إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
قاوِمْ.. |
وإنْ كانتْ لديكَ الآنَ |
آخرُ طلقةٍ في البندقيةَّْ |
قاومْ عصورَ البربريَّةْ |
قاوِمْ º |
فأولادُ الزُّناةِ يُفاوضونَ |
ويرقصونَ الآنَ سامبا |
فوقَ أشلاءِ الضَّحيَّةْ |
قالوا عليكَ: مُغامرٌ مُتهوِّرٌ |
عن لحظةِ الوطنيَّةْ |
حكامُنا من ألفِ عامٍ يخطبونَ .. |
والملابسُ عسكريَّةْ |
فإذا أطلُّوا بيننَا كي يشجُبوا |
تجدُ الملابسَ داخليَّةْ |
وضعوا نياشينًا على أكتافِهِمْ |
معَ أنَّهُمْ .. |
هم لم يخوضوا أيَّ حربٍ مطلقًا |
كلُّ المعاركِ عندَنا وهميَّةْ |
وجعُ الرءُوسِ أصابَنا في مقتلٍ |
في كلِّ يومٍ نشرةٌ دوريَّةْ .. |
عن أنَّهُ بطلُ السلامِ، وقائدٌ .. |
صنعَ انتصارًا وحدَهُ |
في الطلعةِ الجويَّةْ |
*** |
قاومْ لآخرِ طلقةٍ |
بقِيَتْ لديكْ |
قاومْ وحاذِرْ أن تمُدَّ لهم يديكْ º |
فسيغدِرونْ، |
وسيفقئونَ إن استطاعوا ناظريكَ |
فغدرُهم أقسى عليكْ |
احذرْ طراطيرَ العربْ º |
لن يتركوكْ .. |
حتى ينالوا قامتَكْ |
لن يتركوكْ .. |
حتى تقومَ قيامتُكْ |
قاومْ لأنَّ جنودَنا |
فوقَ المقاهي يجلسونْ |
قاوم لأنَّ سلاحَنا ملءُ المخازنِ |
للذينَ على النظامِ يُحافظونْ |
قاومْ لآخرِ قطرةٍ |
خُذنا معَكْ |
خذنا وعلِّمْنا الصمودَ لمرَّةٍ |
نستحلِفُكْ |
حزبانِ نحنُ .. |
حزبٌ معَكْ |
وهناكَ حزبٌ يستحلُّ لنا دَمَكْ |
*** |
اضرِبْ º فما شيءٌ هناكَ لكي نقولَهْ |
قاومْ طُغاةً يقتلونَ ويحرقونَ .. |
هنا براءاتِ الطفولَةْ |
قاومْ فقتلُ صغارِنا حِلٌّ لهم |
قد جاءَ في توراتِهِم، |
ويُعدُّ في دستورِهِم.. |
أسمى بطولةْ |
قاومْ أزيزَ الطائراتِ ألا ترى.. |
طفلاً يُحدِّثُ طفلةً مقتولةْ، |
ويدينِ ضارعتينِ من أمٍّ هنا |
كانتْ تحدِّقُ في الردَى مذهولةْ؟ |
كلُّ القذائفِ تستبيحُ بيوتَنا |
كم جثَّةٍ من أهلِنا مجهولةْ! |
قاومْ معاولَ هدمِهِم |
الأرضُ حُبلَى |
والجنينُ بطولةْ |
قاومْ سماسرةَ الحروبِ |
فكلُّ كلبٍ منهمو |
لهُ دائمًا عندَ اليهودِ عُمولةْ |
وكبيرُ حكَّامِ العربْ |
عندَ المواقِفِ دائمًا دلدولَةْ |
**** |
قاومْ .. |
فما عادتْ لدينا الآنَ أيُّ مقاومةْ |
قاومْ لأنَّا أمّةٌ |
مستسلِمةْ |
قاومْ وحاذِرْ أن تصدِّقَ قولَهم |
قاومْ º فكلُّ الحاكمينَ مُسيلَمةْ |
قاومْ ودُسْ لي بالحذاءِ .. |
على جميعِ الأنظِمةْ |
قاومْ نواطيرَ البلادِ المُفلِسَةْ |
قاوم قوانينَ التَّجبُّرِ، والتَّحيُّزْ |
قاومْ جنودَ الغطرسةْ |
إنَّا شعوبٌ يائِسة |
قاومْ فأنت الآنَ حقٌّ |
في زمانٍ كلُّهُ زيفٌ وباطلْ |
قاومْ بأرواحِ الرجالِ |
الطالعينَ من الحقولِ |
كمثلِ حبَّاتِ السنابلْ |
قاومْ وعلِّمْنا القتالَ |
فقد نسيْناهُ طويلاً |
أرجوكَ علِّمنا نُقاتلْ |
دُسْ لي الطراطيرَ التي |
فوقَ الكراسي .. |
كلَّ ابنِ عاهرةٍ، وقوَّادٍ، وجاهلْ |
