عصرت مَدامعك الأَناةُ المُعصِرُ | |
|
| وَلِمِثلِ فرقتها المَدامِعُ تُذخَرُ |
|
رَحلت ضُحىً وَلِكُلِّ قَلبٍ حَيرةً | |
|
| في حُسنِها وَلِكُلِّ عَينٍ مَنظَرُ |
|
عَبِثَ النَعيمُ ها فصوَّرَ جِسمها | |
|
| خَلقاً جَديداً وَالنَعيم يُصَوِّرُ |
|
بَكُرَت طَلائِع لِلمَشيب بِلمَّتي | |
|
| إِنَّ المَشيب إِساءَةٌ لا تُغفَرُ |
|
وَيقال إِنَّ الشَيءَ يَأَلَفُ شَكلهُ | |
|
| وَالبيضُ عَن بيضِ المَفارِقِ تَنفُرُ |
|
لا تلحُها فَلكُلِّ يَومٍ مَوضِع | |
|
| وَالعُرفُ في بَعض المَواضِعِ يُنكرُ |
|
وَالشَيبُ صُبحٌ وَالسَواد دِجِنَّةٌ | |
|
| وَاللَيلُ أَصلَحُ لِلوصالِ وَأستَرُ |
|
كُنّا نضيفُ إِلى الغُرابِ فراقنا | |
|
| فَإِذا المَشيبُ هوَ الغُرابُ الأَزهَرُ |
|
كَيفَ السَبيل إِلى لِقائِكِ في الدُجى | |
|
| وَاللَيلُ حَيثُ حَلَلتِ مِنهُ مُقمِرُ |
|
يَتَحَيَّفُ القَمَرُ المُحاقَ تَحَيُّفاً | |
|
| وَهلال خَدِّكِ كُلَّ يَومٍ مُبدرُ |
|
بَدرٌ يُغادِر رَبعَهُ مِن طيبه | |
|
| يَهدي ثَراه كَما يُهادي العَنبَرُ |
|
وَتَحُلّ بِالبَيداءِ حِصناً سوره | |
|
| زُرق الأَسِنَّةِ وَالعَجاجُ الأَكدَرُ |
|
يَعتاد في أَلحاظِنا لِودادِهِ | |
|
| فَكَأَنَّها جُندٌ لَديه وَعسكَرُ |
|
تعصي قُلوب ذَوي الهَوى أَربابُها | |
|
| فيهِ فَكُلٌّ في هَواهُ مُسَخَّرُ |
|
وَكَأَنَّهُ مِن يُمن حيدرة استَعارَ | |
|
| النَصرَ فَهوَ عَلى القُلوبِ مُظَفَّرُ |
|
أَو من جَلالتِهِ استَعارَ جَماله | |
|
| فَعُيوننا عَنه تَكِلُّ وَتَحسَرُ |
|
ملكٌ لَهُ في كُلِّ أَرضٍ نِعمَةً | |
|
| وَبِكُلِّ مُعتَرِكٍ ثَناء يُؤثَرُ |
|
وَلِسَيفِهِ في كُلِّ هامٍ مَورِدٌ | |
|
| وَلِرُمحِهِ في كُلِّ صَدرٍ مَصدَرُ |
|
مُتَقَلِّدٌ مِن رَأيِهِ وَحُسامِهِ | |
|
| سَيفَينِ ذا يَخفى وَذَلِكَ يَظهَرُ |
|
صيغَت لِحَيدرَةَ بن يَملول يَدٌ | |
|
| مِنها المَنايا وَالمُنى يَتَحَدَّرُ |
|
وَجَبينه بَدر وَساحَة صَدرِهِ | |
|
| بَرٌ وَأَنمُلُ راحَتَيهِ أَبحُرُ |
|
يَجلو إِذا عَبِسَ اللَئيمُ لِوَفده | |
|
| وَجهاً لماء البِشرِ فيهِ مخبَرُ |
|
طَلقٌ كَصَفحِ السَيفِ إِلّا أَنَّهُ | |
|
| في جانِبَيهِ مِن البَشاشَةِ جَوهَرُ |
|
وَتَرى عِداهُ إِذا رَأَوهُ وَحدَهُ | |
|
