إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يسوحُ |
يهدُّهُ المغلوقُ أم يهُّدهُ المفتوحُ |
دمٌ مسفوحُ |
يصيبُ اذ يبوحُ. |
هذه نارٌ تسوق خطوتي في الدماء |
دماءٌ تنطُ لي بغتةً بحجرتي في الغروب |
تخشُّ تحت الملاءاتِ في المساء |
وفي آخر الهزيع تخرج: |
جثةً لقتيلٍ تسيرُ فوق البلاط. |
احتمال: |
في حجرتي نخلةٌ ترقدُ تحت سريري |
تشُّكني وتمتدُّ عند سقفي الهابط |
ساعةَ الحراكِ أو ساعةَ السكون. |
كومةٌ من النخيل كَفَّنتني وأنشدتْ عند بابي: |
يا كحيلَ العينْ |
يا طري السِنْ |
يا جَلِي الحُسْنْ |
اخرجْ وكُنْ |
دمٌ يفلت مني: |
ذاهبٌ صَحْوٌ، وصحوٌ يجيء |
قطيفةٌ من حديقة السماء |
منثورةٌ علي قُبَّةٍ من العُشبِ الرديء |
ذاهبٌ صحوٌ، وصحوٌ يجئ. |
أكشُطُ الدُّملَ الذي علي سرتي |
أتابع الدماء في وسائدي: |
تميل باتجاه الماء. |
أميل باتجاه الماء. |
أنحاز صوب ذاتي إذا بنخلة يقظانةٍ تشدني |
صوب سكة البحر أو صوب سكة الصحراء. |
سريالية النخلة: |
اكتملتْ ببدني صعودا |
وفي حجرتي دُمَّلٌ يصدُّ في دماغي |
كلما ولجتُ حجرتي |
يقعد عند ساقي، ثم يصعدني إلي جبيني |
قال مرةً لي: متي يكونُ انفجاري؟ |
بحرٌ رمادي صاح بي: |
ببطني صبي يمشّطُ الضفيرةَ الجذلى علي الماء |
ببطني عويلٌ وبكاءْ. |
هذا عويلٌّ يشبه انتحابي |
والكومةُ التي كفنتني وأنشدتْ عند بابي |
تتابع الإنشاد: |
طالعٌ من المدى تَياه |
مُوغلٌ في شعبية المياه |
هاجرٌ مجراه |
خالطٌ علي حياةِ أشيائِه حياه |
طالعٌ، من المدى تياه. |
احتمال: |
رجلٌ يجدلُ العباءةَ السوداء |
ويلقاني كلما خرجتُ مشدوداً علي لحمي |
ويصفُّ ارتعاشتي مَطَراً |
بحجرتي صحراءُ كامنةٌ تحتَ كتابٍ قديم |
تنسلُّ تحت الغطاء |
وتنام في صدري لكي تبوح: |
في حَشَاي نخلٌ وينبوعٌ، سبيلٌ للقادمين. |
*** |
الصحراءُ صارتْ بمستوي حنجرتي، |
حينما كنتُ في صباي أعبثُ بالفيزياء: |
أحطُّ في مكان السماء غابةً مدبَّبه |
أحطُّ في مكان القرى سحابه. |
وأقلّبُ جوفَ كينونتي لأعلنَ أن: |
جميزةً في وسادتي الصغيرة |
مادياً في المعنوي الدفين |
حريقةً في الماء |
القتيلَ مني، ومني القتيل. |
إعجن الصلصالَ واصنعْ صبّياً يشبهُ الأشياء |
إعجنِ الصلصال واصنعْ برتقاله. |
هكذا كانت وصّيةُ الذي يجدلُ العباءةَ السوداء |
*** |
نساءٌ يخرجن من بيجامتي المعلّقة |
فارعٌ بين النساء ينشدُ النشيدَ مارقا |
وحارقا. |
رؤيا: |
أمشي وراءَ دمي: هنا كينونةٌ تتقّلبُ، جسورٌ |
خلفَ الجسور، أنسفُ جسراً وأدلف، يشتد |
