لا أَرْضُ أَجْمَلَ مِنْ بغدادَ أعْتَرفُ
|
ولا ظِلالَ سوى ما يَمْنَحُ السَعَفُ
|
ولا شواطئَ أَحْلى مِنْ شواطِئها
|
فيها النوأسي ُّ والسُمَّارُ والتَرَفُ
|
بغدادُ فيها مِنَ الدُنيا خُلاصتها
|
فيها الكرامةُ والإِقْدامُ والشَرَفُ
|
فيها الحياةُ حياةٌ غيرَ ناقصة ٍ
|
والموتُ مِنْ أَجْلِها عِنْدَ الوغى هَدَفُ
|
مِنْ ألفِ عام ٍ وهولاكو يحاصرها
|
يُريدُها تَنْحني لكنَّها تَقِفُ
|
بِرَغْمِ كُلِّ جراح ِ الغَدْرِ شامخة
|
تَرُدُّ جيشَ الأعادي كُلَّما زحفوا
|
وكُلَّما بَرَزَتْ نابُ المنونِ لها
|
صِرْنا أسوداً أمامَ الموتِ ما وجفوا
|
سلوا التواريخَ عنا سوفَ تُخْبِرُكُمْ
|
كَمْ أنَّ صولاتَنا تزهو بها الصُحُفُ
|
وانَّ صوتَ صهيلِ الخيلِ في دَمِنا
|
ما هَمَّهُ لو أَتَتْنا تَرْكُضُ الحُتُفُ
|
لَسْنا دعاةَ حُروبٍ غيرَ أنَّهُموا
|
قَدْ أَعلنوها وَمِنْهُمْ نَحْنُ نَنْتَصِفُ
|
ظنوا بأنَا سَنَرضى بالهوانِ وأنْ
|
تأتي الجراحُ بِفَضْلِ السيفِ تَعْتَرِفُ
|
وأننَّا سوفَ نَرْضى أَنْ نُقادَ وأنْ
|
يعلو على أرضنا لِصٌ ومُنْحَرِفُ
|
نَحْنُ الذينَ عُرِفنا بالحروفِ هُنا
|
وغيرُنا باغْتِصابِ الأرْضِ قَدْ عُرفوا
|
وَقَدْ رَشَفْنا عُلوما مِنْ محابِرِنا
|
وأنَّهُمْ مِنْ دماءِ الناسِ قَدْ رشفوا
|
فَقُلْ لِمَنْ قَدْ أسالوا الحُزْنَ في دَمِنا
|
وهللوا حينما بغداد تُخْتَطَفُ
|
تمضونَ انْتُمْ ونبقى في مرابِعِها
|
وكلُّ مَنْ صفَّقوا للحُبِّ أو هَتَفوا
|