| جَيشاً لَهُ ظهرَ الحِصان مُعَسكَرُ |
|
كَم رَدَّ دونَ الدارِعينَ بِنَفسِهِ | |
|
| جَيشاً يَضيقُ بِهِ الفَضاء الأَقوَرُ |
|
لِلنَّقعِ فيهِ وَلِلجوارِحِ فَوقَهُ | |
|
| سِترانِ أَدكَن ذا وَذاكَ مُحَبَّرُ |
|
تَعرى الوِهاد وَتَكتَسي مِن جُندِهِ | |
|
| طُرُزاً وَتنتَقِبُ الجِبال وَتُسفِرُ |
|
قَسَمَ الفَلا شِطرَينِ تَحتَ مَسيره | |
|
| شَطراً يَسيرُ بِهِ وَشَطراً يَنصُرُ |
|
إِن شئتَ أَنصار الحِمامِ فَناده | |
|
| وَالخَيلُ تعثر بِالقَنا يا حَيدَرُ |
|
وَكأنَّ صدرَ قَناتِهِ يَوم الوَغى | |
|
| سِلكٌ وَأَبطال الفَوارِسِ جَوهَرُ |
|
مُتَيَقِّظٌ في كُلِّ جارِحَةٍ لَهُ | |
|
| مَخصوصة قَلب وَعين تَنظُرُ |
|
لِلجودِ ما تَحوي يَداهُ وَما حَوى | |
|
| وَالمَجدُ ما يُخفي الحَياء وَيُظهِرُ |
|
أَمّا الإِمام فَإِنَّهُ لَكَ شاكِرٌ | |
|
| وَاللَهُ أَرضى مِنهُ عَنكَ وَأَشكَرُ |
|
آليت أستَسقي الغَمائِم بَعدَها | |
|
| وَيَمين حَيدرة الغِمامِ الأَكبَرُ |
|
وَكأنَّ صدرَ قَناتِهِ يَوم الوَغى | |
|
| سِلكٌ وَأَبطال الفَوارِسِ جَوهَرُ |
|
مُتَيَقِّظٌ في كُلِّ جارِحَةٍ لَهُ | |
|
| مَخصوصة قَلب وَعين تَنظُرُ |
|
لِلجودِ ما تَحوي يَداهُ وَما حَوى | |
|
| وَالمَجدُ ما يُخفي الحَياء وَيُظهِرُ |
|
أَمّا الإِمام فَإِنَّهُ لَكَ شاكِرٌ | |
|
| وَاللَهُ أَرضى مِنهُ عَنكَ وَأَشكَرُ |
|
آليت أستَسقي الغَمائِم بَعدَها | |
|
| وَيَمين حَيدرة الغِمامِ الأَكبَرُ |
|
أَولَيتَني مِن غَيرِ مَعرِفَةٍ جَرَت | |
|
| نِعَماً فَجِئتَكَ بِالمَدائِحِ أَشكُرُ |
|
وَغَرستَ عِندي نعمة لَكَ أَثمَرَت | |
|
| وَمن الفِعالِ مُقَدَّم وَمؤَخَّرُ |
|
فَدِمَشقٌ قَد نارَت بِحُسنِ رِياضِها | |
|
| إِذ كُنت فيها أَنتَ سَعدٌ نَيِّرُ |
|
فَظلامُها فَجرٌ وَحُسن ضِيائِها | |
|
| دُرٌّ وَتربَتُها عَبيرٌ أَذفَرُ |
|
أَنتَ الرَبيعُ وَكَيفَ تَحيا بَلدَةٌ | |
|
| حَتّى يُجاوِرُها الرَبيع المُمطِرُ |
|
أَكثرت جودك ثُمَّ قلت وَنَفسُ مَن | |
|
| يهب النَفيس مِنَ العَطايا أَكثَرُ |
|
يا صاحِ لَيسَ بِمُنكَرٍ أَن يُجتَنى | |
|
| مِن مِثلِ هذا البَحرُ هَذا الجَوهَرُ |
|
بِالنُصحِ قَدَّمك الإِمام عَلى الوَرى | |
|
| ومن الفِعال مُقدَّمٌ لا يُنكَرُ |
|