عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > محمد بن الحسن الكلاعي > خَليلَيَّ هَل ربعٌ بحُفّاثَ مُقفِرُ

غير مصنف

مشاهدة
1733

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خَليلَيَّ هَل ربعٌ بحُفّاثَ مُقفِرُ

خَليلَيَّ هَل ربعٌ بحُفّاثَ مُقفِرُ
برِق لشَكوى ذي الجوا أو يُخَبَّرُ
مَتى جَدّ بالحَيِّ الرحيلُ
لطِيَّتِهِم للبَينِ أم قيل بكّروا
وهَل تُخبِرُ السفعُ الرواكِدُ سائلاً
أم الأشعثُ المشجوجُ بالخَطب يشعُرُ
أمَنزِلُنا هَل عيشُنا بكَ راجعُ
أم الشملُ دانٍ أم جنابُكَ يعمُرُ
فيَسلو ذو حزنٍ ويَبرا معمد
ويُشفى غليلٌ بالنَوا يَتَسَعَّرُ
أم اليأسُ أولى من حبيبٍ موَدَّعٍ
أتَت دون منأه شهورٌ وأعصُرُ
فلَولا اللواتي كُنَّ فيك قواطِناً
لما كان دمعي دائباً يتحدّرُ
ليالينا إذ شملُنا بكَ جامِعٌ
وغُصنِيَ أملودٌ مِنَ اللهوِ أخضَرُ
وفيكَ غزلانٌ كالبدور كواعِبٌ
بها العَيشُ يصفو تارَةً ويُكَدَّرُ
إذا وصَلت فالأريُ ليسَ كوصلِها
ولا الشريُ يحكي هجرها حين تهجُرُ
وإن فوَّقَت نبالَها
فمِنّا أسيرٌ موثَقٌ ومُقَطَّرُ
تقولُ إذا أتلَعُنَ أُدمٌ تدلها
خيالٌ وإن أعرَضنَ بانٌ مُهَصَّرُ
وإنا أدبَرَت قلتُ العثاقل ما أرى
وإن ضحكت فالأقحوانُ المنوِّرُ
فكَم ناهِدٌ نهدٌ وكم فاحِمٌ جعدٌ
وكم ناظرٌ وردٌ لدَيهِنَّ ينظُرُ
وكم ناعمٍ غضٍّ وذي هيَفٍ نضٍّ
لهَوتُ به والليلُ داجٍ ومقمِرُ
وناعِمَةِ الأطرافِ مدمَجَةِ الشوا
لها كفَلٌ رابٍ وأهيَفُ مضمَرُ
وأخثم الأطراف وأشنَبُ واضحٌ
وأزرق فتان وخَدٌّ معصفرُ
إذا عثَرَت في المرطِ قالت لفَتنةٍ
أنا ابنةُ قسطنطينَ في الروم أشهَرُ
تقولُ أرى في عارضَيكَ بوادِراً
من الشبيب حتى لم تكُن فيك تقدَرُ
وأنّي يشيبُ العارضانِ من امريءٍ
وأعوامُهُ دون الثلاثينَ تقصُرُ
فقُلتُ لها لا تعجَبي للذي بَدا
فشَيبُ فؤادي يا ابنةَ الرومِ أكثَرُ
إذا أصبَحت آباؤُكِ الغرلُ تنتَمي
إلى آلِ إبراهيمَ جهلاً وتفخَرُ
فشَيبي قليلٌ إن تعَمَّمَني بما
أتوا وأظُنُّ الشمسَ سوفَ تُكَوَّرُ
وما خلتُ أنَّ الرومَ تسمو لمَفخَرٍ
ولا أنَّهُم في الناسِ ممّن يثقر
ومن عبَر الدنيا تكَبُّرُ جاهِلٍ
يُفاخِرُ قحطانَ بمَن يتَنَصَّرُ
فلا غروَ إنّ العيرَ ينهَقُ خالياً
فيُؤذي ويُؤذي إن رأى الليثَ يزأرُ
فَيا ابن ذوي الصلبان أقصر على القذى
وأمسِك لساناً ظلَّ بالغَيِّ يهدر
صَهٍ أيُّها المغرور بالزعمِ صاغِراً
فإنَّكَ من قومٍ أُذِلّوا وأُصغروا
فجَهلُكَ قد أرداكَ من رأسِ حالقٍ
وألقاكَ في بحرٍ من الموتِ يزخَرُ
أمثلُكَ يسمو نحو أعراضِ حميَرٍ
وطرفُكَ في سبلِ المكارمِ أعوَرُ
أثعلَبُ لؤمٍ صارَ كفُواً لضَيغمٍ
وحفضُ مخازٍ عنّ للقَومِ يهدُرُ
أسَكرانُ يابنَ القلفِ كنتَ فقُلتَ ما
رويت بهِ أم أنتَ وسنانُ تهجُرُ
لكَ الويلُ ما دلّاكَ في هوَّةِ الردى
وفَرعُك مجذومٌ واصلُكَ أبتَرُ
بزَعمِك أنّ الرومَ والفُرسَ إخوَةٌ
وأنّ أبا الكُلِّ الخليلُ المُطَهَّرُ
فكُنتَ كمَن يدعو الضبابَ قرابَةً
منَ النونِ جهلاً أو بذي الجهلِ يسخَرُ
قَفاها لفيكَ اليومَ من ذي جهالَةٍ
ولا زلتَ في ليل العَما تتحيَّرُ
إذا أنتَ بالأنباءِ لم تكُ خابراً
فسائِل أخا علمٍ فإنَّكَ تُخبَرُ
