إِنَّ الخُطوبَ مُلِحّاتٌ عَلى البَشَرِ | |
|
| مُستَبدِلاتٌ صَفاءَ العَيشِ بِالكَدَرِ |
|
لِلَّهِ دَرُّ اللَيالي في تَصَرُّفِها | |
|
| ماذا تُرينا مِنَ الآياتِ وَالعِبَرِ |
|
وَما تَزالُ لِأَحداثِ الصِبا عِلَلٌ | |
|
| مُسَلَّطاتٌ عَلى الأَرواحِ وَالجَسَدِ |
|
اِنظُر إِلَيَّ وَما يَصنَعنَ في بَدَني | |
|
| لَقَد تَحَيَّنَّني بِالنَقصِ وَالغَيرِ |
|
تَرَكنَ أَيرِيَ نِضواً لا حَراكَ بِهِ | |
|
| مَن يَختَبِرهُ يَجِدهُ شَرَّ مُختَبَرِ |
|
أَبقَينَ مِنهُ جُلَيداتٍ مُشَنَّجَةً | |
|
| ما يَستَبينُ لِذي مَسٍّ وَلا نَظَرِ |
|
كَأَنَّهُ طَلَلٌ أَقوَت مَعالِمُهُ | |
|
| لَم يُبقِ مِنهُ البِلى شَيئاً وَلَم يَذَرِ |
|
يا رُبَّ صائِحَةٍ بِالوَيلِ حينَ رَأَت | |
|
| ما بَينَ فَخذَيَّ مِن حُزنٍ وَمِن عِبَرِ |
|
أَيرٌ تَعَقَّفَ وَاِستَرخَت مَفاصِلُهُ | |
|
| مِثلَ العَجوزِ حَناها شِدَّةُ الكِبَرِ |
|
يَقومُ حينَ يُريدُ البَولَ مُنتَصِباً | |
|
| كَأَنَّهُ قَوسُ نَدّافٍ بِلا وَتَرِ |
|
إِذا أَقامَتهُ سَلمى مالَ في يَدِها | |
|
| مِثلَ المُرَنَّحِ يَشكو شِدَّةَ الضَرَرِ |
|
وَلا يَقومُ وَإِن أَيقَظَتهُ سَحَراً | |
|
| كَما تَقومُ أُيورِ الناسِ في السَحَرِ |
|
تَأبى مَساويهِ أَن يُحصى لَها عَدَدٌ | |
|
| وَأَن تُمَثّلَ في الأَوهامِ وَالفِكَرِ |
|
دَبَّ البِلى فيهِ حَتّى ما يُصابُ لَهُ | |
|
| جِسمٌ يُضافُ إِلى طولٍ وَلا قِصَرِ |
|
يُدعى إِلى لَذَّتِ الدُنيا فَيَترُكُها | |
|
| كَأَنَّهُ مُشرِفٌ مِنها عَلى خَطَرِ |
|
كَأَنَّهُ حالِفٌ بِاللِهِ مُجتَهِداً | |
|
| أَلّا يَقومَ عَلى أُنثى وَلا ذَكَرِ |
|
تَقولُ سَلمى وَقَد باتَت تُغَمِّزُهُ | |
|
| ماذا بِأَيرِكَ مِن ضُعفٍ وَمِن خَوَرِ |
|
فَقُلتُ إِن لانَ في كَفَّيكِ مَلمَسُهُ | |
|
| لَطالَما كانَ صَعبَ الرَأسِ كَالحَجَرِ |
|
وَطالَما اِستَعَرَت حَربُ المُجونِ بِهِ | |
|
| فَكُلُّ فُرسانِها مِنها عَلى حَذَرِ |
|
لا تَسأَلي سَلمَ عَن أَخبارِهِ أَحَداً | |
|
| في دونِ عِلمِكِ ما يُغني عَنِ الخَبَرِ |
|
كَم قَد حَلَفتِ لَهُ بِاللَهِ جاهِدَةً | |
|
| ما ذُقتُ مِثلَكَ في بَدوٍ وَلا حَضَرِ |
|
أَيّامَ لا يَنثَني عَن عِزَّةٍ حَضَرَت | |
|
| وَإِن تَقَحَّمَ فيها لُجَّةَ الغَرَرِ |
|
تُكَشِّفُ الحَربُ مِنهُ عَن أَخي ثِقَةٍ | |
|
| ماضي العَزيمَةِ عِندَ الوِردِ وَالصَدَرِ |
|
يَنسابُ بَينَ مَطاميرٍ وَأَودِيَةٍ | |
|
| لا ضَوءَ شَمسٍ يُرى فيها وَلا قَمَرِ |
|
لَقَد أَصَبتِ بِهِ مِقدامَةً بَطَلاً | |
|
| مُؤَيَّداً في الوَغى بِالنَصرِ وَالظَفَرِ |
|
هِيَ المَقاديرُ أَفنَتهُ حَوادِثُها | |
|
| وَمِن يُجيرُ مِنَ الأَحداثِ وَالقَدَرِ |
|
جَعَلتُهُ عِظَةً لي فَاِتَّعَظتُ بِهِ | |
|
| وَأَيٌّ مُتَّعِظٍ فيهِ وَمُعتَبِرِ |
|