خطرت كالنسمة السكرى بأنداء الصباحِ
|
فكرةٌ من فكر الحُسْن تجلّت في وشاحِ
|
عبقريّ النسجِ رفّاف كأحلام الملاحِ
|
تُفعَم الأنسام إن مرّت بها عشقا وطيبا
|
وهي تختال على الشطِّ لتصطاد القلوبا
|
وتغنّي الشمسَ لحنًا خفِرَ النغْم طروبا
|
مثلما ناغمَ محبوبٌ على البعد حبيبا
|
ظنّها الموجُ تحيّيه...فحيّي قدمَيْها
|
وترامى رغْوُهُ العاشق منسابًا إليها
|
فجَرَت تسبقه نحوي وعاطتني يديها
|
قلت لا لوم على الموج إذا أرغى وأزبَدْ
|
شفّه الحرمان من ضمّك حينا ..فتجلَّدْ
|
ثم أقبلت فأيقظتْ هواه فتنّهدْ
|
ورأى شغلك عنه بسواه...فتمرّد
|
وضحكنا ...واحتسى الكون رحيقًا عبقريّا
|
ورأتني شاعر النّظرة فارتاحت إليّا
|
ومشينا فانتشى الرمل..ويمّمنا النّديّا
|
واغتبقنا ساعةً ..خمر الأحاديث العذابِ
|
ساعةً تعدل أحلامي وعمري ورغابي
|
وهي تسقيني وأسقيها...شبابا بشبابِ
|
لا شفاهًا بشفاهٍ أو رضابا برضابِ
|
|
ثم قالت دَنَتِ الفرقة والليل سجَا
|
وغدًا نروي من القلبين شوقًا لاعجا
|
ونغنّي الموج لَحْنيْنا ..فيرغى هائجا
|
واستدارت شفتاها ...في حنانٍ وحنينِ
|
وأطارت قبلةً في الجوِّ ...خرساءَ الرنينِ
|
وانثنت ترقُبُ مسراها بمسحور الجفونِ
|
فاستقرّت في فمي وامتلأت منها عيوني
|
|
إيه يا فاتنة الشطِّ أألقاكِ غدَا؟
|
أم يصير الوعدُ جمرًا بعد أن كان نَدَى؟
|
آه ما أقساك إن ضَيَّعتِ أحلامي سُدى؟
|
أنت دنياي التي أنشدها في خلواتي
|
أنت حلم سابحٌ في مائج من صبواتي
|
أنت كأْس الوحي في حانة أيام حياتي
|
فاقبليني عابدًا...أفْنِ هوًى في صلواتي
|