ولادَة إبراهيم أبناءُ قيذَرٍ
وأبناء إسرائيلَ والحَسقُّ أنوَرُ
وأمّا بنو ساسانَ فاسأل فجَدُّهُم
كيو مرتَ وانظر أيّها المتحيّرُ
أبوهُ أمَيمٌ والمطَمطَمُ صنوهُ
خرسانُ ثُمَّ الطالقانُ المُعَمَّرُ
وصنوهُمُ ملخٌ وكرمانُ والفَتى
سجستانُ يبديهِ الكتابُ المشَجَّرُ
وجرجانُ لكن أصبهان فعدَّهُم
ثمانِيَةٌ في الشرقِ ساسوا ومصَّروا
وعمَّهُم عملاقُ وارِثُ معشَرٍ
فراعِنَةٍ كانوا قديماً تكبّروا
وجدّهُم جدُّ الحباب بن لاوذ بنِ
سامِ بن نوحٍ فاستمِع ما يُفَسَّرُ
وللرومِ جذمٌ في ولادَةِ يافِثٍ
ووالدُهُم ليطِيُّ والعَمُّ جوهَرُ
وإخوَتُها يأجوجُ والتركُ والألى الص
قالِبُ والنسناسُ منها وبَلغَرُ
وللخَزَرِ البُلقُ الأخُوَّةُ منهُمُ
ويجمَعُمهم جدٌّ عنِ المجدِ يطحَرُ
أولاكَ العلوجُ الزرقُ ليسوا لِفارِسٍ
بشَكلٍ ولا إخوانُها إن يُعَشّروا
ولا فارِسٌ مِن نسلِ اسحاق فاتّئد
وأبصِر طريق الرشدِ إن كنتَ تبصِرُ
فإنَّكَ يابنَ القلفِ أعمى عنِ الهُدى
كعَشواءَ أعشاها الظلامُ المُعَسكرُ
أتزعُمُ أنّ الحميَرينَ أذِلَّةٌ
وأنَّهُمُ عن غايَةِ المجدِ قصّروا
وأنسيتَ من أيامهِم أنَّهُم حمَوا
أباكَ عنِ الدهماءِ والناسُ حضَّرُ
غداة ثَوى مولاهُ يصفَعُ رأسَهُ
كان من طُغيانهِ وهوَ يقدِرُ
فأفلَتَ منه قابَ شبرٍ فصار في
ذُري حميَر الفراقد تنظرُ
حماه الحوالِيُّ الأميرُ الذي لهُ
أقَرَّ بفَضلِ الفعلِ من يتأَمَّرُ
فلَولا ابنُ قحطان الأميرُ وصنعُهُ
لعَمَّمَهُ السيف الأميرُ المُظَفَّرُ
فعاشَ إلى أن ماتَ وسطَ ديارِهم
وأنتَ مقيمٌ بينَهُم تَتَبَختَرُ
بعِزِّهِمُ تنجو من البأسِ والردى
وفي ظلِّهِم تحيا هُبِلتَ وتُقبَرُ
فكافَأتَهُمُ بالصالحاتِ إساءَةً
وذو اللؤمِ ما إن زالَ يطغى ويكفُرُ
وأعراقُكُم بالصالِحاتِ إساءةً
وذو اللؤم ما إن زالَ يطغى ويكفُرُ
ولو كنتَ كفواً كافأتكَ سيوفهُم
بضَربٍ بهِ تقويمُ ما هوَ أصعَرُ
ولكِنَّكَ الجارُ الذليلُ حماهُ أن
أن يحازي ذمام عندنا ليسَ تُخفَرُ
توارَثَهُ آباؤُنا عن أبيهِمُ
وهمّاتُ أنجادٍ عن الرذلِ تكبُرُ
لك التعسُ هل حدِّثتَ عن ملكِ حميَرٍ
فحاوَلتَ سترَ الصبحِ والصبحُ أسفَرُ
ألَم تدرِ يابنَ القلفِ أنّ سيوفَهُم
لها أثَرٌ في غابِرِ الدهرِ يؤثَرُ
كسَرنَ بني كسرى قديماً وآخِراً
وأقصَرنَ باعاً مدّهُ العلجُ قيصَرُ
وسارت لهُم نحوَ العدُوِّ مقانِبٌ
إذا ما تقَضى عسكَرٌ جاء عسكَرُ
مع الحارث الملكِ المتَوَّجِ إذ سما
إلى الشرقِ الجردِ العناجيجِ تصبِرُ
وراشَ بني قحطانَ أسلابَ فارسٍ
فصارَ لهُ اسماً في البريّةِ يُشهَرُ
وَلَم يكُ عنها ذو المُنارِ بِعاجِزٍ
ولا العبد لَمّا جاءَ بِالسَبي يُذعِرُ
وإفريقيس الباني مدينةً مُلكِهِ
وَياسِرُ ذو الحًلمِ الذي لا يُعَيَّرُ
وَشَمَّرُ قد داخت سمرقند خيله
وكان له في السُغدِ يومٌ مُدَعثَرُ
وألقى بها لَوحاً علَيه كتابَةٌ
لهُ سيرةٌ فيها وذِكرٌ مسَطَّرُ
وآب بكَيقاويشَ مالكَ فارِسٍ
وقَد ضمَّهُ غِلٌّ وكُلٌّ مُسَمَّرُ
فأسكَنَهُ في بِئرِ مأرِبَ فينَةً
منَ الدهرِ مسجوناً والصفحُ ويزفر
على الرغمِ سبعاً من سنينَ تجَرَّمَت
وأعتَقَهُ من بعدُ والصفحُ أفخَرُ
والأقرَنُ لمّا أن تَيَمَّمَ
في بلادَ الرومِ حاموا وأدبَروا
