إِنّي لَباكٍ عَلى الشَبابِ وَما | |
|
| أَعرِفُ مِن شِرَّتي وَمِن طَرَبي |
|
وَمِن تَصابِيَّ إِن صَبَوتُ وَمِن | |
|
| ناري إِذا ما اِستَعَرتُ في لَهَبي |
|
أَبكي خَليلاً وَلّى بِبَهجَتِهِ | |
|
| بانَ بِاِثوابِ جِدَّةٍ قُشُبِ |
|
عَلى الأَحَمِّ الأَثيثِ مُنسَدِلاً | |
|
| عَلى جَبيني تَهَدُّلَ العِنَبِ |
|
كانَ صَفِيّي دونَ الصَفِيِّ وَذا ال | |
|
| أُلفَةِ مِنّي في الوُدِّ وَالحَدَبِ |
|
كانَ خَليلي عَلى الزَمانِ فَإِن | |
|
| رابَ بِرَيبٍ أَبي فَلَم يَرِبِ |
|
كانَ إِذا نِمتُ قالَ قُم فَإِذا | |
|
| قُمتُ سَما بي لِأَعظَمَ الرُتَبِ |
|
وَكانَ أَنسي إِذا فَزِعتُ لَهُ | |
|
| وَكانَ حِصني في شِدَّةِ الكُرَبِ |
|
وَا بِأَبي أَنتَ مِن أَخي ثِقَةٍ | |
|
| لَو كانَ تُغني مَقالَتي بِأَبي |
|
إِنّي لَباكٍ عَلَيهِ أَعوِلَهُ | |
|
| بِواكِفٍ إِن أَجلِهُ يَنسَكِبِ |
|
كُلُّ خَليلٍ مَضى فَفارَقَني | |
|
| كانَ شَوى لَو ثَوى فَلَم يَغَبِ |
|
قارَعَهُ عَنِّيَ الزَمانُ فَقَد | |
|
| صِرتُ لَهُ في الأَذى وَفي التَعَبِ |
|
وَيحَكَ يا دَهرُ كَيفَ جِئتَ بِما | |
|
| أَكرَهُ جَهراً عَلَيَّ مِن كَثَبِ |
|
شَوَّهتَني بَعدَ مَنظَرٍ حَسَنٍ | |
|
| كَأَنَّ فيهِ سَبائِكَ الذَهَبِ |
|
قَلَبتَ لَوني إِلى السَوادِ وَقَد | |
|
| بَيَّضتَ رَأَسي فَصارَ كَالعُطُبِ |
|
ما زِلتَ تَرمي مُخّي فَتُرهِقَهُ | |
|
| وَتَنتَحي بِالفُتورِ في عَصَبي |
|
حَتّى كَأَنّي وَلَم أَقُم لَغِبٌ | |
|
| وَكُنتُ أَعلو الذُرى بِلا لَغَبِ |
|