أَبَغِضِتَهُ مِنْ بَعْدِمَا بُذِلَ الرِّضَا | |
|
| هذَا تَجَنٍّ مِنْ حَبِيبٍ يُرتضَى |
|
لاَ تجْزَعَنْ للْبُعْدِ تُوعَدُهُ غَداً | |
|
| فاللهُ يَصْرِفُهُ بما فيهِ قضَا |
|
ظُلِمَ الحَبِيبُ فَأَظْلَمَ الْبَيْتُ الَّذِي | |
|
| أَمَّتْ مَطاياهُ بهِ ذات الأَضَا |
|
قَدْ قالَ بَشَّارٌ وكانَ مُسَدَّداً | |
|
| يَحْوِي المعَانِي إنْ رَمَى أَوْ أَنْبَضَا |
|
قَدْ ذُقْتُ أُلْفَتَهُ وذُقْتُ فِراقَهُ | |
|
| فَوَجَدْتُ ذَا عَسَلاً وذَا جَمْرَ الغَضا |
|
خُذْ مِنْ زَمانِكَ ما صَفَا لَكَ قَلَّما | |
|
| يُغْنِيكَ غُمُّكَ بِالتَّكدُّرِ إِذْ مَضا |
|
واصْبِرْ عَلَى غَرَقٍ بِنُعْمى نلْتَهَا | |
|
| إنَّ الزمانَ لَمُقْضٍ مَا أَقْرَضا |
|
فَهَوَيْتَ فِي لُجٍّ عَلاكَ عُبابُهُ | |
|
| لا بُدَّ أَنْ تَلْقَى الَّذِي لَكَ قُيِّضَا |
|
إنْ قُمْتَ فِيهِ لَمْ تَطُلْهُ لِغُزْرِهِ | |
|
| ورَأَيْتَ تَحْتَ الرِّجْلِ مِنْهُ مَدْحضَا |
|
وَتَسَرَّعَتْ مِنْهُ إلَيْكَ حِجَارَةٌ | |
|
| تَذَرُ الصَّحِيحَ مِنَ الْعِظَامِ مُرَضَّضَا |
|
وَكساكَ مِنء يَدِهِ وَلَمْ تَسْتَكْسِهِ | |
|
| عُشُراً يُؤلِّفُهُ المُدُودُ وَعِرْمضا |
|
نَجَّاكَ مَنْ نَجَّا بِلُطْفٍ يُونُساً | |
|
| مِنْهُ وكَانَ لِقَبْضِ رُوحِكَ مَعْرِضا |
|
هَذَا وَقَدْ ثَلَمَ الزَّواقِلُ جَانِبِي | |
|
| فَأَفْضْتُ دَمْعاً عنْدَ ذَاكَ مُغَيَّضَا |
|
أَبْكي كِساءً كانَ أَوْثَقَ عُدَّتِي | |
|
| إنْ أَخصرَ البَرْدُ العِظامَ ونَقَضَّا |
|
وَمِخَدَّةً قَدْ كانَ يَأْلفُ لِينُهَا | |
|
| خَدِّي فأَضْحى الْجِسْمُ مِنْها مُمْرَضا |
|
وَنَفِيسَ فَرْشٍ كالرِّياضِ نُقُوشُ | |
|
| ما كان من دُونِ الرِّياشِ مُرَحَّضَا |
|
وَمُجَمَّعاً قَدْ كُنْتُ أجْمَعُ آلةً | |
|
| فِيهِ وكَانَ مِنَ الْبَلاءِ مُفَضَّضَا |
|
والصُّفْرَ أَبْكِي كالنُّضارِ وَشَمْعَةً | |
|
| زانَتْ يَدُ الْمَاشِي بِهَا والْمِقْبَضَا |
|
صَرَّحْتُ بِالشَّكْوَى إليكَ تَأَنُّساً | |
|
| بِنَدى يَدَيْكَ إذا غَرِيبٌ عَرَّضا |
|
فَلأنْتَ أعْلَى فِي المُلُوكِ مَحِلَّةً | |
|
| وأَجَلُّ من رَاشُ العُبَيْدَ وَأنْهضا |
|
مِنْ بَعْدِ ما غالَ الْمَشِيبُ شَيْبَتِي | |
|
| وَنَضا لِباسَ تَجَمُّلِي فِيما نَضا |
|
وَأحارَنِي مَرَضاً وَأَوْهَنَ قُوَّتِي | |
|
| فَغَدَوْتُ مِنْهُ وَقَدْ صَحِحْتُ مُمَرَّضا |
|
وإذا دَنَتْ سَبْعُونَ مِنء مُتَأَمِّلٍ | |
|
| دانى وَلَمْ يَرَ فِي اللَّذاذَةِ مَرْكَضا |
|
وَجَفاهُ نَوْمٌ كانَ يَأْلَفُ جَفْنَهُ | |
|