فأسأرَ من خلفِ الخليجِ مآثِراً
كما فعَل الأملاكُ قبلُ واسأروا
وكان لدى الياقوت جماعَةِ
وكُلٌّ له حتفٌ ويومٌ مقَدَّرُ
وَتُبَعُ داخَ الصينَ حتى استباحً ما
يَصونُ به المُلكَ المعظم يَعبُرُ
وأسعَدُ ذو الجدِّ السعيدِ فذاكَ لا
يُوازِنُهُ مستقدِمٌ أو مُؤَخَّرُ
فتَاً سارَ للظلماءِ حتّى استَباحا
فلَم يبق عود للأدلّاءِ يُزهِرُ
وعَبّا إلى الفُرسِ الجحافِلَ قاصِداً
فضاقَ بهِم رحبُ الفلاحينَ سيّروا
مُصَنَّفَةٌ الجيادِ فأدهَمٌ
وأبلَقُ موشِيٌّ ووَردٌ وأشقَرُ
وكُمتٌ وشُهبٌ ليسَ يُحصى عديدُها
بحَصرٍ وهَل يُحصى الجرادِ المثوّرُ
يريد المرجّا الكلاع يمينها وشمرها
ومن عترَةِ المُنتابِ سايقاً
وذومَرّ
وأسعَدُ مثلُ البدرِ حُفَّ بأنجُمٍ
أو الليثُ بينَ الأُسدِ وهوَ يُزَمجِرُ
وكانَت لهُم فيهم ببابلَ وقعةٌ
بلابِلُهُم منها عَلى الدهرِ يعبَرُ
بأسيافِنا خَرَّ ابنُ سابورَ ساجداً
لغَيرِ خشوعٍ يومَ ذاكَ وجؤذَرُ
وطارَ قُباذٌ للمشارِقِ هارِباً
فشَمَّرَ في آثارِهِ القَيلُ شَمَّرُ
وكان لهُ في أرضِ كرمانَ صولَةٌ
وفي قندهارٍ جهرةً ليس يُسبَرُ
فما زالَ في آثارِهِ وهَو هارِبٌ
إلى الشرقِ يقفو حيثُ كان ويقفِرُ
إلى أن أتى من أرضِ بلخٍ برَأسهِ
على رأسِ رُمحٍ ظَلَّ بالبندِ يخطُرُ
وقد حازَ ما صانوهُ من كُلِّ نضَّة
حرودٍ ومن مالٍ يُعَدُّ ويدخَرُ
وكانَ لهُ في التركِ يومٌ عصَبصَبٌ
وفي الخَزَرِ الأعلاجِ والجَوُّ أغبَرُ
وَوَجَّهَ نحوَ الصين جَيشاً عرَمرَماً
يقودهُمُ عمرو الذي يتحَبًّرُ
وسارَ لأرضِ الشام بالخَيلِ قاصِداً
لزُرقِ بني ليطِيِّ ليس يفتر
فوافَوهُ من قبلِ الوصولِ إليهِمُ
يخرِجِهم يُجبى لهُ ويُثَمَّرُ
وأهدوا إليهِ كُلَّ بيضاءِ كاعِبٍ
وقالوا تاعُد فإنَّكَ أقدَرُ
فأقسََ أن لا بُدَّ من وطىء أرضِكُم
وذلكَ نَذرٌ كانَ مِن قبلُ يُنذَرُ
وإنّي على إمصاءِ ما كنتُ مضمِراً
منَ القسَمِ المذكورِ لا أتَأخَّرُ
وقالوا لهُ قدِّم وخانوهُ غَدرَةً
وما زالَتِ الأعلاجُ تخزى وتَغدرُ
فَقالَ لذاكَ الجيشِ ميلوا علَيهِمُ
فمالوا كما مالَت على عادٍ صرصَرُ
فذاقَ بها موليس كيسان حتفَهُ
وجاؤوا بقِسطَنطينَ في القيدِ يعثُرُ
وفاؤوا بَسبي منهمُ ومراكِبٍ
وأثوابِ قَزٍّ نسجُهُنَّ مُنَيَّرُ
وأنفَذَ نحوَ الغربِ ابناءَ مُرَّةٍ
فقال لهُم قَرّوا هناك وأعمِروا
فهُم أهلُهُ حتّى إلى اليومِ سادَةٌ
لمَن حلَّه أيّامُهُم ليسَ تُنكَرُ
كُتامَةُ ثم صنهاجَةٌ وزناتَةٌ
ولواتة ليس تقصُرُ
وتُبَّعُ عمرو كانَ منهُ بيَثرِبٍ
على آل إسرائيلَ يومٌ مُكَدَّرُ
غُدَيَّةَ إلى أن يُحَرَّقَ منهُمُ
ثلاثَ مئينٍ والنيارُ تسعَّرُ
فظَلّوا كأمثالش الأضاحيِّ قُرِّبَتِ
بشعبِ منىً من أهلِ نسكٍ تُنَحَّرُ
أولَئِكَ أملاكي الأُلى وسمُ عزِّهِم
على الدهرِ باقٍ واضحٌ ليسَ يدثُرُ
أقَرَّ لهُم بالشرقِ تركٌ وفارِسٌ
ودانَ لهُم بالغَربِ قِبطٌ وبَربَرُ
وما رامَتِ الرومُ امتناعاً بشأنها
ولا الهندُ عمّا وظفوه تأخّروا
مكارِمُ غُرٌّ لا يدافعُ كونها
سوى أغلَفِ المعقول لا يتفَكَّرُ
ولا يستطيعُ العالمونَ مثالَها
ولو أنجدوا في السعي فيها غوّروا
فهذا لهم في الشركِ والكفرُ غالِبٌ
فلَمّا دعا الهادي النذيرُ المُيَشِّرُ
