أَلا مَن عَذيرُ النَّفسِ مِمَّن يَلومُها | |
|
| عَلى حُبِّها جَهلاً أَلا مَن عَذيرُها |
|
تَذَكَّرتُ أَيّاماً تَوَلّى سُرورُها | |
|
| فَدر لعَيني عِندَ ذاكَ دَرُورُها |
|
فَبِتُّ كَأَنّي بِالنُّجومِ مُوَكَّلٌ | |
|
| أُقَلِّبُ فيها مُقلَتي وَأُديرُها |
|
كَأَنَّ بَناتَ النَّعشِ باسِطٌ كَفَّهُ | |
|
| وَقَد مَدَّ كَفاً لِلسُّؤالِ فَقيرُها |
|
كَأَنَّ الثُّريا في الدُّجى وَاِجتِماعِها | |
|
| عِصابَةُ طَيرٍ فَزَّعَتها صُقورُها |
|
يخالُ بِها النَّسرُ الَّذي هُوَ واقِعٌ | |
|
| أَثافِيَّ لَم يُنصَب عَلَيها قُدورُها |
|
أَلا يا لَها مِن لَيلَةٍ حارَ نَجمُها | |
|
| وَغابَ الكَرى فيها وَطالَ قَصيرُها |
|
تَذَكَّرتُ أَيّاماً تَوَلَّت حَميدَةً | |
|
| فَعادَ لِنَفسي بَثُّها وَزَفيرُها |
|
لَيالِيَ كانَت مَن تُحِبُّ أَميرَةً | |
|
| عَلَيكَ وَمَولاةً وَأَنتَ أَميرُها |
|
وَكانَت أَسيراً في وِثاقِكَ يَنتَهي | |
|
| إِلى كُلِّ مَن تَهوى وَأَنتَ أَسيرُها |
|
فَأَعقَبتُ أَيّاماً جَرَت بِمُساءَتي | |
|
| قَريبَةُ بُؤسٍ وَاستشاط غيورُها |
|
وَفي الصَّدرِ مِنّي غُصَّةٌ لا أُحيرُها | |
|
| وَفي الصَّدرِ مِنها غُصَّة لا تُحيرُها |
|
دَهاني وَإِيّاها العُداةُ فَأَصبَحَت | |
|
| وَقَد أُسبِلَت دوني عَلَيها سُتورُها |
|
وَكانَت وَأَبوابٌ لَها خَمسُ عَشرَة | |
|
| تَطولُ عَلَيها لَيلَةً لا أَزورُها |
|
وَكُنتُ أَثيراً عِندَهُنَّ يَرَينَني | |
|
| كَتُفّاحَةٍ قَد فُضَّ فيها عَبيرُها |
|
وَكانَت عَلاماتي إِلَيها تَنَحنُحي | |
|
| وَيُنذِرُها مِن حِسِّ نَعلي صَريرُها |
|
وَكانَت إِذا ما جاءَ غَيري تَسَتَّرَت | |
|
| وَكانَ لَدَيَّ بَذلُها وَسُتورُها |
|
فَأَصبَحتُ أَرضى بِالقَليلِ وَرُبَّما | |
|
| طَلَبتُ فَلَم يَعسُر عَلَيَّ كَثيرُها |
|
وَأَعزِز عَلَيها أَن تَكونَ إِشارَتي | |
|
| إِلَيها بِطُهر لا يُجابُ مُشيرُها |
|
تَطاوَلَتِ الأَيَّامُ مُنذُ رَأَيتُها | |
|
| فَكانَت عَلَيَّ كَالسِّنينِ شهورُها |
|
وَلَو أَنَّ ما أَلقى مِنَ الوجدِ ساعَةً | |
|
| بِأَجبالِ رَضوى هُدَّ منَها صُخورُها |
|
وَلَو أَنَّ ما أَلقى مِنَ الوجدِ ساعَةً | |
|
| بِرُكنَي ثَبيرٍ ما أَقامَ ثَبيرُها |
|
وَلَو أَنَّني أدعى لَدى المَوتِ باسمِها | |
|
| لَعادَ لِنَفسي باذن رَبّي نُشورُها |
|
أُعَلِّلُ نَفسي بِالأَماني مَخافَةً | |
|
| عَلَيها إِذا ما الشَّوقُ كادَ يُطيرُها |
|
وَأَدعو إِذا ما خِفتُ أَن يَغلبَ الهَوى | |
|
| عَلَيها غَرامي بِاِسمِها أَستَجيرُها |
|
فَإِن تَكُنِ الأَيَّامُ أَغشتكَ نقمَةً | |
|
| فَقَد أَدبَرت أَعجازها وَصُدورُها |
|
وَإِنِّي لَآتي الشَّيءَ مِن غَيرِ عِلمِها | |
|
| فَيُخبِرُها عَنّي بِذاكَ ضَميرُها |
|
وَقَد زَعِمتُ أَنِّي سَمَحتُ لِغَيرِها | |
|
| بِوَصلٍ وَلا وَالبُدنِ تَدمي نحورُها |
|
وَرَبِّ المَنايا لا أُميلُ زِيارَتي | |
|
| إِلى غَيرِها أُنثى وَلا أَستَزيرُها |
|
وَلكِنَّني كَنَّيتُ عَنها بِغَيرِها | |
|
| مَخافَةَ عَينٍ لا يَنامُ بَصيرُها |
|
عَلَيَّ نُذورٌ جَمَّةٌ في لِقائِها | |
|
| فَلَيتَ نذوري أَوجَبَت وَنُذورُها |
|
أَما مِن مُشير سَدَّدَ اللَّهُ رَأيَهُ | |
|
| يَرى أَنَّ فيها حيلَةً لا يُضيرُها |
|