أَنوحُ وَأَبكي خادِماً لي رُزِئتُهُ | |
|
| عَلى مِثلِهِ تَبكي العُيونُ الجَوامِدُ |
|
|
| ويغبِطُني الأَدنى بِهِ والأباعِدُ |
|
لَهُ خِدمَةٌ تَشفي النُفوسَ كَما شَفى | |
|
| غَليلَ الصَدى عَذبٌ مِنَ الماءِ بارِدُ |
|
وَيَغرَقُ في الأَلطافِ حَتّى كَأَنَّهُ | |
|
| أَخٌ مُشفِقٌ أَو والِدٌ مُتَعاهِدُ |
|
وَكانَ لَهُ وَجهٌ يُدِلُّ بِحُسنِهِ | |
|
| إِذا اِمتَحَنَت حُسنَ الوُجوهِ المَشاهِدُ |
|
لَعَمري لَئِن عَزَّت عَلَيَّ حَياتُهُ | |
|
| لَقَد غالَها سَهمٌ مِنَ المَوتِ قاصِدُ |
|
كَأَنَّ ظَريفاً لَم يُشَمِّر ثِيابَهُ | |
|
| لِخِدمَةِ بَيتي وَالعُيونُ رَواقِدُ |
|
كَأَنَّ ظَريفاً لَم يُبَلِّغ رِسالَتي | |
|
| وَيَشهَد لَهُ بِالنُصحِ عِندي شَواهِدُ |
|
كَأَنَّ ظَريفاً لَم يَكُن لي مُساعِداً | |
|
| إِذا غابَ عَنّي في الأُمورِ المُساعِدُ |
|
كَأَنَّ ظَريفاً لَم تَطِب لي بِقُربِهِ | |
|
| مَصادِرُ لِذّاتِ الهَوى وَالمَوارِدُ |
|
كَأَنَّ ظَريفاً لَم يَذُق رَوحَ ساعَةٍ | |
|
| وَلَم يَغذُهُ يَومٌ مِنَ العَيشِ واحِدُ |
|
تَوَلّى ظَريفٌ وَاِستَقَلَّت بِهِ النَوى | |
|
| بِحَيثُ اِستَقَرَّ النازِحُ المُتَباعِدُ |
|
بِحَيثُ تَخَلّى مِنهُ كُلُّ مُمَرِّضٍ | |
|
| وَأَعرَضَ عِنهُ الثِقاتُ العَوائِدُ |
|
فَباتَ كَأَنّا لَم نُمَهِّدهُ مَضجَعاً | |
|
| سِوى مَضجَعٍ فيهِ الثَرى وَالجَلامِدُ |
|
إِذا ذَكَروا عِندي ظَريفاً وَمَوتَهُ | |
|
| بَكَيتُ كَما يَبكي مِنَ الثُكلِ والِدُ |
|
بَلَيتَ وَما يَبلى حَديثُكَ عِندَنا | |
|
| وَغِبتَ وَطَيفٌ مِن خَيالِكَ شاهِدُ |
|
فَإلّا الموتُ أو يقبل الفدى | |
|
|
خَليلَيَّ لا يَغرُركُما بِاِختِداعِهِ | |
|
| سُكونُ اللَيالي وَالمَنايا رَواصِدُ |
|
فَإِنَّ الَّذي أَهدى ظَريفاً إِلى البِلى | |
|
| عَلى كُلِّ نَفسٍ بِالمَنِيَّةِ عائِدُ |
|