أتْرِعْ الكأسَ كما شئتَ ورتّلْ أغنياتكْ
|
ربما أنستك ما لاقيته في أُمسياتكْ
|
الهوى الماجنُ دنياك وأحلامُ حياتكْ
|
والهوى العذريُّ دنياي فَتِهْ في سَبَحََاتكْ
|
وارْوِ للناس أحاديث الطلا من خطراتكْ
|
|
يا نديمي أتْرِع الكأس ولا تَخْشَ الملاما
|
إنها كانت على من شَفّه الوجدُ حراما
|
كأسيَ الجفن الذي غنّاك دمعًا وسهاما
|
والطلا دمعي وقد طنّب في جفني الخياما
|
كلما اشتقت إلى الصّاب هَمَى دمعي سجاما
|
|
يخفق القلب إذا ضجّت ببلواه الجراحْ
|
فتغاديه دموع ويناجيه نواحْ
|
وأنا الشارد تطويني على السهد البطاحْ
|
أنشد السلوى وفي قلبي من السلوى جراحْ
|
الشجى والسّهد زادي ودموعي ليَ راحْ
|
|
يا نديمي أنت في الحب غريب يا نديمي
|
أين قلب فاض منه الوجد من قلب سليمِ
|
أين حبُّ الطينِ من حبًّ سما فوق النّجومِ
|
سرُّ بلواك هيام ثائر جمُّ الغيومِ
|
وشبابي سرُّ بلوايَ وحزني وهمومي
|
|
يا نديمي إنما العيشُ غرام وفتونُ
|
وجنون في الهوى الطاهر فضّاحٌ دفينُ
|
وشفاهٌ ورضابٌ..وكلام وعيونُ
|
وعتابٌ أبديُّ الصمتِ رفّافٌ حنونُ
|
كرّم الله صداه..فتلقّته السنونُ
|
|
أين من دنياك دنيايَ وأحلامي وفنّي
|
أنت ترجو شهوةَ الجسمِ فَدَعْ عنك التجنّي
|
وأنا الظافرُ والمغلوبُ في دنيا التمنّي
|
في غد تندب أيامك فيها .. وأُغنّي
|
يوم ألقى سرَّ حرماني وأشجاني وحزني
|
|
علّمتنا نسمات البحر صفو الحُلُمِ
|
وأنين الموج في الشطِّ رقيق النغَمِ
|
والرمال السمر شعر حائر في القِمَمِ
|
هلهلت أوزانه الخرساءُ هوج النّسَمِ
|
علّمتنا هدأة الروح وحرب القلمِ
|
|
تتهادى ذكرياتُ الأمس في أُفقِ حياتي
|
أنجماً مخنوقةَ اللمح كإِصباح النُّعاةِ
|
لم تهدهدْها من الحاضر أنغامُ صلاةِ
|
والغدُ المرجوُّ رهنٌ بيدِ الغيبِ المواتي
|
ويح من هبّت عليه سافياتِ الذكرياتِ
|
|
يا نديمي حسبُك الصبرُ على اللّوم وحسبي
|
أنا عبد من عبيد الحسن لا أملك قلبي
|
قدّر الأقدار حبٌّ عبقريٌّ مثل حُبّي
|
لهف روحي وهي ظمأى لم تشاهد غير جدبِ
|
أنا لا أسأل ربي غير ما يعلم ربّي
|