أَمّا الخَيال فَما يَغيب طُروقاً | |
|
| يَدنو بِوَصلك شائِقاً وَمشوقا |
|
وَآفٍ يُحقِقُ لِلوَفاء وَلَم يَزَل | |
|
| خدن الصَبابة لِلوَفاءِ خَليقا |
|
وَمَضى وَقَد مَنَعَ الجُفونَ خفوقها | |
|
| قَلبٌ لذكرك لا يَزالُ خَفوقا |
|
هَل عهدنا بِلوى الشَقيقة راجِعٌ | |
|
| فَيَعود لي فيهِ الوِصالُ شَقيقا |
|
أَيام تسلك بي الصَبابَة مجهلاً | |
|
| لا يَعرِف السلوان فيهِ طَريقا |
|
أَهوى أَنيق الحُسنِ مُقتَبِل الصبا | |
|
| وَأَزور مختصر الشَباب أَنيقا |
|
لا أَلحظ الأَيام لحظةَ وامِقٍ | |
|
| حَتّى يَعود زَماننا مَرموقا |
|
وَرَكائِبٍ يخرجنَ من غَلس الدُجى | |
|
| مثل السِهام مرقن فيهِ مُروقا |
|
وَالفَجر مَصقول الرِداء كَأَنَّهُ | |
|
| جِلبابُ خَودٍ أَشربته خَلوقا |
|
نَحوَ الهُمام القائِد القرم الَّذي | |
|
| قرن الإِلَه بِعَزمِهِ التَوفيقا |
|
ملك يَروقك منظراً وَمَقالَةً | |
|
| أَبَداً وَيوسع بِالصَوارِم ضيقا |
|
يَلقى النَدى بِرَقيقِ وَجهٍ مُسفِرٍ | |
|
| وَإِذا التَقى الجَمعانِ عادَ صَفيقا |
|
رحبُ المَجالِسِ ما أَقامَ فإِن سَرى | |
|
| في جَحفَل ترك الفَضاء مَضيقا |
|
وَإِذا طَما بَحرُ الكَريهة خاضَهُ | |
|
| وَأَماتَ مَن عاداهُ فيهِ غَريقا |
|
حُجِبَت بِهِ شَمس النَهارِ وَأَشرَقت | |
|
| شَمس الحَديد بِجانبيه شُروقا |
|
أَضحى أَبو الفَضل السَميدع في الوَرى | |
|
| فَرداً وَأَمسى في الذُرى مَرموقا |
|
وَحسامه أَبَداً بوار عِداتِهِ | |
|
| وَتواله في العالمين مُحيقا |
|
اللَهَ صوَّرَهُ جَواداً خلقه | |
|
| أَعلى بِهِ نور الزَمانِ أَنيقا |
|
أَضحى السَخاء بِجَعفَرٍ مُتَخَيِّماً | |
|
| فَغَدا بِهِ عقد الزَمانِ وَثيقا |
|
يَختالُ في حُلَلِ الرَجاءِ وَيَمتَطي | |
|
| هِمَماً أَقامَت لِلمَكارِمِ سوقا |
|
فَلَضاعَ أَمر لا تَبيت تديره | |
|
| وَلَظَلَّ ركب ما انتَحاكَ طَريقا |
|
فَهَناكَ يَوم العيد يَومٌ عائِد | |
|
| أَبَداً عَلَيكَ موفقاً تَوفيقا |
|
ببقا أَمير المؤمِنينَ وَظلُّهُ | |
|
| تَرجو النَجاة وَتأمن التَعويقا |
|
فاسلم لِدَهرٍ أَنتَ دُرَّة تاجِهِ | |
|
| لا زِلتَ رَبّاً للفَخارِ حَقيقا |
|
واسلم لمكرمة شَغَلتَ بِحُبِّها | |
|
| قَلباً بِحُبِّ المكرمات عَلوقا |
|
وَبَديع شعرٍ يانِعٍ حَبَّرتُهُ | |
|
| فنظمتُ منه لؤلؤاً وَعَقيقا |
|
شَعشَعتُ مِنهُ اللَفظ ثم نظمته | |
|
| فَكَأَنَّما شَعشَعتُ منه رَحيقا |
|