دعا بمُعاذٍ ثُمَّ قال ائتِ حميَراً
وخاطبهُمُ بالرفقِ يصغوا ويبصروا
فقَد وعدَ الرحمانُ واللَهُ منجِزٌ
بأن سوفَ يعلو الدينُ فيهم ويُنشَرُ
وثابوا إلى الدين الحنيفِ إنابَةً
لرَبِّهِم من بعدِ ما قد تجبّروا
فلَمّا أتاهم سارعوه إجابَةً
وصلّوا وصاموا للإله وكبّروا
وقالَ النبِيُّ المصطفى إنّ حميَراً
بهم يُعضَدُ الدينُ الحنيفُ ويُنصَرُ
إذا أقبَلوا يوماً إليكُم بنَسلهِم
ونسوانهم فاستيقنوا ثُمَّ أبشِروا
بِفَتح بلادِ الروم فهيَ أساسهم
تدينُ لهُم كرهاً وتحيى وتُعمَرُ
وهُم أهلُها طولَ الليالي وسكنُها
مدى الدهر حتماً أو يموتوا ويُحشَروا
وقال لهُ في لعنِ حميرَ بعضُ مَن
يكُنُّ لها البغضاءَ إذ يتمَضَّرُ
فأعرَضَ عنهُ كارِهاً لمقالهِ
فعاودَ أخرى ثمَّ أُخرى يُكَرِّرُ
وقال لهُم بل يرحم اللَه حميَراً
فما مثلُهم في سائرِ الناس معشَرُ
مقاوِلُ أيديهم طعامٌ ولفظهُم
سلامٌ وهُم حَيٌّ كرامٌ تخيّروا
وصلّى على الأملوكِ فضلاً يخُصُّهم
وفَخراً على الأيّام يبقى ويُذكَرُ
وأجلسَ منّا سادَةً فوقَ ثوبهِ
لإكرامِهِم لمّا أتَوا وتَبَرّروا
وأُنزِلَ جبريلٌ شبيهاً لبَعضِها
على أحمَدٍ بالوَحي إذ يتصوَّرُ
ولمّا دعا الفاروقُ أيّامَ حريهِ
لقُلفِ النصارى نحونا وهو يذمُرُ
تجهّز منّا ذو الكلاع مجاهداً
وسارِ بُجَيرٌ في الجيوشِ فشَمّروا
يقودانِ أبناءَ الكلاع ويحصُباً
وذا أصبَح فيها كرَيبُ المُؤَمَّرُ
وأبناءُ ذي الشَعّبَينِ لمّا يعرجوا
ومِن حضرَموتٍ دارعونَ وحُسَّرُ
إلى يثرِبٍ حتّى توافى بقاعِها
ثلاثونَ ألفاً منهمُ حينَ ينفِرُ
وقالوا نريدُ القصدَ أبناءَ فارِسٍ
فقالَ لهُم بل للشامِ فأبكروا
وقالوا له بل للعراقِ فلَم يزَل
يُلايِنُهُم حتّى أطاعوا وفكّروا
فحَلّت بأرضِ الرومِ منهم سحايِبٌ
فظَلَّت علَيهِم بالمصائبِ تمطِرُ
فكانَ لدى اليرموكِ منهُم مواقِفٌ
وقائِعُها فيهِم على الدهرِ تكبرُ
هوَوا في هوىً كانوا أرادوا اتّخاذها
لمَكرٍ وكُلُّ هالِكٌ حيثُ يمكُرُ
وما زالَ منهُم موقِفٌ بعدَ موقِفٍ
ورايَةُ نصرٍ بالهدايَةِ تُنشَرُ
إلى أن حَووا أرضَ الشامِ وقتّلوا
علوجَ بني ليطِيّ فيها ودَمَّروا
وجازوا بها حمصاً والأردن واغتدَت
على الحكمِ منهُم قنسرينَ وتدمُرُ
وأرضُ فلَسطينَ وحازوا دمَشقِها
وأضحى هرَقلٌ وهوَ بالذُلِ مُجحَرُ
وقَد سُلِبَت تيجانهُ وتُقُسِّمَت
مساكِنهُ فيها الصليبُ المُكَسَّرُ
وأضحَت بناتُ الرومِ فيتا مغانِماً
مقَسَّمَةً فيها ضناكٌ ومعصِرُ
تجالُ علَيهِنَّ السهامُ وتغتدي
عرائِسَ في عُزّابنا ليسَ تمهَرُ
وما مهرُ أبكارِ الغرائِبِ عندَنا
لعِزَّتِنا إلّا حُسامٌ وأسمرُ
وفي عصرِ عثمان غزاهُم يزيدُنا
ومن حولِهِ أنجادُ حميَرَ تخطُرُ
فوَلّى هِرَقلٌ منهُ إذ ذاكَ معصَماً
برومِيَّةٍ يَضوي إليها ويحضُر
وتلكَ لعَمري عادَةٌ من أكفُفِّنا
لهُم كلَّ عامٍ لا تزالُ تكَرَّرُ
لنا كلُّ عامٍ جحفَلٌ وكتيبَةٌ
تَباري مذاكيها ومجرٌ ومِنسَرُ
أقَمنا على الثغرِ المخوفِ لحفظِه
فلَيسَ بحَمدِ اللَه ما دام يتغَرُ
نسوقُهُمُ سوقَ القلاص ويغتدي
لنا مغنَمٌ منهُم به الدهر نحبَرُ
إذا ما رأيت السبي منهُم بأرضِنا
مؤَنَّثُهُ مستجمِعٌ والمُذَكَّرُ
تقولُ لذاتِ القُرطِ هاتلكَ ظبيةٌ