| قِدْماً وَأَضْحى لِلحُتُوفِ مُعَرَّضا |
|
وإذا بَلَغْتُ إلى الأمامِ مُسَلِّماً | |
|
| ورَأَيْتُهُ زَالَ التَّخَوُّفُ وانْقَضى |
|
وَنَسِيتُ رَوْعَاتِ لإِرْجافٍ فَشا | |
|
| ما زلْتُ للإِشْفاقِ فِيهِ مُرْمَضا |
|
ذادَتْ مَوارِدُهُ الكَرى عَنْ مُقْلَتِي | |
|
| وَأَبَى عَلَيَّ حِذَارَهُ أَنْ أُغْمضا |
|
فَعَلَيَّ نَذْرٌ إِنْ رَأَيْتُكَ سالماً | |
|
| صَوْمٌ وعِتْقٌ عاجِلٌ لا يُقْتَضَى |
|
بِمُحَمَّدٍ رَضِيَ الإلهُ خَلِيفَةً | |
|
| فِي الأَرْضِ فَهُو بِذاكَ راضٍ مُرْتَضَى |
|
جاءَتْهُ طَوْعاً لَمْ يُسَيِّرْ لَفْظَهُ | |
|
| فِيهَا ولاَ أَضْحى لَهَا مُتَعَرِّضا |
|
فَهُوَ الْحَقِيقُ بِهَا الْمَعانُ بِقُوَّةٍ | |
|
| فِيهَا بِحُكْمٍ فَاصِلٍ لَنْ يُدْحَضا |
|
أَللهُ أَقْبَلَ لشي بِوَجْهِ نَوالِهِ | |
|
| فَرَفَضْتُ وَجْهَ الدَّهْرِ لَمَّا اَعْرَضا |
|
بَدْرٌ يُضِيءُ دُجى الظَّلامِ وَلَمْ يَزَلْ | |
|
| لِسَوادِ ما تَجْني الخُطُوبُ مُبَيِّضا |
|
بِكْرُ الزَّمانِ فَلَيْسَ يُنْتَجُ مِثْلُهُ | |
|
| أَبداً وَلاَ يُلْفَى بِهِ مُتَمَخِّضا |
|
عَالِي الْمَحلِّ بنَى لَهُ آباؤُهُ | |
|
| شَرَفاً أَبَتْ أَرْكَانُهُ أَنْ يُنْقَضا |
|
مَنْ شَامَ عِزَكَ ذَلَّ دُونَ منَالِهِ | |
|
| أَوْ رامَ ما رَفَّعْتَ مِنْهُ تَخفضا |
|
أَحْسَنْتَ حَتَّى مَا نَرَى مُتَسَخِّطَا | |
|
| يَشْكُو الزَّمَانَ وَلاَ نرَى لَكَ مُبْغضا |
|
كَمْ مُبْغِضٍ حُطَّتْ إلَيْكَ ركَابُهُ | |
|
| نالَ الغنيّ عَجِلاً فَأَغْنَى المُبْغِضَا |
|
بِعُلُوِّ فَخْرِكَ فِي الْمَفَاخِرِ يُعْتَلَى | |
|
| وَبِنُورِ هَدْيِكَ في الدِّيانَة يُسْتضَا |
|
وَجليلِ خُطْبٍ عَابَ مِنْكَ عَزِيمَةً | |
|
| فَأَتَى إليَكَ بِمَا هَوِيتَ مُفَوِّضا |
|
وَمَضَتْ بُرُوقٌ في العِراقِ فَأَخْلَبَتْ | |
|
| وَرَأَيْتُ بُرْقَكَ صَادقاً إذْ أَوْمَضَا |
|
قَزَعٌ أَرَذّ فَما غَذَتْ أَخْلافُهُ | |
|
| غَرْساً وَلا هُوَ بالْجَمائلِ رُوِّضَا |
|
وَتَداءَبتْ بِذَوِي الضَّلالةِ هِبْوةٌ | |
|
| أَبْقَتْ لَهُمْ أَسَفاً وَخَوْفاً مُمْرِضا |
|
وَسَيكْشِفُ الْهَبَواتِ ربُّكَ نِقْمَةً | |
|
| تَدَعُ البِناءَ مِن الضَّلالِ مُقَوَّضا |
|
سَتَرى الْقِيامَ به قُعُوداً عاجِلاً | |
|
| فَزِعاً وَيَرْجِعُ ساكناً مَنْ حَرَّضا |
|
وَيَصِحُّ مِنْ غَمَراته مَنْ لَمْ يَزَلْ | |
|
| فِيما قَضَيْتَ مِنَ الأُمورِ مُمَرَّضا |
|
وَيَعُودُ ساعٍ في الْجَهالةَ عاثِراً | |
|
| لا يَسْتَطِيعُ من النَّدامَةِ مَنْهَضا |
|
وَيَرَى غَوِيٌّ رُشْدَهُ فَيُشِيمُ ما | |
