أَتَرضونني يا آل جرّاح إِنَّني | |
|
| مُدوّيٍ لكم أَضحى مَدى الدَهرِ هالِكا |
|
وَما زِلتُ أَرجو أَن أَراكُم كَما أَرى | |
|
| تَكون عَلى رغمِ المُلوكِ المَمالِكا |
|
وَلما أَتى فَتحُ الشام رَمقتُهُ | |
|
| بعين امرىء لِلرِّق أَضحى مُشارِكا |
|
وَلَمّا أَفاد الناس مِنهُ وَأَينعت | |
|
| ثِمار الغِنى مِنهُ وَلَم أَلق ذُلِكا |
|
غَصَصتُ بِأَمرٍ لَم أَكُن جاهِلاً بِهِ | |
|
| ولا راقِباً مِنهُ يُلِمُّ مُشابِكا |
|
أَما كانَ لي في حُرمَةِ السَعيِ مِنكم | |
|
| ذمام يَردُّ البَغيَ بِالعَزمِ آفكا |
|
أَما كانَ في مَدحِ الأَمير أَبي النَدى | |
|
| لكم مَذهَبٌ تَقضون فيهِ الحَسائِكا |
|
تَرى الغيث وَهيَ العارِض الجونِ تَنثَني | |
|
| لشقوة جَدّي جامِد الهطل فارِكا |
|
تَرى البرق أَغشى العَين منكم مناره | |
|
| يَعود لِبَختي أَسود اللون حالِكا |
|
تَراني لِتَقديري حُرمتُ حِباءَكم | |
|
| فَأَصبَحَ مِنّي حادِثُ الدَهرِ ناهِكا |
|
فَإِن كانَ يُمنُ الدَولَةِ اختار مُهجَتي | |
|
| وَخَلَّصها إِذا خَيَّم المَوتُ بارِكا |
|
فَكَم عَزمَةٍ لِلمَلكِ زادَت بِحِكمَةٍ | |
|
| وَسَدَّت عَلى سُبُلِ الطَريقِ المَسالِكا |
|
وَكَم رام ثَوبَ العِزِّ إِنَّ سَتيرَهُ | |
|
| بِذُلِّ وَأَن تَلقى له الدَهرَ مالِكا |
|
أَلا إِنَّ هَذا العَبدَ رَهنَ كَفالَةٍ | |
|
| وَقَد أَطلقتَه أَريحيَّة جاهِكا |
|
وَقَد كانَ مَملوكاً وَفي رَدِّ مالِهِ | |
|
| حَياةٌ لَهُ فاجعَلهُ من عُتقائِكا |
|