وذي الطرطُقِ المشدود ذلك جؤذُرُ
ففي تلكَ إمتاعٌ لذي البرّ والثُقى
وفي ذاك إمتاعٌ لمَن كان يفجُرُ
وقَرَّ قبيلٌ منهُم ببلادِهِم
لَدينا وقالوا الذُلُّ أعفا وأستَرُ
فقال له الرحمان حوزوا جزاهمُ
فكُلٌّ يؤدّي وهوَ الكلبِ أصغَرُ
وإخوتُنا ساروا إلى أرضِ فارِسٍ
أكارِمُ كهلانٍ ولَمّا يعذّروا
أذاقوا بها مهراز كيسانَ علقَماً
ذُعافاً ونجلَ المرزبانِ وقطّروا
وداخوا خُراساناً وأجبالَ فارِسٍ
فذاقَت بها وندُ النكالَ وديدَرُ
وكانَت لهم بالقادسِيَّةِ وقعَةٌ
تكادُ لها شُمُّ الجبالِ تفَطَّرُ
فسائِلٌ بيومِ الفيلِ إذ حزَّ رأسَهُ
حسامُ أبي ثورٍ وقد بان عنيَرُ
فتلكَ المعالي لا سُلافةَ قهوَةٍ
لأعلاجِكُم فيها معاشٌ ومتجَرُ
وأكلُكُم الخنزير والقُسُّ والذي
ترَونَ له أعمى وأدهى وأنكَرُ
تزُفّونَ أبكاراً إلَيهِ نواعِماً
يُبارِكُ فيها والقمَدُّ مؤثَّرُ
أجاوَلتَ يابنَ القلفِ قرناً لحميَرٍ
وقَد نزَلت بينَ السماكَينِ حميَرُ
ولم يستطع أكفاؤُها نيلَ شأوِها
فكَيفَ وباعُ الرومِ أوهى وأقصَرُ
وما ضرتُمُ إلّا كما ضارَ نابحٌ
نجومَ الثرَيّا إذ يهِرُّ ويكشُرُ
وعيَّرتَهُم يومَ الرعاع فرَّةً
وهل أنت يابنَ القلفِ ممّن يعيِّرُ
ألَم تدرِ يا مغرورُ ما كان شأنُهُم
فتُقصِرُ عمّا تفتَرِيَ وتُزَوِّرُ
بَنو عمِّهم حاشوا إليهم فهَوّنوا
عَزيمَتَهُم والنبعُ بالنَبع يُقسَرُ
يميلُ الكرَندِيُّ الهُمامُ وحولَهُ
مَضَت حميَرٌ تحت العجاج وعُفِّروا
وشَمَّرَ فيها من قضاعَةَ سادَةٌ
لهُم من مجيدٍ فرعُ مجدٍ وعُنصُرُ
وذاك لعمرِي كان بينَ معاشِري
منافَسَةً والأمرُ بعدُ مدَبَّرُ
وتَمدَحُ آل الهَيثَمِ السادَةَ الأولى
نصيبُهُمُ في فخرِ كهلانَ أوفَرُ
وهُم أهلُ ما حبّرتَ فيهم
لعَمرُكَ ممّا قلتَ أسنى وأبهَرُ
ومدحُكَ لا يدني التميم زيادة
وقدرُهُمُ في قدرِ شعركَ يكبَرُ
أتمدَحُ كهلاناً وتعضَهُ حميَراً
هُبِلتَ لقَد سيَّرتَ ما لا يُسَيَّرُ
وهَل يقنِعُ الإنسانَ مدحٌ لنَفسهِ
ويُهجى أخوهُ إنّ هذا لمُنكَرُ
أتدخُلُ ما بينَ العصا ولحائِها
بنَفسِكَ يا نجلَ العلوجِ تُغَرِّرُ
بنو الهيثَمِ الساداتُ منّا ونحنُ من
ذُراهُم وذو الطغيان يعصى ويدحَرُ
وحميَرِ كهلانٌ وكهلانُ حميَرٌ
يضُمُّهُما عندَ التناسُبِ جوهَرُ
وصُلبٍ أبٍ عن كلِّ فحشٍ يطَهَّرُ
وتَزعُمُ أنّ الفرسَ فكّوا رِقابَنا
عنِ الذُلِّ في غُمداننا إذ تجوّروا
فعَرَضتَهُم للذَمِ ولم نَكُن
لنَبدأَ في قَرفٍ ولكِن سنَثأرُ
وها إنّنا نُنحي إليكَ جوابَنا
قَذُف غِبَّ ما قدَّمتَهُ فهو مقمِرُ
كَذَبتَ ابنَ شرِّ الناس نفساً ووالداً
والأمَ من أضحى لشِعرٍ يُحَبِّرُ
أيقدِرُ جمعُ الجيشِ يدخُلُ بيضَةً
منَ العزِّ تحميها سيوفٌ وضُمَّرُ
وأُسدٌ أذَلّوا الناسَ في كلِّ بلدَةٍ
فكَيفَ إلى أبياتِهِم لم يغَيِّروا
وأنّا يُطيقُ الجيشُ يدخُلُ بلدَةً
ومن دونِها أطوادُ عِزٍّ توَغَّرُ
ممالاه عن كلِّ جيشٍ عرَمرَمٍ
كأنَّ الزها منهُ السحابُ الكنهورُ
وتخرجهُم أبناءُ فارسَ عنوَةً
زعَمتَ وهُم جمعٌ لدى العدّ ينزُرُ
لكَ الويلُ لم تسأل لك العيش لم تُجل
منَ الفِكر تمييزاً رآهُ المُفَكِّرُ
إذاً تكذيب ما قد ظنَنتهُ
وثُبتَ عن الذلّاتِ إذ هيَ تخطِرُ
فغابَ عليك الرشد فيما حكَيتَهُ
