عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > أحمد بن عاصم الأنطاكي > ألم تر أن النفس يرديك شرها

غير مصنف

مشاهدة
629

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ألم تر أن النفس يرديك شرها

ألم تر أن النفس يرديك شرها
وأنك مأخوذ بما كنت ساعيا
فمن ذا يريد اليوم للنفس حكمة
وعلما يزيد العقل للصدر شافيا
هلم إلي الآن إن كنت طالباً
سبيل هدى أو كنت للحق باغيا
فعندي من الأنباء علم مجرب
فمنه بإلهام ومنه سماعيا
أخبر أخباراً تقادم عهدها
وكيف بدا الإسلام إذا كان باديا
وكيف نمى حتى استتم كماله
وكيف ذوي إذ صار كالثوب باليا
ومن بعد ذا عندي من العلم جوهر
يفيدك علماء إن وعيت كلاميا
وعلما غزيراً جالى الرين والصدى
عن القلب حتى يترك القلب صافيا
فصبح صحيح محكم القول واضح
أعز من الياقوت والدر غاليا
فأصبحت بالتوفيق للحق واضحا
وذاك بإلهام من الله ماضيا
لأني في دهر تغرب وصفه
فصار غريباً موحش الأهل قاصيا
فأحوج ما كنا إلى وصف ديننا
ووصف دلالات العقول زمانيا
عجائب من خير وشر كليهما
فإن كنت سماعا بدا القلب واعيا
فقد ندب الإسلام أحمد ندبه
كما نحب الأموات ذو الشجو شاجيا
فأول ما أبدأ فبالحمد للذي
يراني للإسلام إذ كان باريا
وصيرني إذ شاء من نسل آدم
ولم أك شيطاناً من الجن عاتيا
ولو شاء من إبليس صير مخرجي
فكنت مضلا جاحد الحق طاغيا
ولكنه قد كان باللطف سابقا
وإذ لم أكن حيا على الأرض ماشيا
وصيرني من بعد في دين أحمد
وعلمني ما غاب عنه سؤاليا
وفهمني نوراً وعلمه وحكمة
فشكري له في الشاكرين موازيا
فمن أجل ذا أرجوه إذ كان ناظرا
لضعفي وجهلي في الملائم حاليا
ومن أجل ذا أرجوه إذا كان غافرا
ومن أجل ذا قد صح مني رجائيا
ومن أجل ذا أرجوه إذ لم يكلفني
ولكن بلطف منه كان ابتدائيا
فلو كنت ذا عقل لما قد رجوته
لقد كنت ذا خوف وشكري محاذيا
ولو كنت أرجوه لحسن صنيعه
شكرت فصح الآن مني حيائيا
فشكري له إذ صيرت بالحق عالما
وللشر وصافا وللخير واصيا
ومن بعد ذا وصفي لنفسي وطبعها
ووصفي غيري إذ عرفت ابتدائيا
فهذا من الأنباء وصف غرائب
فمن كان وصف لكان بجاليا
فكيف به إذ كان بالحق عالما
فهيهات لا ينجيه إلا الفيافيا
وذاك لأن الناس قد آثروا الهوى
على الحق سراً ثم جهراً علانيا
فهذا زمان الشر فاحذر سبيله
فإن سبيل الشر ردى المهاويا
سيأتيك من أنبائه وصف خابر
كلام بتدبير ووصف قوافيا
يقولون لي اهجر هواك وإنما
أكد وأسعى أن أقيم هوائيا
ونفسك جاهدها وإني لمائل
إليها فما أن دار إلا ثنائيا
وكيف أطيق اليوم أن أهجر الهوى
وقد ملكته النفس مني زماميا
تقودني الأيام في كل محنة
لدى طبع يبدو بهيج ذاتيا
فأصبحت مأسوراً لدى النفس والهوى
يشدان مني ما استطاعا وثاقيا
أحمد بن عاصم الأنطاكي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2012/01/04 02:09:27 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com