أَلَم تَرَ أَنَّ الحَيَّ فَرَّقَ بَينَهُم | |
|
| نَوى يَومَ صَحراءِ الغُمَيمِ لَجوجِ |
|
نَوىً شَطَنَتهُم عَن نَوانا وَهَيَّجَت | |
|
| لَنا طَرَباً إِنَّ الخُطوبَ تَهيجُ |
|
فَلَم تَذرِفِ العَينانِ حَتّى تَحَمَّلَت | |
|
| مَعَ الصُبحِ أَحفاضٌ لَهُم وَحُدوجُ |
|
وَحَتّى رَأَيتُ الحَيَّ تُذري عِراصَهُم | |
|
| يَمانِيَةٌ تَزهى الرَغامَ دَروجُ |
|
فَأَصبَحَ مَسرورٌ بِبَينِكِ مُعجَبٌ | |
|
| وَباكٍ لَهُ عِندَ الدِيارِ نَشيجُ |
|
فَإِن تَكُ هِندٌ جَنَّةً حيلَ دونَها | |
|
| فَقَد يَعزِفُ اليَأسُ الفَتى فَيَعيجُ |
|
إِذا اِحتَلَّتِ الرَنقاءَ هِندٌ مُقيمَةً | |
|
| وَقَد حانَ مِنّي مِن دِمَشقَ بُروجُ |
|
وَبُدِّلتُ أَرضَ الشَيحِ مِنها وَبُدِّلَت | |
|
| تِلاعَ المَطالي سَخبَرٌ وَوَشيجُ |
|
وَأَعرَضَ مِن حَورانَ وَالقُنُّ دونَها | |
|
| تِلالٌ وَخَلّاتٌ لَهُنَّ أَجيجُ |
|
فَلا وَصلَ إِلّا أَن تُقَرِّبَ بَينَنا | |
|
| قَلائِصُ يَجذِبنَ المَثانِيَ عوجُ |
|
وَمُخلِفَةٌ أَنيابَها جَدَلِيَّةٌ | |
|
| تَشُدُّ حَشاها نِسعَةٌ وَنَسيجُ |
|
لَها رَبِذاتٌ بِالنَجاءِ كَأَنَّها | |
|
| دَعائِمُ أَرزٍ بَينَهُنَّ فُروجُ |
|
إِذا هَبَطَت أَرضاً عِزازاً تَحامَلَت | |
|
| مَناسِمُ مِنها راعِفٌ وَشَجيجُ |
|
وَمُغبَرَّةِ الآفاقِ يَجري سَرابُها | |
|
| عَلى أُكمِها قَبلَ الضُحى فَيَموجُ |
|
قَطَعتُ إِذا الأَرطى اِرتَدى في ظِلالِهِ | |
|
| حَوازيءُ يَرعَينَ الفَلاةَ دُموجُ |
|
لَعَمرُ اِبنَةِ المُرِّيِّ ما أَنا بِالَّذي | |
|
| لَهُ أَن تَنوبَ النائِباتُ ضَجيجُ |
|
وَقَد عَلِمَت أُمُّ الصَبِيَّينِ أَنَّني | |
|
| إِلى الضَيفِ قَوّامُ السِناتِ خَروجُ |
|
وَإِنّي لَأَغلي اللَحمَ نيئاً وَإِنَّني | |
|
| لَمِمَّن يُهينُ اللَحمَ وَهوَ نَضيجُ |
|
إِذا المُرضِعُ العَوجاءُ بِاللَيلِ عَزَّها | |
|
| عَلى ثَديِها ذو وَرعَتَينِ لَهوجُ |
|
إِذا ما اِبتَغى الأَضيافُ مَن يَبذُلُ القِرى | |
|
| قَرَت لِيَ مِقلاتُ الشِتاءِ خَدوجُ |
|
جُمالِيَّةٌ بِالسَيفِ مِن عَظمِ ساقِها | |
|
| دَمٌ جاسِدٌ لَم أَجلُهُ وَسُحوجُ |
|
كَأَنَّ رِحالَ المَيسٍ في كُلِّ مَوقِفٍ | |
|
| عَلَيها بِأَجوازِ الفَلاةِ سُروجُ |
|
وَما غاضَ مِن شَيءٍ فَإِنَّ سَماحَتي | |
|
| وَوَجهي بِهِ أُمُّ الصَبِيِّ بَليجُ |
|