وأنتَ بجهلِ الرشدِ أحرى وأجدَرُ
فهاكَ اهتبلها من مفيدٍ كفاوَةً
على كلّ من يمنى به متعذر
تعيب سيفٌ حين عاينَ زرعةً
عليه لما في نفسه يتَنَمَّرُ
فأزمع فيه ذو نواسٍ عظيمَةٍ
فنجّاهُ منهُ يومُهُ المُتَأخِّرُ
فجاءَ إلى كسرى وأظهَرَ سخطَهُ
على قومِهِ فيما أتَوهُ وغَيّروا
فجَرَّمَ في أرضِ المدائِنِ إذ أتى
إلَيها سنينَ تقتَفيهِنَّ أشهُرُ
إلى أن أتاهُ من مقاوِلِ حميَرٍ
كتابُ ودادٍ خالصٍ حينَ أصدروا
يقولونَ عاود قد أتى لكَ أمرُنا
بما كنتَ ترجوهُ وأنتَ المخَيَّرُ
وأشكَدَهُ كسرى لوَقتِ انصرافهِ
أُناساً ووافى قاصِداً لا يغّررُ
فأصبحَ ربُّ الملكِ يملِكُ حميَراً
ويوردُ في أرضِ الجنوبِ ويصدِرُ
وبينَ ملوكِ الأرضِ آلٌ وذمَّةٌ
بها بعضُهُم بعضاً يعينُ ويَنصُرُ
كما نصَر النعمان بهرامَ جورِهِم
غداة أتاهُ وهوَ يشكو ويجأرُ
فقادَلَهُم عشرينَ الفاً كأنَّهُم
أُسودٌ حماها الهيجتانِ وعثَّرُ
تخِبُّ بهِم مثلُ السعالي شوازِبٌ
فقَحَّمَها وسطَ الأعاجمِ منذِرُ
فخازَلَهُم بالسيفِ ميراثَ جدِّهِ
فأصبَحَ بعدَ الذُلِّ يحميَ ويقسِرُ
وفُرسانُ طَيٍّ يومَ ساتيدَما حمَوا
بها أبرويزَ والأسِنَّةُ تقطُرُ
وكانت سيوفُ الرومِ قد أحدَقَت به
وقد بلد السدان والنقعُ أكدَرُ
فأردَفَهُ ربُّ الضبيبِ وعاثَ في
بني الروم يومٌ للمنَيِيَّةِ أحمَرُ
وكان لحسّانٍ يرجّيه عنده
بذلك معروفٌ يجَل ويُشكَرُ
فلا تجلونَ ما ليسَ يعرَفُ كنُهُ
فأنتَ بنَفخِ الكيرِ أولى وأبصَرُ
أنا ابنُ الكلاعيّينَ أهلِ وحاظَةٍ
بهِم يا ابنَ قلفِ الروم أزهى وأفخَرُ
أبونا أبو الملكِ العرنجَجِ والدِ ال
مملوكَ ورب المعربينَ المُشَهَّرُ
لنا السبآنِ الأكرمان وأيمَنٌ
وحيدانُ والغوثُ المغيثُ المُدَمِّرُ
وفخرُ عريبٍ ذي النوال ووائلٌ
ولي من زهَيرٍ أبيضِ الوجهِ أزهَرُ
وفي قطَنِ العالي وجدي الهميسع ال
متَوَّجُ لم يبرَح سناءٌ ومفخرُ
وفي عبد شمسٍ إرثُ ملكٍ ووُلدهُ
إذا عُدَّ يوماً ملكُهُم فهوَ يكثُرُ
لذي العِزَّةِ الصوّارِ مجدٌ وسؤدُدٌ
يظَلُّ لهُ عزَّ الورى وهوَ أصوَرُ
ذكَرتُ بنِيه التُبَّعيّينَ فارِطاً
لأنَّهُمُ قاموا وَلَمّا يُؤَخّروا
وإخوتهم آل العلاقِ وموكِفٌ
ومجدُ القفاعيّينَ يُروى ويُسطَرُ
وزُرعةُ منهم ذو مناخٍ وينكَفٌ
وفي جشَمِ العُظمى السناء المُوَقَّرُ
ووالِدُنا سعدٌ وعوفٌ ومالِكٌ
وكعبٌ وسهلٌ ذو العلاءِ الجمهورُ
بنوهُ الرعينيونَ عبد كلالهمِ
وأملوكهم واليافِعِيُّ المعسَّر
وزيدٌ وعمرو ثم قيسٌ جدودنا
بصيتهم سمعُ المنافسِ يُوقَرُ
وفي السلف الذرى كهول وفتيَةٌ
كرامٌ بهم يستعصمُ المتجَوِّرُ
وأقيانُ منّا والخضارمُ قصرهُ
وأبناءُ صيفِيٍّ وذو الملكِ خنفَرُ
وفي جرشِ الساداتُ والهجر الأولى
لنا والقشيبَيّين نصرٌ مؤزَّرُ
وبالحجَرات والذرى آلِ مدركٍ
وزرعتنا والماذنيّيَن أنقُرُ
وأصبَحُ منّا الأكرَمونَ ويحصِبُ
وفي ذي حوالٍ واضِحُ الفخرِ يبهَرُ
وآسادُنا آل الكلاعِ لخَوفِهِم
تَرى الأسدَ في يومِ الكريهَةِ تحجِرُ
وفي الثُجَّةِ الأنجادِ آلُ مثَوَّبٍ
وجبلانَ ضربٌ في الملاحمِ مبهِرُ
وذو جدَنٍ منّا وأبناءُ ترخُمٍ
وذو يزَنِ السامي أعَزُّ وأقهَرُ
ومِنّا نضارٌ ثم تيسٌ وباقر
وأبناءُ ذي الشعبَينٍ اسنا وأنضَرُ
