أَحياهُ بَعدَ اللَهِ إِذ حَيَّاهُ | |
|
| طَيف يُسرّي الهَمّ عَنهُ سُراهُ |
|
أَهدى السَلام عَلى تَنائي أَرضِهِ | |
|
| يا حَبَّذا المُهدى ومن أَهداهُ |
|
أَهداهُ أَحوَرَ مِن ظباء تِهامَةٍ | |
|
| كالظَبّي الحاظ الظباء ظُباهُ |
|
كَلَّت ملاحظُ مُقلتيه وَإِنَّما | |
|
| لحظ العُيونِ أَكلُّه أَمضاهُ |
|
يُعدي وَلا يزراه سقم جُفونِهِ | |
|
| وَالسَيف لَيسَ يَضرُّهُ حَدَّاهُ |
|
ما العَيش غير جواره في رَوضَةٍ | |
|
| يَنضافُ رَيّاها إِلى رَيّاهُ |
|
يَثني النَسيم الأُقحوانُ بِمِثلِهِ | |
|
| فيها كَما تَتَلاثَم الأَفواهُ |
|
نَفسي الفِداء لَهُ عَلى هِجرانِهِ | |
|
| أَبَداً وَمَن لي أَن أَكون فِداهُ |
|
أَستودع اللَهَ الحِجازَ وَأَهله | |
|
| وَسَقاهم سَيلَ الحَيا وَسَقاهُ |
|
أَهوى الحِجاز وَطلحه وَسيالِهِ | |
|
|
فَسَقى الإِلَهَ سهولَهُ وَحزونه | |
|
| وَمروجَهُ ووهادَهُ وَرُباهُ |
|
غَيثاً يُطبِّق بِالفلاة فَيَستَوي | |
|
| بِالرَوضِ منظر أَرضِهِ وَسَماهُ |
|
جوداً كجوديد ابن عمران الَّذي | |
|
| بَهَرَ الأَنامَ سَناؤُهُ وَسِناهُ |
|
يَحكي الشَريف أَبا عليِّ جودِهِ | |
|
| يَتَوَسَّم الوَسميُّ في سيماهُ |
|
كَيَمين عَبّاسٍ أَبي الحسن الَّذي | |
|
| بَهَرَ الأَنامَ سَناؤُهُ وَسِناهُ |
|
ضَحِكَ الزَمانُ وَكانَ عَبّاساً لَنا | |
|
| بِنَوالِ عَبّاسٍ وَطيب ثَناهُ |
|
ملك يُقِرُّ بِفَضلِهِ وَبِبَذلِهِ | |
|
| وَبِعَدلِهِ أَصحابَهُ وَعِداهُ |
|
جبل الأَنامِ عَلى الخِلافِ وَلا أَرى | |
|
| رَجُلَينِ يَختَلِفانِ في عَلياهُ |
|
قَد صاغَهُ الرَحمَنُ مِن كَرَمٍ فَلَو | |
|
| لمسته راحة باخِلٍ أَعداهُ |
|
اليمن في يُمناهُ كَيفَ تَصَرَّفَت | |
|
| أَحواله وَاليُسر في يُسراهُ |
|
ساسَ الأَقاليمَ العِظام بِكَفِّهِ | |
|
| قلم يَفُلُّ شَبا الخُطوبِ شَباهُ |
|
يَجلو جَبيناً لِلعُفاةِ تَرَقرَقَت | |
|
| وَتَدَفَّقَت للبشر فيهِ مياهُ |
|
وَيُبَشِّر العافين بِشر جَبينه | |
|
| بِالنُجح قَبلَ يَنالهم جَداوه |
|
وَلِجودِهِ مِن نَفسِهِ داعٍ إِذا | |
|
| ناداهُ حَيَّ عَلى النَدى لَبّاهُ |
|
يَدري الجَوادَ إِذا استَوى في مَتنِهِ | |
|
| أَنَّ الفَقير إِلى الحِزام سِواهُ |
|
فَكَأَنَّهُ لِثَباتِهِ في طَرفِهِ | |
|
| عضو تَمَكَّن في سواء قُراهُ |
|
لا يَقتَني العليا إِلّا بِالظُبى | |
|
| قدماً إِذا ونيَت صُدور قَناهُ |
|
فالبيض السنة نَواطِق مالها | |
|
| إِلّا الجَماجِمُ وَالرِقابُ شِفاهُ |
|
ماضي العَزيمِ لَو اِستَنابَ عَزيمَةً | |
|
| عَن كُلِّ حَدِّ مُهَنَّدٍ أَغناهُ |
