قَسَماً بِوَصلِكَ إِنَّ بُعدَ مَرامِهِ | |
|
| أَغرى فُؤاد مُتَيَّمٍ بِغَرامِهِ |
|
وَيَلومه فيكِ العَذول وَفي الهَوى | |
|
| شُغل له عَن عذلِهِ وَمَلامِهِ |
|
وَلربَّما هَجَرَ الصَبا واِقتاده | |
|
| سِحرُ العُيونِ إِلى الصبا بِزمامِهِ |
|
وَبِنَفسي الرَشأ الَّذي لحظاته | |
|
| في القَلب أَسرَعَ من غرار حُسامِهِ |
|
هَل يَشفين كَبِدي بِبَرد عِناقه | |
|
| أَو يُظفِرنَ كَفّي بِحَلِّ لِثامِهِ |
|
قَد كُنتُ آمل عَطفَهُ لَو لَم يَجِر | |
|
| صَرف الفِراقِ عَليَّ في أَحكامِهِ |
|
وَلَقَد مَلأتُ يَديَّ من عَفِّ الصِبا | |
|
| وَعَفَفتُ عَن حُرُماتِِ وَآثامِهِ |
|
نهنه فُؤادك عَن ملابَسَةِ الصِبا | |
|
| وَأَرغَب بِنَفسك عَن تَحَمُّلِ ذامِهِ |
|
أَو لَيسَ في قرب الوَزير جَميعُ ما | |
|
| أَلهاكَ عَن يَوم الوِصالِ وَعامِهِ |
|
قُل لِلوَزير ابن الفُراتِ وَلَم تَزَل | |
|
| تَتَوَكَّفُ الآمال ضَوبَ غَمامِهِ |
|
نِعمٌ شكرت بِها الأَمير لأَنَّهُ | |
|
| خلع العَفاف عَليَّ في إِنعامِهِ |
|
لَبِسَ العَفافَةَ قَبلَ لُبسِ نِطاقِهِ | |
|
| واِعتاد بَذلَ الجودِ قَبلَ فِطامِهِ |
|
وَرأى بِعَيني رأيه ما خلفه | |
|
| ذُهناً كَرأي العين من قُدّامِهِ |
|
مَلأ القُلوبَ مَهابَة وَمَحَبَّة | |
|
| منه فَباتَ النَجم دون مَرامِهِ |
|
وَأَنالَ من بَذلِ النَدى في يَومِهِ | |
|
| ما لَم يَنَلهُ حاتِم في عامِهِ |
|
وَسَخا فَأَدرَكَ قاعِداً مِن مَجدِهِ | |
|
| ما لَم يَنَله سِواهُ عند قِيامِهِ |
|
ما باتَ يَنقُضه فَلَيسَ بِمُبرَمٍ | |
|
| أَبَداً وَلا نقض عَلى إِبرامِهِ |
|
طلق المُحَيّا للعفاة وَإِنَّما | |
|
| يَلقى العبوس به عَلى لُوّامِهِ |
|
تَتَقاصَرُ الأَفهام دونَ صِفاتِهِ | |
|
| وَيُغضُّ عَنه الطَرفَ من إِعظامِهِ |
|
يَقظان في كَسبِ العَلاء وَإِن يَنَم | |
|
| فَكأَنَّهُ يَقظان عِندَ مَنامِهِ |
|
وَإِذا بَدا بِالأَمرِ أَتعَبَ نَفسَهُ | |
|
| وَرأى الهَوى يَهواهُ في إِتمامِهِ |
|
يَلقى الوزارة وَهيَ دونَ مَحَلِّهِ | |
|
| وَيَرى المخدّم وَهوَ من خُدّامِهِ |
|
تَنبو الصَفائِح عَن صَحائِف كُتبِهِ | |
|
| وَتقلّم الأَقلام من أَقلامِهِ |
|
وَيَذُمُّ صَفوَ حَياتِهِ من لَم يَبِت | |
|
| مِستَعصياً بِوَلائِهِ وَذِمامِهِ |
|
كالغَيث في إِسجامه وَاللَيث في | |
|
| إِقدامه وَالسَيف في إِخذامِهِ |
|
عِزٌّ طَويل الباع لَم يضك خامِلاً | |
|
| في جاهِليَّته وَلا إِسلامِهِ |
|
إِن شاءَ عَدَّ العِزَّ من أَخوالِهِ | |
|
| أَو شاء عدَّ العزَّ من أَعمامِهِ |
|
قَوم إِذا ما المَجد أَصبَحَ قَسمَة | |
|
| فَلَهُم أَعالي رأسه وَسَنامِهِ |
|
مِن كُلِّ مَن يَسمو بأَرثِ سَريره | |
|
| وَالتاج عَن كسراه أَو بُهرامِهِ |
|
يَكبو زِناد الذَم عَن أَعراضِهِ | |
|
| وَيُضيءُ طرز المَدح عَن أَكمامِهِ |
|
نسب كمثل الصُبح عَمَّ ضِياؤُهُ | |
|
| وَتَمَزَّقَت عَنه جُيوب ظَلامِهِ |
|
خلط الشَجاعَة بِالنَدى فَالرِزق | |
|
| وَالآجالُ بَينَ بَنانِهِ وَحُسامِهِ |
|
فَضلٌ لَو أَنَّ الدَهرَ قَدَّمَ عَصرَهُ | |
|
| لأَبانَ نَقصُ زياده وَهِشامِهِ |
|
فاِسلم عَلى رَغم الحَسودِ وَلا تَزَل | |
|
| لِلدَّهرِ رُكناً دائِماً بِدَوامِهِ |
|
حَتّى يُسِرُّ بك الوَلي وَيَغتَدي | |
|
| أَنف الحَسودِ به حَليف رُغامِهِ |
|