أَجِدَّكَ شاقَتكَ الحمولُ البَواكِرُ | |
|
| نَعَم ثُمَّ لَم يَعذِركَ بِالبَينِ عاذِرُ |
|
بَلى إِنَّ نَفسي لَم تَلُمنِي وَلَم أَبِت | |
|
| عَلى غَدرَةٍ وَالخائِنُ العَهدِ غادِرُ |
|
وَلَم أَدرِ ما المَكرُ الَّذي أَزمَعوا بِنا | |
|
| فَأَحذَرَهُ حَتّى أمرَّ المَرائِرُ |
|
وَحَتّى رأَيتُ الآلَ يُزهي حُمولَهُم | |
|
| كَما اِستَنَّ مِن فَوقِ الفُراتِ القَراقِرُ |
|
فَسَبَّحتُ وَاِستَرجَعتُ وَالبَينُ رَوعَةٌ | |
|
| لِمَن لَم يَكُن ترعى عَلَيهِ المَقادِرُ |
|
وَآنَستُ في الأَعداءِ حَولي شَماتَةً | |
|
| بِها نَظَرَتْ نَحوي العُيونُ النَّواظِرُ |
|
وَقالَ الخَلِيّونَ اِنتَظِر أَن يصورَهُم | |
|
| إِلَيكَ إِذا ما الصَّيفُ صارَ المَصائِرُ |
|
فَقُلتُ لأَصحابي اِرحَلوا إِنَّما المُنى | |
|
| لَحاقٌ بِهِم إِن بَلَّغَتْنا الأَباعِرُ |
|
تُوَدِّعْ وَداعَ البَينِ أَو تَرتَجعْ هَوىً | |
|
| جَديداً عَلى عِصيانِ مَن لا يُؤامِرُ |
|
فَما أَلحَقَتنا العِيسُ حَتَّى تَفاضَلَت | |
|
| وَحَتَّى عَلا طَيَّ البُرينِ المَكاوِرُ |
|
وَحَتَّى اِعتَمَمنَ البِرسَ مِن خَلجِها البُرى | |
|
| يَكونُ لِثامَيهِ الَّذي لا يُطايِرُ |
|
إِذا ما تَغَنّى راكِبٌ أَجمَرَت بِهِ | |
|
| جُماهِرَةٌ خَطارَةٌ أَو جُماهِرُ |
|
تَسوفُ لِطَرفِ العَينِ أمّاً وَرِقبَةً | |
|
| شَديد حَزيمِ الزورِ بِالسَيرِ ماهِرُ |
|
مُجِدٌّ كَقِدحِ الفَرضِ بِالكَفِّ صَكَّة | |
|
| عَلى عادَةٍ مِنهُ خَليعٌ مُقامِرُ |
|
بِحَيثُ التَقَت أَحلاسُهُ مِن دُفوفِهِ | |
|
| مَوارِدُ مِن أَنساعِهِ وَمَصادِرُ |
|
إِذا شَكَّ لَحيَيهِ لُغامٌ أَزالَهُ | |
|
| سَديسٌ وَنابٌ كَالشَّعيرَةِ فاطِرُ |
|
وَحُبّ حَبيبٍ قَد دَعاني لَهُ الهَوى | |
|
| وَراحِلَةٍ قَد أَعمَلَتها تماضِرُ |
|
عَشِيَّةَ سَلَّمنا عَلَيها فَسَلَّمَت | |
|
| فَماذا ترى أَم أَيّ شَيءٍ تُحاذِرُ |
|
فَقُلتُ لَها عَن غَيرِ سُخطٍ وَلا رِضىً | |
|
| أَغَيرِيَ أَم إِيّايَ غَيثُكِ ماطِرُ |
|
فَقالَت تَعَلَّم أَهلنا لَيسَ فيهِمُ | |
|
| بِكُلِّ الَّذي تَلقى مِنَ الوَجدِ عاذِرُ |
|
فَكُن مِنهُم إِن كُنتَ تَرجو هَوادَةً | |
|
| عَلى حَذَرٍ مادامَ لِلزَيتِ عاصِرُ |
|
وَكَيفَ وَلا أَنساكَ عَن طولِ هِجرَةٍ | |
|
| فَأَسلُوَ إِلا رَيثَ ما أَنا ذاكِرُ |
|
طوالَ اللَيالي ما تَغَنَّت حَمامَةٌ | |
|
| يَميحُ بِها غُصنٌ وَبِالريحِ ناضِرُ |
|
تُثَنِّي جَناحَيها إِذا آدَ غُصنُها | |
|
| حذاراً وَهَولاً أَن تَزِلَّ الأَظافِرُ |
|
يُجاوِبُها في الأَيكِ مِن بَطنِ بيشَةٍ | |
|
| عَلى هَدب الأَفنانِ وُرقٌ نَظائِرُ |
|
صَوادِحُ مِثلُ الشَربِ يُبدي رَنينُها | |
|
| مِنَ الشَوقِ ما كانَت تُسِرُّ السَرائِرُ |
|
كَأَنَّ الَّذي يَنعى لَها المَيت مَلعَبٌ | |
|
| لأَصبَهبَذٍ تُجبى إِلَيهِ الدَّساكِرُ |
|