وحَيُّ حُفاشٍ ثمَّ ملحانُ صنوهُ
وفي العصَدِ الجَمُّ الكثيرُ المُجَمهَرُ
وهوزَنُ والأخروجُ فافخَر بعِزِّهِم
وعِزُّ حرازِ احرز وما تحيّروا
وبعدانُنا أهلُ العلا وسحولُنا
وعُنًَّةُ مِنّا الغاصِبُ المُتَجَبِّرُ
ومُقرا وألهانٌ وعُبرة
وعزوانُ منّا والوصابونَ أخطَرُ
وذويَهَرٍ مِنّا وشمرٌ وماطِخ
ومأذنُ منّا والمحح المضَبَّرُ
ووازعنا والمعللي وصوفا
نهيل وشعبانٌ لدى البأسِ أحضَرُ
ومنا الصهيبيّونَ فاسأل بفَخرِهِم
وفي بُرَعٍ منّا تليدٌ معَزِّرُ
والأكلوبُ والأحول والصيد رنجَعُ
وريمانُنا من رامها فهوَ يحسُرُ
وآلُ حضورٍ عترَةُ الفاضل الذي
غدا وهوَ ينهيَ الأثمينَ وينذرُ
وإن حاش من حيّ الحواشَةِ عارِضٌ
فهم سحبٌ فيها الحمامُ وأبحُرُ
وإخوانُنا الأدنونَ آل قُضاعَةٍ
فعودُهُمُ ما فيه للعَيبِ مكسَرُ
بفُرسانِ نهدٍ ناهدينَ إلى الردى
يرَدُّ شباعيلانَ حينَ تنَزَّرُ
وكلبٌ ذوُو الغاراتِ أكلَبُ في الوَغا
لأنَّهُمُ فيه ضراغِمُ تهصُرُ
وساداتُ خولانَ بن عمروٍ نضالُهُم
حتوفٌ لمَن ناواهمُ حينَ يحسُرُ
وجرمٌ وبهراءٌ وغُرُّ جهَينَةٍ
وحَيُّ بلِيٍّ في البليّات أصبَرُ
وشُمُّ سُلَيح المالكون لعزِّهِم
أزمَّة قومٍ والخدودُ تصَعَّرُ
وآلُ تنوخٍ والسراةُ خشَينُها
وعُذرةُ سعدٍ في المكارمِ أعذَرُ
لنا كُلُّ ملكٍ من طريفٍ وتالدٍ
يُرى الضدُّ من حوماته يتَحَسَّرُ
لنا في ذُرى الغُرُّ المثامِنَةِ الأولى
همُ عضَّدوا الأملاكَ قدماً ودبّروا
لنا ذو خليلٍ ثمَّ عمروٍ وهم همُ
وقيقانَ والقَيلُ المُكَلَّلَ حزفَرُ
ويحمد ذو مقار برينة
قواعِدُها حيثُ الغمامُ المُسَخَّرُ
وذو سحرِ العالي وذو عثكلانِنا
وذو ثعلبانٍ كان يُروي ويُخمِرُ
لنا السادةُ الأقيال من كلِّ ماجدٍ
يقودُ السرايا للملوكِ ويؤمِرُ
جحاجعُ منهُم ذو الكباسِ ويُعفِرُ
وذو فائِشٍ عمرو الندى
ومِنّا سليلُ المكرثماتِ يهصدقٌ
وشهرانُ بينونٍ وشعرانُ أوبَرُ
وشمَّر تارن وشمائِرٌ
وشَمَّرُ أيضاً ذو الجناح وأشمَرُ
وعلهانُ نهفانٍ ونجرانُ ذو العُلا
وعبدُ كلالٍ ثمَّ فهدُ الغضنفَرُ
وذو حُرَثٍ منّا ومشروقُ وائلٍ
ومن ذي سحيمٍ صادقُ البأسِ مسعَرُ
ومنّا الذي ابقى بضَهرٍ مكارِماً
مؤَبَّدَةٌ أنباؤُها الدهرَ تظهَرُ
لهُ صدقاتٌ لا يوازي بمثلِها
بها عاشَ ذو ضَرٍّ وأيسَرَ معسِرُ
ومنّا الفتى المدعوُّ للجودِ منهِباً
أبو مرَّةٍ يمناهُ الغيثِ أغزَرُ
وأروعُ فاداهُ أبوهُ بسبعَةٍ
ألوفاً ولم يسمَع بمن كان يؤسَرُ
وأعتقَ كفّاذي الكلاعِ موالياً
لإسلامِهِ عشرينَ الفاً فحُرّروا
لنا التاجُ تاجُ الملكِ
تراثاً لنا عَن غيرِنا الدهرَ يحصَرُ
وفي عِزَّةِ الإسلامِ منّا مقاولٌ
وكُلُّ أميرٍ كان يرجى ويُحذَرُ
مُلوكُ شامٍ من حوالٍ بعدلِهم
تزَيَّنَت الدنيا فكادَت تمَرمَرُ
أطابوا بها نهجَ السبيل وأبدعوا
مكارمَ ليسَت للإقامةِ تدثُرُ
مآثرُ منها منهَلٌ متغَطمِطٌ
ومسجدُ أحيا وقصرق ومنبَرُ
وذو المثلةِ المشهورُ من نسلُهُ لنا
مقاولٌ إبراهيمُ منهمُ وجعفَرُ
وعركَبَةٌ فيها الشراحةُ طيّبوا
وكان بمُقرى تُرخُمِيٌّ عشَنزَرُ
ومنّا ملوك الأصبَحين بأبيَنٍ
وفي جُبّإٍ منّا ملوكٌ تغَشمَرُ
ومِنّا بدَمثٍ فاعلَمَنَّ ومأرِبٍ
وتنداحَةٍ أربابُ عزٍّ تأمّروا
وأربابُ هذا العصرِ من كلّ سيّدٍ
