أَتَرومُ تَغطِيَة الهَوى بِجُحودِهِ | |
|
| وَنحول جِسمِكَ مِن أَدَلِّ شُهودِهِ |
|
هَيهاتَ تَستُر مِنهُ فَجراً واضِحاً | |
|
| مِن بَعدَما صدع الدُجى بِعَمودِهِ |
|
قَد قُلتَ إِيّاكَ الحِجازَ فَإِنَّهُ | |
|
| ضريت جآذره بِصَيد أُسودِهِ |
|
وَأَرَدتُ صَيد مَها الحِجاز وَلَم يُسا | |
|
| عِدُكَ القَضاء فَصِرتَ بَعض صيودِهِ |
|
يا سائِلي عَمَّن هَوَيتَ وَحالَتي | |
|
| ما حال مَفقود الفُؤاد عَميدِهِ |
|
قَد كانَ يَرجِفُ في لَيالي وَصلِهِ | |
|
| قَلبي فَكَيفَ يَكونُ عِندَ صُدودِهِ |
|
قَلب يَزيد بِماء جِفني نارِهِ | |
|
| وَهجاً فَكَيفَ الرَأي في تَبريدِهِ |
|
لَم تَرضَ في قَتلي سِهام لِحاظِهِ | |
|
| عَدواً فَأتبَعها رِماح نُهودِهِ |
|
لَمّا رأى لحظات طَرفي رُتَّعاً | |
|
| تَجنى شَقيقاً مِن رِياض خُدودِهِ |
|
قفل اللِثامَ وَصَدَّ عَنّي شارِداً | |
|
| وَنأى فاسهَر مُقلَتي بِشُرودِهِ |
|
لا حَظَّ لي في قُربِهِ وَبِعادِهِ | |
|
| عدم البَخيل وَفَقدِهِ كَوجودِهِ |
|
قطع التنفس عِقدَهُ مِن غصةٍ | |
|
| ظَلَّت تردَّدُ في سوارِ وَريدِهِ |
|
وَبَكى لِفرقَتِنا فَواقاً فالتقى | |
|
| دران در دُموعِهِ وَعُقودِهِ |
|
وَجَلا كَمِثلِ البَدرِ في تَدويرِهِ | |
|
| وَضِيائِهِ وَالفَجر في تَوريدِهِ |
|
يا لَيتَهُ جَعَلَ القَطيعَة مَوعِداً | |
|
| مِنهُ فَيُخلِفُها كَخُلفِ عُهودِهِ |
|
أَخفي هَواهُ وَهوَ نارٌ مِثلَما | |
|
| يَخفي الزِناد ضِرامه في عودِهِ |
|
أَبصَرته في ربرب مِن جَيشِهِ | |
|
| مِن كل مضطمر الحَشا املودِهِ |
|
يَلتَف نوَرَ الأَقحوان بِمِثلِهِ | |
|
| في ريحِهِ وَبَياضِهِ وَقدودِهِ |
|
فَصَنَعنَ عِندي مِنَّة فَجَحدتها | |
|
| نيل الغَواني شكره كَجُحودِهِ |
|
يَحفِفنَ أَغيد يَغتَدي داءَ الهَوى | |
|
| وَيَروح بَينَ مَروطهِ وَبُرودِهِ |
|
حَسَنُ الشَمائِلِ أَوحداً في حُسنِهِ | |
|
| كَمُحَمَدٍ بِن سَلامَة في جودِهِ |
|
البَحرُ بَعضُ حُدودِهِ وَالفَضل بع | |
|
| ضُ شهوده وَالنَصرُ بعض جُنودِهِ |
|
تَبدو أمارات الكَريم بِوَجهِهِ | |
|
| مِن بِشرِهِ وَحَيائِهِ وَسُجودِهِ |
|
أَضحى قَريب الجود مُنبَعِث الجَدا | |
|
| نَفسي فِداء قَريبِهِ وَبَعيدِهِ |
|
وَمُكَرِّماً لِلوافِدينَ وَمالِهِ | |
|
| وَفدٌ وَلَيسَ مكرمً كَوفودِهِ |
|
وَإِذا أَرادَ أَثابَ في طَلَبِ العُلى | |
|
| وَالحال عِندَ مَضيِّهِ وَعَتيدِهِ |
|
مِن حاتِمٌ جوداً إِذا ذكر النَدى | |