كلبٍ يُسلِّمُنا لكلبٍ مُذْ متى.. |
كانتْ كلابُ الصيدِ تحكُمُ، |
أو تُناضلْ؟ |
*** |
قاومْ º |
فبعدَكَ لن يُقاومَهم أحدْ |
قاومْ º فإن رَكبوا علينا مرَّةً |
فسيركبونَ إلى الأبدْ |
قاوم فإنَّا كالغُثاءِ، |
أوِ الزَّبدْ |
قاومْ فهاهم يحشدونَ |
ونحنُ لم نحشِدْ أحدْ |
لا تنتظرْ كلبًا ولا هرًّا، |
ولا فهدًا، ولا حتى الأسدْ |
قاومْ لأنَّ جيوشَنا مخصيَّةٌ |
وتخافُ تخرجُ في الهواءِ |
فقد يُصيبُ عيونَهم .. |
بعضُ الرَّمَدْ |
قاوم لأنَّ جيوشَنا |
صارتْ تجيدُ الطبخَ |
عندَ زعيمِنا شيخِ البلدْ |
قاومْ لأني لم يعدْ عندي كلامْ |
قاومْ لعلِّي أن أثورْ، |
أو أن أُفكِّرَ في اقتِحامْ |
قاومْ .. |
لعلَّكَ أن تُثيرَ لمرَّةٍ |
في العمرِ غيظي |
أو أن تُثيرَ حميَّةَ الحكَّامْ |
قاومْ لأنَّ رجولتي غابتْ |
وعندي بعدَها |
للآنَ ألفُ علامةِ استفهامْ |
*** |
قاومْ |
فهاهم يصنعونَ الآنَ شرقًا أوسطيَّا |
شرقًا جديدًا منطقيَّا |
سيكونُ منزوعَ السلاحْ |
ويكونُ منزوعَ الرجالْ |
ويكونُ منزوعَ اللباسْ |
ويكونُ منزوعَ الدَِسمْ |
قاومْ ودُسْ لي في عيوني |
بالأصابعِ والقدمْ |
قاومْ فبعدَكَ لن يكونَ هناكَ شيءٌ |
في البلادِ |
فلا البلادُ، ولا العبادُ، ولا العلمْ |
قاومْ º فأولادُ الزناةِ |
يهودُ خيبرَ قادمونْ |
وسيدخلونَ إلى المدينةِ والحرمْ |
قاومْ .. |
أُراهِنُكم جميعًا |
هي بعضُ أعوامٍ ويُصبحُ |
نصفُ إسرائيلَ يسكنُ في الهرمْ |
قاومْ .. |
فلو صنعوا لنا شرقًا جديدًا محترَمْ |
ستصيرُ حيفا بينَ تونسَ واليمنْ |
أما الجزائرُ سوفَ تصبحُ في عدَنْ |
وتصيرُ بغدادٌ هولندا |
وتصيرُ ليبيا في رواندا |
وتصير طنطا في البقاعْ |
وتصيرُ غزَّةَ في الضياعْ |
وتصيرُ أمي بنتَ أختي |
ويصيرُ محسنُ |
اسمُهُ ليفي حسنْ |
قلْ لي ومَنْ قبضَ الثَّمنْ .. |
غيرُ الشراميطِ التي فوقَ الكراسي |
يركبونَكَ في العلَنْ؟ |
عشرونَ تَيسًا يحكمونَ .. |
ومن زمنْ |
أوَّاهُ يا زمنَ العفنْ |
*** |
قاومْ |
فلا أحدٌ يقاومْ |
هذي بلادٌ لم يعُدْ فيها رجُلْ |
قاومْ |
فإنَّا لم يعدْ فينا أملْ |
قاومْ وقاومْ |
فغدًا سيأتينا جمالْ |
من بعدِهِ يأتي كمالْ |
من بعدِهِ يأتي هلالْ |
جيلٌ يُسلِّمُ بعدَهُ أجيالْ |
ويكونُ جدُّهُمُ المباركُ .. |
لا يزالْ |
هذا احتلالٌ بالعيالْ |
عندي سؤالْ |
هل حقُّ توريثِ الشعوبْ .. |
في الدينِ يا ولدي حرامٌ أو حلالْ؟ |
*** |
قاومْ |
فقد أفسدتَ ألفَ مخططٍ للهيمنةْ |
قاومْ لأنكِ قد خُلقتَ لكي تُقاوِمْ |
يا شامخًا فينا كأروعِ مئذنةْ |
قاومْ حكوماتِ العمالةِ، والنخاسةِ، |
والأباطيلِ التي بقيتْ عصورًا مزمنةْ |
قاومْ هُواةَ الأمركةْ، |
والصهينةْ |
قاوم º فكلُّ سيوفِنا |
للرقصِ وقتَ السلطنَةْ |
قاومْ لأن خيولَنا نفقتْ |
وهبَّتْ ريحُها متعفِّنةْ |
قاومْ لأنكَ إن هُزمتَ |
