سُقيا لِحَيٍّ بِاللِوى عَهِدتُهُم | |
|
| مُنذُ زَمانٍ ثُمَّ هذا رَبعُهُم |
|
عَهِدتُهُم وَالعَيشُ فيهِ غِرَّةٌ | |
|
| وَلَم يُناوِ الحَدَثانُ شَعبَهُم |
|
وَلَم يَبينوا لِنَوىً قَذّافَةٍ | |
|
| تَقطَعُ حَبلي مِن وِصالِ حَبلِهِم |
|
فَلَيتَ شِعري هَل لَهُم مِن مَطلَبٍ | |
|
| أَو أَجِدَنَّ ذاتَ يَومٍ بَدلَهُم |
|
أَوَ يُعذَرَنَّ بِالبُكاءِ إِن بَكى | |
|
| صَبٌّ مُعَنّىً مُستَحَقٌّ إِثرَهُم |
|
مُكَلَّفٌ بِالشَوقِ لا يَنساهُمُ | |
|
| يَمنَحُهُم وُدّاً وَيرعى عَهدَهُم |
|
وَيُنذِرُ النُذورَ إِن رَآهُمُ | |
|
| وَعادَ يَوماً عَيشُهُ وَعَيشُهُم |
|
وَلا وَرَبِّ العَرشِ لا يَلقاهُمُ | |
|
| وَلا يَعودُ عيدُهُ وَعيدُهُم |
|
وَكَيفَ يَلقاهُم كَبيرٌ سِنُّهُ | |
|
| وَقَد مَضى الدَهرُ وَطاحَ نَجمُهُم |
|
هَيهاتَ عَدِّ النَفسَ عَن ذِكراهُمُ | |
|
| وَاِقصِد لِنَحوِ آخَرينَ غَيرِهِم |
|
هَذا وَقَد أَرَيتُني فَلَم أَلُم | |
|
| رَأيي إِذا لامَ الرِجالُ رَأيَهُم |
|
أَدعو بنَ سَهلٍ حَسناً وَمَجدَهُ | |
|
| حينَ تَعَيّا بِعَيالي أَمرُهُم |
|
أَظَلُّ أَدعو بِاِسمِهِ وَدونَهُ | |
|
| قَومٌ كَثيرٌ رَغبَةً تَرَكتُهُم |
|
تَخَيُّراً اِختَرتُهُ عَلَيهِمُ | |
|
| وَلا بِهِم بَأسٌ وَلا ذَمَمتُهُم |
|
ناموا فَلَمّا أَن رَأَيتُ نَومَهُم | |
|
| عَنّي تَحَمَّلتُ فَما أَيقَظتُهُم |
|
يا اِبنَ كِرامٍ كابِراً عَن كابِرِ | |
|
| زانوكَ زَيناً باقِياً وَزِنتَهُم |
|
كانوا هُمُ الأَشرافُ سادوا كُلُّهُم | |
|
| ما في جَميعِ العالَمينَ مِثلُهُم |
|
بَنَوا جَميعَ المَجدِ فيما قَد مَضى | |
|
| وَأَنتَ تَبنيهِ كَذاكَ بَعدَهُم |
|
في شَرفٍ مُؤَيَّدٍ أَركانُهُ | |
|
| لَم يَبنهِ بانٍ سِواهُم قَبلَهُم |
|
فَيا اِبنَ سَهلٍ وَاِبنَ آباءٍ لَهُ | |
|
| كانوا مَناجيبَ قَديماً فَضلُهُم |
|
وَاللَهِ ما تُصبِحُ بَينَ مَعشَرٍ | |
|
| إِلّا وَأَنتَ شَمسُهُم وَبَدرُهُم |
|
وَالناسُ آخاذٌ وَماءٌ ناقِعٌ | |
|
| وَغُدُرٌ تَجري وَأَنتَ بَحرُهُم |
|
وَالناسُ أَجناسٌ كَما قَد مُثِّلوا | |
|
| وَفيهُمُ الخَيرُ وَأَنتَ خَيرُهُم |
|
حاشا أَميرِ المُؤمِنينَ إِنَّهُ | |