|
| حَتّى أَشبَهه بِبَعض عَبيدِهِ |
|
يربي عَلى جهد الكرام كثيره | |
|
| وَيَزيد فَوقَ كثيرهم بِزَهيدِهِ |
|
أَبواعهم في المَجدِ مِثلَ ذِراعِهِ | |
|
| وَقيامِهِم في الفَضلِ مِثلَ قُعودِهِ |
|
وَعَلى مَقادير الرِجالِ فِعالِهِم | |
|
| قَطع المُهَنَّدِ تابِعٌ لِحَديدِهِ |
|
وَإِذا ارتأى في كُلِّ أَمر حلة | |
|
| وَلَو أَنَّ أَهل الأَرضِ في تَحقيدِهِ |
|
وَإِذا رأى إِبرام أَمر لَم يُطِق | |
|
| أَحَد يَحِلُّ الأَمر مِن تَوكيدِهِ |
|
وَإِذا أَفات أَفاد في طَلَبِ العُلى | |
|
| فَالفَضلُ بَينَ يَقينِهِ وَمفيده |
|
قَد هَذَّبَت إِقليمه أَقلامِهِ | |
|
| وانقاد سيده انقياد مسودِهِ |
|
قِطُّ العِدى في قَطِّهِ وَمِدادِها | |
|
| مد الحَياة لخلِّهِ وَوديدِهِ |
|
نبل إِذا ما راشها بِبَنانِهِ | |
|
| وَرَمى أَصابَ صَميم قَلب حُسودِهِ |
|
بيضُ الأَماني في بَياضِ كِتابِهِ | |
|
| وَكَذا المَنايا سُودُها في سِودِهِ |
|
فَإِذا استَمَدَّ فَقَد أَمَدَّ بِعَسكَرٍ | |
|
| لَجِبٍ يَسيرُ النَصر تَحتَ بُنودِهِ |
|
وَعجِبتُ مِن قَلَمٍ بِيُمناهُ أَلَم | |
|
| يُغرِقه بَحرُ بَنانه بِمُدودِهِ |
|
لَم يَقتَنِع بِالمَجدِ عَن آبائِهِ | |
|
| وَهُمُ فَما اقتَنَعوا بِمَجدِ جُدودِهِ |
|
حَسُنَت بيَ الأَيامُ بِالحَسَنِ الَّذي | |
|
| أَروى النَدى بِطَريفِهِ وَتليدِهِ |
|
أَعطى وَجادَ وَزادَ في طَلَبِ العُلى | |
|
| حَتّى نَما في الجودِ فَوقَ مَديدِهِ |
|
أَولى البَريَّةِ أَن يُسَمّى ماجِداً | |
|
| مَن كانَ طارِف مَجدِهِ كتليدِهِ |
|
حَيّاكَ من أَحيا العُلى بِكَ مِثلَما | |
|
| نَشرَ النَدى بِكَ وَهوَ بَينَ لُحودِهِ |
|
لَو كانَ هَذا الدَهر شَخصاً ناطِقاً | |
|
| أَشنى عَلَيكَ بِنَثرِهِ وَقَصيدِهِ |
|
أَو كُنت لَيلاً كُنتَ لَيلَةَ قَدرِهِ | |
|
| أَو كُنتَ يَوماً كُنتَ يَومي عيدِهِ |
|
يُنبي سَلامك وابتسامك عَن نَدىً | |
|
| وَكَذا الغِمامُ بِبَرقِهِ وَرعودِهِ |
|
ما زالَ هَذا الذهر بَينَ مَناحِس | |
|
| حَتّى طلعت فَكنت سعد سعودِهِ |
|
ثِق بالإِلَه فَكُلُّ أَمرٍ أَنتَ في | |
|
| تأسيسِهِ فَاللَهُ في تَشييدِهِ |
|
قَد كانَ فضلك موهِماً لِعَطائِهِ | |
|
| فالان بِشرُكَ موقِن بِمَزيدِهِ |
|
فأسلم وَدم في غِبطَةٍ مكلوةٍ | |
|
| مِن رَيبِ دهرك ذا وَمِن تَنكيدِهِ |
|
ما أَسفر الأَصباح واعتكر الدُجى | |
|
| وَشَجى حَمامُ الأيكِ في تَغريدِهِ |
|