|
يا مَن يُفَنِّدُهُ عَلى إِعطائِهِ | |
|
| لَومُ السَحائِبِ أَن تَشُحَّ سَقاهُ |
|
أَتَلومَهُ في الجودِ وَهوَ رَضاعة | |
|
| قِدماً ومن بعد الرَضاعِ غَذاهُ |
|
فَإِذا نَهاهُ عاذِلٌ عَن جودِهِ | |
|
| لَم يُثنِهِ وَكأَنَّهُ أَغراهُ |
|
لا يُستَطاع لِفَضلِهِ وَصفٌ وَلَو | |
|
| أَنَّ العِبادَ بأَسرِهم أَفواهُ |
|
فَقَد اِغتَدى في كُلِّ شَيء كامِلاً | |
|
| فَوَقاه مِن عَينِ الكَمالِ اللَهُ |
|
إِقدام حَيدَرَةٍ وَبأس مُحَمَّدٍ | |
|
| فيهِ وَلا يعدوهما أَبواهُ |
|
نَسَباً تَرى عنوانه في وَجهِهِ | |
|
| فَلَو أَنَّ أُميّا يَراهُ قَراهُ |
|
أَشبهتَ في العَلياء جَدَّكَ أَحمَداً | |
|
| إِنَّ الأَكارِمَ في العُلى أَشباهُ |
|
قُسِمَ النَدى فَجَرى الأَنام بِأَسرِهِم | |
|
| مِنهُ اسمه وَحويتُمُ مَعناهُ |
|
فَمَنِ ادَّعى بَعدَ النَبيِّ وَآلِهِ | |
|
| مَعنى الفَضائِلِ كُذِّبَت دَعواهُ |
|
لَو يَنسِل المَعروف كنتَ إِبناً لَهُ | |
|
| أَو كانَ مَولوداً لَكُنتَ أَباهُ |
|
أَنتَ الرَبيع وَكَيف يَحيا مَوضِع | |
|
| غير الرَبيع بِهِ فَما أَحياهُ |
|
مَن كانَ نَحو ابنِ الإِمامَةِ سَيره | |
|
| فالنُجح وَالتَوفيق مُكتَنِفاهُ |
|
سَيف لَهُ في وَجهِ شفرة وَجهِهِ | |
|
| وَجه إِذا كُلُّ الوجوهِ لَجاهُ |
|
ما قالَ لا مُذ كانَ إِلّا قوله | |
|
| عِندَ الشَهادَةِ لا إِلَه سِواهُ |
|
وَقَد اِعتَزمت عَلى الرَحيلِ فَإِن رأى | |
|
| إِمضاءُ أَمرِ وَليِّهِ أَمضاهُ |
|
وَلَقَد علمت بِأَنَّ مَوتي عِندَهُ | |
|
| هَزَلاً يَفوق العَيش عند سِواهُ |
|
لِكِنَّهُ هَجَمَ الشِتاء وَعِندَهُ | |
|
| مِمَّن تَكون تِهامَة مَثواهُ |
|
يا أَيُّها الملك الَّذي لَم أَغتَرِب | |
|
| عَن أَرضِ قَومي خُطوَةَ لَولاهُ |
|
أَيَجوز أَن أَشكو إِضاقَة عيشة | |
|
| وَالمال عندك واهِن وَالجاهُ |
|
مُتَصَرِّف أَنّى يَشاءُ بِرأيِهِ | |
|
| وَيَمينه لا في يَمين سِواهُ |
|
وَكَذاكَ ظفر اللَيث في يَد غَيرِهِ | |
|
| يَنبو وَيفري الهام في يُمناهُ |
|
قَلَم بِخِلقَتِهِ المَنايا وَالمُنى | |
|
| كالصِلِّ فيهِ سُمّه وَشفاهُ |
|
قَطُّ العِدى في قَطِّهِ وَمِدادِهِ | |
|
| تَنفيس مُدَّة كل مَن والاهُ |
|
يا مَن يَلومُ المُعصِراتُ عَلى النَدى | |
|
| وَالمزن أَكرَم أَن يَضنَّ نَباهُ |
|
ملك إِذا قسناهُ أَو قُسنا بِهِ | |
|
| قالَت بَدائِع فَضلِهِ حاشاهُ |
|
ينميه من زيدانٍ يشبه مَعشَرٌ | |
|
| لَهُمُ من الشَرَفِ الرَفيع ذراهُ |
|
مِن كُلِّ وَضّاحٍ إِذا أَفنى النَدى | |
|
| من كَفِّهِ المال اِقتَنى بقناهُ |
|