لَعَمري لَقَد أَشرَفتُ يَومُ عُنَيزَةٍ | |
|
| عَلى رَغبَةٍ لَو شَدَّ نَفسي مَريرُها |
|
وَلكِنَّ ضُعفَ الأَمرِ أَلّا تُمَرَّهُ | |
|
| وَلا خَيرَ في ذي مِرَّةٍ لا يُغيرُها |
|
تَبَيَّنُ أَدبارُ الأُمورِ إِذا مَضَت | |
|
| وَتُقبِلُ أَشباهاً عَلَيكَ صُدورُها |
|
تُرَجّى النُفوسُ الشَيءَ لا تَستَطيعُهُ | |
|
| وَتَخشى مِنَ الأَشياءِ ما لا يَضيرُها |
|
أَلا إِنَّما يَكفي النُفوسُ إِذا اِتَّقَت | |
|
| تُقى اللَهِ مِمّا حاذَرَتِ فَيُجيرُها |
|
وَلا خَيرَ في العيدانِ إِلّا صَلابُها | |
|
| وَلا ناهِضاتُ الطَيرِ إِلّا صُقورُها |
|
وَمُستَنبِحٍ يَدعو وَقَد حالَ دونَهُ | |
|
| مِنَ اللَيلِ سَجفا ظُلمَةٍ وَسُتورُها |
|
رَفَعتُ لَهُ ناري فَلَمّا اِهتَدى لَها | |
|
| زَجَرتُ كِلابي أَن يَهِرَّ عَقورُها |
|
فَباتَ وَقَد سَرى مِنَ اللَيلِ عُقبَةً | |
|
| بِلَيلَةٍ صِدقٍ غابَ عَنها شُرورُها |
|
وَقَد عَلِمَ الأَضيافُ أَن قِراهُمُ | |
|
| شِواءُ المُتالي عِندَنا وَقَديرُها |
|
إِذا اِفتَخَرَتِ سَعدُ بنُ ذيبانُ لَم يَجدِ | |
|
| سِوى ما بَنينا ما يَعِدُّ فَخورُها |
|
وَإِنّي لَتَرّاكُ الضَغينَةِ قَد بَدا | |
|
| ثَراها مِنَ المَولى فَلا أَستَثيرُها |
|
مَخافَةَ أَن تَجني عَلَيَّ وَإِنَّما | |
|
| يَهيجُ كَبيراتِ الأُمورِ صَغيرُها |
|
إِذا قيلَتِ العَوراءُ وَلّيتُ سَمعَها | |
|
| سِوايَ وَلَم أَسمَع بِها ما دَبيرُها |
|
وَحاجَةِ نَفسٍ قَد بَلَغتُ وَحاجَةٍ | |
|
| تَرَكتُ إِذا ما النَفسُ شَحَّ ضَميرُها |
|
حَياءً وَصَبراً في المَواطِنِ إِنَّني | |
|
| حَيِيُّ لَدى أَمثالِ تِلكَ سَتيرُها |
|
وَأَحبِسُ في الحَقِّ الكَريمَةِ إِنَّما | |
|
| يَقومُ بِحَقِّ النائِباتِ صَبورُها |
|
أُحابي بِها الحَيَّ الَّذي لا تُهِمُّهُ | |
|
| وَأَحسابَ أَمواتٍ تُعَدُّ قُبورُها |
|
أَلَم تَرَ أَنّا نورُ قَومٍ وَإِنَّما | |
|
| يُبَيِّنُ في الظُلماءِ لِلنّاسِ نورُها |
|