|
| خَليفَةُ اللَهِ وَأَنتَ صِهرُهُم |
|
فَأَحسَنوا التَدبيرَ لَمّا ناصَحوا | |
|
| وَأَمَّنوا العَتبَ فَطالَ نُصحُهُم |
|
إِلَيكَ أَشكو صِبيَةً وَأُمَّهُم | |
|
| لا يَشبَعونَ وَأَبوهُم مِثلُهُم |
|
قَد أَكَلوا الوَحشَ فَلَم يُشبِعهُمُ | |
|
| وَشَرِبوا الماء فَطالَ شُربُهُم |
|
وَاِمتَذَقوا المَذقَ فَيا دُنياهُمُ | |
|
| وَالمَضغُ إِن نالوهُ فَهُوَ عُرسُهُم |
|
لا يَعرِفونَ الخُبزَ إِلّا بِاِسمِهِ | |
|
| وَالتَمرُ هَيهاتَ فَلَيسَ عِندَهُم |
|
وَما رَأَوا فاكِهَةً في عيصَها | |
|
| وَلا رَأَوها وَهِيَ تَهوي نَحوَهُم |
|
وَما لَهُم مِن كاسِبٍ عَلِمتَهُ | |
|
| عَلى جَديدِ الأَرضِ غَيرُ جَحشِهِم |
|
وَجَحشُهُم قَد باتَ مَنهوبَ القِرى | |
|
| وَمِثلُ أَعوادِ الشُكاعى كَلبُهُم |
|
كَأَنَّني فيهِم وَإِن وَليتُهُم | |
|
| كانوا مَوالِيَّ وَكُنتُ عَبدَهُم |
|
مُجتَهِداً بِالنَصرِ لا آلوهُمُ | |
|
| أَدعو لَهُم يا رَبُّ سَلِّم أَمرَهُم |
|
وَتارَةً أَقولُ مِمّا قَد أَرى | |
|
| يا رَبُّ باعِدهُم وَباعِد دارَهُم |
|
يَأوونَ بِاللَيلِ إِذا ما أُحرِجوا | |
|
| إِلى ذُرى اللُهَيمِ وَهيَ قِدرُهُم |
|
بِها يَطوفونَ إِذا ما اِجرَنثَموا | |
|
| وَهيَ أَبوهُم عِندَهُم وَأُمُّهُم |
|
زُغبُ الرُؤوسِ قَرِعَت هاماتُهُم | |
|
| مِنَ البَلا وَاِستَكَّ مِنهُم سَمعُهُم |
|
كَأَنَّهُم جَنابُ أَرضٍ مُجدِبٌ | |
|
| مَحلٌ فَلَو يُعطَونَ أَوجى سَهمُهُم |
|
بَل لَو تَراهُم لَعَلِمتَ أَنَّهُم | |
|
| قَومٌ مَساغيبُ قَليلٌ نَومُهُم |
|
|
| فَلَو يَعَضّونَ لَذَكّى سمّهُم |
|
قَد جَرَّسوا الدَهرَ وَقَد بَلاهُمُ | |
|
| هذا وَهذا دَأبُهُ وَدَأبُهُم |
|
وَلا يَعيشونَ بِعَيشٍ سابِغٍ | |
|
| وَلا يَموتونَ وَذاكَ قَصرُهُم |
|
وَقَد رَجَونا يا اِبنَ سَهلٍ نائِلاً | |
|
| مِنكَ يَرُمُّ فَقرَهُم وَبُؤسَهُم |
|
فَإِنَّما أَنتَ حَيا أَمثالِهِم | |
|
| فَجُدلُهُم بِنائِلٍ لا تَنسَهَم |
|
وَأَسدِ نُعماكَ إِلَيهِم وَاِتَّخِذ | |
|
| حَمداً وَشُكراً كُلَّ ذاكَ عِندَهُم |
|
هذا وَأَنتَ قَد حُرِمتَ حَظَّهُم | |
|
| فَلا تَجودَنَّ لِخَلقٍ بَعدَهُم |
|