وقيلٍ يُردّى بالعلا ويؤزَّرُ
أميرٌ بكَحلانٍ طويلٌ نجادهُ
لهُ وَطَّدَ الملكَ المهَذَّبُ يعفِرُ
إذا ما ملوكُ الأرضِ عُدّوا رأيتُهم
وهُم ضِلعٌ عما احتواه وحُسَّرُ
وفي منكِثٍ مِنّا أغَرُّ سمَيدَعٌ
بُغرَّتهِ تجلى الخطوبُ فتُسفِرُ
تمُكَّنَ من سخطِ بن زرعةَ في ذَراً
يَرى الطرفُ حاسِئاً حينَ ينظُرُ
وأبلَجُ خرقٌ بالزواحي مهَذَّبٌ
يحامي على الأحسابِ أهيَسُ قسُوَّرُ
نماهُ يزيدٌ ذو الكلاعِ بنُ يعفِرٍ
وعَرَّقَ فيه الأسدُوانِ وأغوَروا
ومنّا هزَبرٌ بالمعافِرِ أضبَطٌ
ومحتِدُ صدقٍ في ثمامةَ أكبَرُ
لهُ مَنزِلٌ في آلِ أبيَضَ مُعرِقٌ
وَمَحتِدُ صِدقٍ في ثُمامَةَ أكبَرُ
ومنّا بأعلى مسوَرٍ ليثُ غابةٍ
بنا مجدَهُ المنتابُ والقَيلُ مسوَرُ
نماهُ العلافِيّونَ من عيصِ سادةٍ
سروا في طلاب المكرماتِ وهجّروا
ومن ذي مناخٍ حلّ هرّانَ فاعلَمَن
رئيسان في ملكٍ لهُمُ حينَ أزهَروا
نوالُهُما في كلّ محلٍ وأزمَةٍ
به ينعَشُ المرءُ الكسيرُ ويُجبَرُ
وفي الموكِفِ المعمورِ من آل موكفٍ
هصورٌ وغَيثُ بالقفاعَةِ ممطِرُ
محلُّهُما من عبدِ شمسٍ بمَرقبٍ
يَرى ضوءَهُ في الحندسِ المُتَنَوِّرُ
وفي عُتمَةٍ من ذيَ رُعَينٍ ضراغِمٌ
وفي ريمَةٍ منّا صقورٌ وأنسُرُ
بعُتمَة آلُ المهدي الكاليّون
وبرَيمَةَ الأشبُطِ السبئيّونَ
بهِم يمنَعُ الثغرُ المخوفُ وعزَّهمُ
لهُ حجرَةِ عن فاحِش الضيم تحجُرُ
وفي أرضِ غسّانٍ لناشيد حمى ال
معالي كما حامي عنِ الخيسِ مخدِرُ
له في بيوتِ العزّ من سبَإٍ ذُرىً
بناهُنَّ قيلٌ كان يردي ويعفِرُ
وأرضُ حرازٍ ثُمَّ ملحانَ فيهما
أغَرٌّ أبي عن كلّ من يتَجَبَّرُ
وفي يزَنِ منّا وحَنَّةَ سادَةٌ
كرامٌ وآل البان أندى وأجسَرُ
وفي حضرَموت أشبا مهَذَّبٌ
ومِنّا الفتى ابنُ العوامِ فيها يعمُرُ
ومِنّا لَدى الأسعا أميرٌ سيوفُهُ
مجَرَّدَةٌ فيها الحمامُ المسَخَّرُ
لنا قصرُ غُمدانَ المنيفُ بناؤُهُ
ترى كُلَّ قصرٍ دونَهُ وهوَ يقصُرُ
لنا قصرُ زيدان الشهيرُ وما حوَت
ظفار التي فيها ذوو الملك ظفّروا
لنا ذو الأهجرِ الشامِخُ الذُرى
وبينونَ إذا سقفاهُ ساجٌ وعَرعَرُ
وصرواحُ أيضاً والقشيبُ بمأربٍ
وسلحينُها صيفان شيدَ ومرمَرُ
فما خُطَّةٌ في المجدِ إلّا وقَد غدَت
وحظُّ قبيلي من عُلاها يُوَفَّرُ
ولستُ بمُحصٍ ما اختبته معاشري
ولو أنّني عمر النسور أُعَمَّرُ
وأعمِلهُ في وصفِ ما فضلوا به
لأفنيتهُ جهراً ولم تحصَ أنسُرُ
وما كنتَ يابنَ القلفِ أهلَ إجابةٍ
لأنّكَ عن قدرِ المجازاةِ تحقَرُ
ولكنّهُ نذرٌ علَيَّ حتمتهُ
ومثلِيَ أوفى بالذي كان ينذُرُ
مدى الدهرِ لا أنفَكُّ أكعُمُ كُلَّمَن
تعَرِّضَ يهجو معشَري ويُصَغِّرُ
فدونكَ ذُق غبَّ الذي كنتَ صانِعاً
ستَحصُدُ كفُّ المرءِ ما كان يبذُرُ
سيَكشِفُ عن عينَيك شعري دجى العَمى
وتُصبِحُ من حرِّ الوسومِ تحَرَّرُ
ولم ينةِ ذابغي كمثلِ جزائِه
وفي البطشِ إصحاءٌ لمَن هوَ مسكَرُ
وعنديَ أمثالٌ لها لا تعِزُّني
وغَيريَ يعمى دونَ ذاكَ ويحصَرُ
محمد بن الحسن الكلاعي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2012/03/07 10:46:48 مساءً
التعديل: الأربعاء 2012/03/07 10:56:53 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com