الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ الحِلِّ وَالحَرَمِ | |
|
| تَجري المَعالِمُ بِالبَلوى وَبِالنِعَمِ |
|
مَواعِظاً يَتَحاماها وَإِن وَضَحَت | |
|
| طَرفُ البَصيرِ وَسَمعُ العاقِلِ الفَهِمِ |
|
فَعِندي مِنَ الأَيّامِ تَجرِبَةٌ | |
|
| لَم تَصفُ لي لَذَّةٌ فيها وَلَم تَدُمِ |
|
وَقَد أَخَذتُ مِنَ الدُناي وَبَهجَتِها | |
|
| حَظا يَجِلَّ عَنِ الأَوهامِ وَالهِمَمِ |
|
لَقَد تَخَرَّمتِ الأَيّامُ مِن بَدَني | |
|
| عَضواً إِلَيهِ تَناهَت غابَةُ الكَرَمِ |
|
فَقَدتُ مِنهُ رَفيقاً ذا مُساعَدَةٍ | |
|
| مَتى أُقِمهُ لِأَمرٍ حادِثٍ يَقُمِ |
|
لَمّا قَضَت مِنهُ أَيّامُ الصِبا وَطَراً | |
|
| دَبَّ البِلى فيهِ مِن قَرنٍ إِلى قَدَمِ |
|
كَيفَ الطِعانُ بِرُمحٍ لَاِستِواءَ لَهُ | |
|
| مُعَقَّفٍ مِثلَ خَطِّ النونِ بِالقَلَمِ |
|
أَيرٌ تَخَلّى عَنِ الدُنيا وَلَذَّتِها | |
|
| وَحالَ عَن صالِحِ الأَخلاقِ وَالشِيَمِ |
|
كَأَنَّهُ وَهوَ مُفعٍ فَوقَ خُصيَتِهِ | |
|
| مُسافِرٌ تَحتَهُ خُرجانِ مِن أَدَمِ |
|
يا أَيرُ نِمتَ وَلَولا الضَعفُ لَم تَنَمِ | |
|
| قَدُمتَ قَبلَ أَوانِ الشَيبِ وَالهَرَمِ |
|
مالي أَراكَ تَحامى كُلَّ غانِيَةٍ | |
|
| وَإِن أَتَيتُ بِها حَسناءَ كَالصَنَمِ |
|
إِذا رَأيتَ وُجوهَ البيضِ مُقبِلَةً | |
|
| وَلَّيتَهُنَّ قَفا خَزيانَ مُنهَزِمِ |
|
يا رُبَّ عَسكَرِ أَقرانٍ أَغَرتُ بِهِ | |
|
| عَلى الأَكابِرِ وَالأَتباعِ وَالخَدَمِ |
|
كَم طَعنَةٍ لَكَ لَم يُفلِتكَ صاحِبُها | |
|
| إِلّا وَفَقحتَهُ مَخضوبَةٌ بِدَمِ |
|
خَلَّيتَهُ تَتَفَدّاهُ حَواضِنُهُ | |
|
| وَبَينَ فَخذَيهِ جُرحٌ غَيرُ مُلتَئِمِ |
|
أَيّامَ أَنتَ شِفاءُ الإِستِ إِن فَقَدتَ | |
|
| طِبٌّ بِتَسكينِ أَدواءِ الحَرِّ العَلِمِ |
|
أَبكي عَلَيكَ وَلا أَبكي عَلى طَلَلٍ | |
|
| بِالرَقمَتَينِ وَلا رَبعِ بِذي سَلَمِ |
|