إِنَّ دَيّرَ القَصيرِ هاجَ اِدِّكاري | |
|
| لَهوَ أَيّامِيَ الحِسانِ القِصارِ |
|
وَزَماناً مَضى حَميداً سَريعاً | |
|
| وَشَباباً مِثلَ الرِداءِ المُعارِ |
|
عَرَفَتني رُبوعُهُ بَعدَ نُكرٍ | |
|
| فَعَرَفتُ الرُبوعَ بِالإِنكارِ |
|
فَلَوَ أَنَّ الدِيارَ تَشكو اِشتِياقاً | |
|
| لَشَكَت جَفوَتي وَبُعدَ مَزاري |
|
وَلَكادَت نَحوي تَسيرُ لِما قَد | |
|
| كُنتُ فيها سَيَّرتُ مِن أَشعاري |
|
فَكَأَنّي إِذ زُرتُهُ بَعدَ هَجرٍ | |
|
| لَم يَكُن مِن مَنازِلي وَدِياري |
|
إِذ صُعودي عَلى الجِيادِ إِلَيهِ | |
|
| وَاِنحِداري في المُنشَئاتِ الجَواري |
|
بِصُقورٍ إِلى الدِماءِ صَوادٍ | |
|
| وَكِلابٍ عَلى الوُحوشِ ضَوارِ |
|
مَنزِلاً لَستُ مُحصِياً ما لِقَلبي | |
|
| وَلِنَفسي فيهِ مِن الأَوطارِ |
|
مَنزِلاً مِن عُلُوِّهِ كَسَماءٍ | |
|
| وَالمَصابيحُ حَولَهُ كِالدَراري |
|
وَكَأَنَّ الرُهبانَ في الشَعَرِ الأَسوَدِ | |
|
| سودُ الغِربانِ في الأَوكارِ |
|
غَربُهُ ذي البِحارُ وَالأَنهارُ | |
|
| في ثِيابٍ في سُندُسٍ ذي اِخضِرارِ |
|
غَرَّدَت بَينَها الطُيورُ فَطارَت | |
|
| بِفُؤادِ المُتُيَّمِ المُستَطارِ |
|
كَم خَلَعتُ العِذارَ فيهِ وَلَم أَر | |
|
| عَ مَشيباً بِمَفرَقي وَعِذاري |
|
كَم شَرِبنا عَلى التَصاويرِ فيهِ | |
|
| بِصِغارٍ مَحثوثَةٍ وَكِبارِ |
|
صورَةٌ مِن مُصَوِّرٍ فيهِ ظَلَّت | |
|
| فِتنَةً لِلقُلوبِ وَالأَبصارِ |
|
أَطرَبَتنا بِغَيرِ شَدوٍ فَأَغنَت | |
|
| عَن سَماعِ العيدانِ وَالمِزمارِ |
|
يَفتُرُ الجِسمُ حينَ تَرميهِ حُسناً | |
|
| بِفنونٍ مِن طَرفِها السَحارِ |
|
وَإِشاراتِها إِلى مَن رَآها | |
|
| بِخُضوعِ وَذِلَّةٍ وَاِنكِسارِ |
|
لا وَحُسنِ العَينَينِ وَالشَفَةِ اللَم | |
|
| ياءِ مِنها وَخَدُّها الجُلَّناري |
|
لا تَخَلَّفتُ عَن مَزاري لِدَيرٍ | |
|
| هِيَ فيهِ وَلَو نَأى بي مَزاري |
|
فَاِقصِرا عَن مَلامِيَ اليَومَ إِنّي | |
|
| غَيرُ ذي سَلوَةٍ وَلا إِقصارِ |
|
فَسَقى اللَهُ أَرضَ حُلوانَ فَالنَخ | |
|
| لَ فَدَيرَ القَصيرِ صَوبَ القِطارِ |
|
كَم تَنَبَّهتُ مِن لَذاذَةِ نَومي | |
|
| بِنَعيرِ الرُهبانِ في الأَسحارِ |
|
وَالنَواقيسُ صائِحاتٌ تُنادي | |
|
| حَيَّ يا نائِماً عَلى الإِبتِكارِ |
|
قَبلَ أَن يُبلِيَ الجَديدَ الجَديدا | |
|
| نِ بَلَيلٍ مُعاقِبٍ لِنَهارِ |
|
وَإِنَّما هَذِهِ الحَياةُ عَوارٍ | |
|
| وَعَلى المُستَعيرِ رَدَّ المُعارِ |
|