةِ شِمِلَّةٍ | |
|
| تَزِلُّ الوَلايا عَن جَوانِبِ مَكروبِ |
|
لَها قَمَعٌ تَذري بِهِ الكورَ تامِكٌ | |
|
| إِلى حارِكٍ تَأوي إِلى الصُلبِ مَنصوبِ |
|
إِذا حَرَّكَتها الساقُ قُلتَ نَعامَةٌ | |
|
| وَإِن زُجِرَت يَوماً فَلَيسَت بِرُعبوبِ |
|
تَرى المَرءَ يَصبو لِلحَياةِ وَطولِها | |
|
| وَفي طولِ عَيشِ المَرءِ أَبرَحُ تَعذيبِ |
|