|
| قَدْ كانَ مِنْ نَعَمِ الضَّلالةِ رَبَّضا |
|
وَيَفُلُّ غَرْبَ جُمُوعِهِمْ لَكَ حاسِمٌ | |
|
| مِنْ جَيْشِ رَأْيكَ كَالسِّهامِ المُنْتَضى |
|
ويُذِيقُهُمْ جُرَعَ المَنايا بجَكَمٌ | |
|
| وَكَذاكَ عادَةُ بَجْكَمٍ فِيما مَضَى |
|
سَيْفُ الخِلافَةِ والْمُبِيرُ عَدُوَّها | |
|
| بِسَدِيدِ عَزْمٍ صائِبٍ إِنْ أَعْرَضَا |
|
أَنْحى عَلَيْهِمْ بِالسُّيُوفِ فَخِلْتَهُمْ | |
|
| لِتَناثُرِ الأعْضَاءِ حَصْباءَ الْفَضَا |
|
دَلَفَ الرِّجالُ إِلَيْهِمْ فَكَأَنَّما | |
|
| كانُوا نِساً حِينَ دُمُّوا حَُّضا |
|
فَعَفَوْتَ عَنْ طَلَبٍ لَهُمْ فَتَبَسَّطُوا | |
|
| ثِقَةً وَكانَ نَجاؤُهُمْ مُتَقَيَّضَا |
|
كيْفَ التَّورُّط فِي ظَلمِ ضَلالةٍ | |
|
| والصُّبْحُ فِي سُبْل الهِدايَةِ قَدْ أَضا |
|
يا واحِدَ الْكَرَمِ الَّذِي نَلْقَى بِهِ | |
|
| وَجْهَ الزَّمانِ إذا تَسَوَّدَ أَبْيَضَا |
|
خُذْها إلَيْكَ قَوافِياً قَدْ لُبّسَتْ | |
|
| رَقْماً أَبى تَحْسِينُهُ أَنْ يُرْفَضَا |
|
كانَتْ مُجَمَّعَةَ الظُّهُور نَوافِراً | |
|
| فَأَتَتْكَ لَيِّنَةَ المَقادَةِ رُيَّضَا |
|
لَفْظاً أَلِيفاً للْقُلُوب مُحَبَّباً | |
|
| لَمْ يُلْفِ وَقْراً فِي المَسامِعِ مُبْغَضا |
|
مِنْ شِعْرِ مَقْصُورِ الْمَدَى مُتَكَلَّفٍ | |
|
| إنْ رَامَ نَهْجاً في طَرِيقٍ أُدْحِضَا |
|
وكَأَنَّهُ ثِقْلاً فِرَاقُ أَحِبَّةٍ | |
|
| نَادى به داعِي الشّتاتِ وحَضَّضَا |
|
بَلْ مُرْسَلاً طَبْعاً فَسِيحاً ذَرْعُهُ | |
|
| قَدْ شَفَّ ذَا الباعِ القَصِيرِ وَأَرْمَضَا |
|
وإذَا أَمالَ إليْهِ سَمْعاً صاعَدَتْ | |
|
| أَنْفَاسُهُ أَسَفاً عَلَيْهِ واَبْغَضَا |
|
أَحْذاكَهُ مَنْ لاَ يَزالُ ضَمِيرُهُ | |
|
| عَمَّا كَرهْتَ مِنَ الْمَذَاهِبِ مُعْرضا |
|
أَفْنَى الزَّمانَ بِخدْمَةٍ لَكَ آمِلاً | |
|
| ما نلْتَهُ فَأَنْلُه غاياتِ الرِّضَا |
|
وَمَدائِحٍ سَبَقَتْ إلَيْكَ بأَسْرهَا | |
|
| يَأْتِيكَ قَائِلُهَا بِهَا مُتَعَرِّضَا |
|
مَا شَرَّفَتْهُ خِدْمَةٌ لَكَ قَبْلَهَا | |
|
| حَتَّى مَلَكْتَ فَدَسَّهُنَّ مُعَرِّضَا |
|
وَأَصَابَ مَرْعىً في فنَائِكَ مُمْرِعاً | |
|
| فَأَخَلَّ فيهِ بالْحُظُوظِ وَأحْمَضَا |
|
إذْ سَيْفُ عَزْمِكَ كَامِنٌ في جَفْنهِ | |
|
| أَرْجُو انْتضاكَ لَهُ وَلَمَّا يُنْتَضى |
|
هَذي سَوَابِقُ لا يمُتُّ بِمثْلَهَا | |
|
| مَنْ قَدْ أَتَى خَلْفَ السُّكَيْت مُرْكضا |
|
فَأَفدْ وَعَوِّضْ مَادِحاً لَكَ رَاجِياً | |
|
| فَلأَنْتَ أَكْرَمُ مَنْ أَقَالَ وَعَوَّضَا |
|