أو انتصرتْ .. |
ستظلُّ في عيني بطلْ |
قاومْ لأنكَ أنتَ آمالُ الشعوبِ |
وقد غفا فيها الأملْ |
قاومْ لأنَّا لم نقاوِمْ |
خمسينَ عامًا نحنُ نسألُ: ما العملْ؟ |
خمسينَ عامًا نزرعُ الورداتِ |
نحصدُ في البصلْ |
قاومْ فما عادتْ لدينا عزَّةٌ في الوجهِ، |
أو حتى خجلْ |
قاومْ لأنكَ سوفَ تصبحُ قصةً |
تحكي لكلِّ الطامحينْ |
يأيُّها الكحلُ الذي في كلِّ عينٍ تَكتحِلْ |
*** |
قاومْ |
لأنكَ قد صنعتَ الآنَ ألفَ معادلةْ |
ونزلتَ مثلَ الزلزلةْ |
رأسُ اليهودِ الآنَ تحتَ المقصلةْ |
بيدٍ تقاومْ |
ويدٍ تفاوضُ |
هكذا دومًا تُدارُ المسألةْ |
عشنا سنينًا في كهوفِ الخوفْ |
من ذا نواجهُ في السنينِ المقبلةْ |
واجهتَ في شَممٍ عدوَّكْ |
لقَّنتَهُ درسًا ولن يتحمَّلَهْ |
قاومتَ وحدَكْ |
ماذا صنعنا نحنُ غيرَ الولولَةْ |
للمجدِ أنتَ |
وكلُّ حكامِ العروبةِ |
ها هنا في المزبلَةْ |
*** |
قاومْ فأصواتُ المدافعِ |
مزَّقتْ كَبِدَ الصغارْ |
قاومْ أزيزَ الطائراتِ |
تدُكُّ في حقدٍ شديدٍ كلَّ دارْ |
قاومْ لأنَّ الموتَ أصبحَ |
يسكنُ الآنَ الشوارعَ، |
والمقاهي والديارْ |
هذي بقايا من صغارٍ غادروا |
من أجلِ أن يبقَى الكبارْ |
هذي وصاياهم إلينا |
قبلَ لحظةِ قتلِهِمْ |
دمٌّ، وأشلاءٌ، وعارْ |
وأنينُ شعبٍ تحتَ أنقاضِ الدمارْ |
*** |
قاومْ فلبنانُ الجميلةُ تحترقْ |
وجنودُنا حولَ القصورِ |
ليحرسوا الأسوارْ |
قاومْ فلبنانُ التي كنا نشمُّ عبيرَها |
كزجاجةِ العطرِ المعتَّقِ |
أُحرِقتْ في النارْ |
قاومْ فهذي هجمةُ استعمارْ |
قاومْ فأذيالُ العروبةِ |
يبحثونَ لكلبِهم عن مَخرجٍ |
يُبقِي لهُ استكبارْ |
قاومْ لأنكَ قد أهنتَ حليفَهم |
وأهنتَهم، وفضحتَهمْ |
وكشفتَ أنَّا قد خرجْنا |
من فترةِ استِعمارْ |
حتى دخلنا .. |
فترةَ استحمارْ |
*** |
قاومْ |
لأن الشارعَ العربيَّ تاهْ |
قاومْ ألاعيبَ الحواةْ |
قاومْ كلابَ الصيدِ قاومْ .. |
كلَّ كلبٍ فوقَ كرسيٍّ إلهْ |
قاومْ فأنتَ إمامُنا |
والكلُّ خلفَكَ للصلاةْ |
قاومْ وقاومْ .. ثم قاومْ |
فالموتُ أصبحَ كالحياةْ |
قاومْ لأن الشارعَ العربيَّ يصرخُ |
رافضًا كلَّ الطغاةْ |
قاومْ لأن الشارعَ العربيَّ يغلي |
معلنًا عِصيانَهُ .. |
كثُرَ العُصاةْ |
*** |
قاومْ وقاومْ |
كلُّنا صرنا وَقودْ |
قاومْ لأنَّ الشعبَ يرفضُ حاكِميهِ |
فقد كفرْنا بالقيودْ |
قاومْ لأن خلاصَنا في الأفقِ يُشرقُ |
والمهانةُ مستحيلٌ أن تعودْ |
قاومْ سلاطينَ التنطعِ والتسكعِ، |
والترددِ، والفتاوَى والبرودْ |
قاومْ ودعني كي أٌقبِّلَ |
كلَّ أقدامِ الجنودِ |
الرابضينَ على الحدودْ |
دعني أُقبلْ في أياديهِم |
أشُدُّ الآنَ من أزرِ الأسودْ |
دعني لأرفعَهُم كتاجٍ من فخارٍ |
فوقَ رأسي |
إنهم فخرُ الوجودْ |
أوَّاهُ يا نسلَ الحسينِ وحمزةٍ |
نسلَ النبيِّ محمدٍ |
طوبى لكلِّ سواعدٍ |
عَّنا تَزودْ |