طَرْقٌ علي رئتي، الكيانُ يوغلُ بي مهشَّماً جغرافّيةَ |
الصعودِ والهبوطِ، وأشهدُ: |
مرآةً محطّمةً علي نيلْ |
ونِدَفاً من وجهٍ نبيلْ |
أنسفُ جسرآً وأدلفُ، سقيفةٌْ وقومٌ ولهجةٌ |
وسماءٌ. أنسفُ جسراً، نخلةٌ أم رجلٌ؟ أنسفُ |
جسراً وأدلفُ، أشاهدُ الذي يجدلُ العباءةَ السوداء: |
أسميه عبد المنعم تليمة: |
يصبُّ في جعبةِ القومِ شيئاً من البقول |
يصنعُ الطائَر البحري، يطلقُه في الرمادي المستطيل |
يعجنُ الصلصالَ راقصاً. |
*** |
عُفارٌ، وبَرْجَسَةٌ، ودُفُّ |
طائرٌ يرِفُّ |
تلفني عباءةٌ من حشائشِ الفضاء |
وأري أن ماءً تحت قمصاني وأوتاراً |
وأن في ثيابي عُفارآً وبرجسةً وسهماً. |
*** |
أعاين وريدي |
في وريدي صِبيةٌ ونشيجٌ وجوقةٌ وساحه |
وِندَفٌ من وجهٍ جميل. |
هنا ناسٌ يشبهونَ نبضي أو وريدي |
ومنشدٌ ينشدُ النشيدَ مارقا |
وحارقا. |
أسميه الشيخ إمام عيسي: |
كعكٌ، وقُلةٌ، ثريدةٌ مباحه |
واقفٌ في سَبيكة الجموعِ والمعذّبين |
يلفّعُ الصبايا سُلوكاً من الخُرافاتِ أو سلوكاً |
من الماءْ |
وهو العَمُودي فوقَ البحرِ والصحراءْ. |
*** |
أقول: لَفّعني بِسلكٍ من سُلوك النبيين |
لَفَّعَني بما طلبتُ باسماً ومُنشدا: |
الصبي في المياه |
يختمُ الحياةَ بالحياه |
الصبي في المياه |
ناسجٌ في الثَري ضِياه |
الصبي في المياه |
مُزَوَّقٌ، تَياه |
*** |
رؤيا: |
عمودياً كنتُ علي الماء |
أعجنُ الصلصالَ في جسمي وأسألُ: |
من ذرَّ بحرا علي قميصي المغموسِ بالدماء؟ |
أُعيدُ صلصالتي لشكلها الابتدائي: |
هذه الأشياءُ جزءٌ |
والبحرُ في قميصي المثقوب |
والكائنُ استبان. |
إنه علي قنديل: |
كلي، وجوقةٌ من مسيرةِ الفقراء |
ناسٌ يشبهونَ نبضي أو وريدي. |
مختلطاً بالنساءِ والغناء |
كنتُ أبتدي عويلي الطويل: |
زفُّوهُ للجوهرِ المكنونْ |
زفوهُ للمدي والجنونْ |
زفوه للجوهر المكنونْ |
فهو البهاءُ والفُتُونْ |
زفوه للجوهرِ المكنونْ |
لفوه في دُرةٍ من: كُنْ |
وضَمّخُوه في سَنَا: يكُونْ. |
كائنٌ يدّثر الجميلَ بالعباءه |
ويرُّش في المدى وجنتيه كهرباء |
كائن يلفّع الجميلَ بالنبيين والبسطاء |
وهذه وردةٌ منتصبةٌ علي الماء الرمادي |
أسّمي نبضةَ الأشياء جسدي |
وأمضي علي صَهْدةِ الفعلِ المضارعِ |
صوبَ صهدٍ شمولي وسيع. |
أستوي في أبهّاتي والدموع |
وأدخلُ إلي العَرَافةِ موسيقياً: |
الصبي في المياه |
يختمُ الحياةَ بالحياه |
وأنا أتكي علي الدماء |
أخشُّ في فجيعةِ الوردةِ المُقبله |
قاضمآً برتقالة المَرْحله |
وقَلبُها: |
مرآةٌ تهشّمتْ علي نيلْ |
ونِدَفٌ |
من وجهٍ |
نبيلْ. |