إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هذي غيبوبةُ شطحٍ صوفي: |
حين انجرَّ الجسدُ علي الأسفلتِ |
رأيتُ أبي |
يطوي السجادةَ بعد صلاة الفجرِ، |
ويختتم الوِرْدَ علي الدمعِ. |
وحين هوتْ هرّاواتُ فوق الرأسِ |
رأيتُ أبا العباسِ المرسِي |
يسير بغير النعّل علي جمرِ، |
ويطير علي أضرحةٍ |
فيما الأضرحةُ تحفُّ بموجٍ يجري |
خلف الموجِ، |
علي كل ضريح |
فَرَسُ نبي يركض جنبَ اللورّياتِ. |
وهذي غيبوبةُ شطحٍ صوفي: |
لما هَوَت الأحذيةُ علي نهدي |
تبسَّمَ شبحٌ وهو يحدّثني: |
نادي الحلاّجَ لينقذَكِ ولن ينقذَكِ الحلاجُ، |
ونادِي المعتصمَ لينجيكِ ولن ينجيكِ المعتصمُ، |
ونادي التوحيدي فلن يسمعكِ التوحيدي |
لأنا سوفَ نصيرُ هذا الجسدَ الفائرَ |
درساً في سوء الحظِ. |
أما قلنا: قَرّي في البيتِ؟ |
أما قلنا: عِطرُكِ معصيةٌ، |
وحبالُ الحنجرة ينابيعُ الإثمِ؟ |
أما قلنا: الأدني أدني؟ |
هذي غيبوبةُ شطحٍٍ سطح صوفي، |
حين انتزع العسكرُ ثوبي |
شفتُ الخِضْرَ يطوف علي الشهداء |
بخبزِ الرحمنِ، |
وشفتُ حُماةَ العِرْض يجرِّسهم جرحُ الطفلِ، |
وشفتُ الطين علي كابِ العُقداء، |
فقال دراويشُ الحَضْرةِ: |
لستِ تبيتينَ علي ضَيمٍ. |
هذه غيبوبةُ شطحٍ صوفي: |
راياتٌ فوق مآذنَ، ومريدونَ، |
وموءوداتٌ، جُبَّةُ مصلوبينَ، |
الحُورُ العينُ، رجالٌ قوّامونَ علي النسوةِ، |
ويماماتٌ خضراءُ. |
انزاحتْ غُمَّةُ شوْفٍ، |
وانكشفَ حجاتُ، |
فرأيتُ البلدَ الآمنَ: |
مَسْخرَةً. |