تلك البوارق حاديهن مرنان |
فما لطرفك يا ذا الشجو وسنان |
شجت صوارمها الأرجاء واهتزعت |
تزجي خميسا له في الجو ميدان |
تبجست بهزيم الودق منبثقا |
حتى تساوت به أكم وقيعان |
سقى الشواجن من رضوى وغص به |
سر وجوف وغصت منه جرنان |
وجلل السهل والأوعار معتمدا |
ربوع ماضم عندام وجعلان |
وراث ينصح للجرداء ساحتها |
وطم ما رد صفنان وصحنان |
يريق في الجو منه ريق هطل |
في لوحة من سناء البرق ألوان |
ان هيج البرق ذا شجو فقد سهرت |
عيني وشبت لشجو النفس نيران |
وصير البرق جفني من سحائبه |
يا برق حسبك ما في الأرض ظمأن |
اني أشح بدمعي أن يسح على |
أرض وما هي لي يا برق أوطان |
هبك استطرت فؤادي فاستطر رمقي |
الى معاهد لي فيهن أشجان |
تلك المعاهد ما عهدي بها انتقلت |
وهن وسط ضميري الآن سكان |
نأيت عنها ولكن لا أفارقها |
بلى كم افترقت ورح وجثمان |
وكيف أنسى عهودي في مسارحها |
وهن بين جنان الخلد بطنان |
أم كيف يمكن سلواني فضائلها |
نعم لدي لذا السلوان سلوان |
معاهد ساقني منها محاسنها |
ان شاق غيري آرام وغزلان |
لها على القلب ميثاق يبوء به |
ان باء بالحب في الأوطان إيمان |
نزحت عنها بحكم لا أغالبه |
لا يغلب القدر المحتوم انسان |
كأنني واغترابي والغرام بها |
حي قضى خلفته بعد احزان |
هي النوى جعلتني في محاجرها |
مثل الخيال وروحي ثم جثمان |
أعيش في غربة عيش السليم على |
رغمي وليس الى الترياق امكان |
يا برق حرك همومي ان تكن سكنت |
فكل حظي تحريك واسكان |
ما زال ينشط بي همي وأصبره |
وناشط الهم لا تزويه ارسان |
يا برق هل والحنايا من ضعاضع قاد |
التام فالطف حياهن هتان |
وهل ذرى القفص فالمقراة معشبة |
وهل قطين بعليا قاعر بانوا |
عهدي بها ونضير العيش يصحبها |
والدهر في غفلة والشهب اخوان |
نشأت فيها وروضاتي ومرتبعي |
روح الفضيلة لارند وريحان |
ارتاح فيها الى "خل" فيبهرني |
صدق وقصد ومعروف وعرفان |
فحال حكم النوى بيني وبينهم |
هنا تيقنت أن الدهر خوان |
حتى م يا دهر لا تبقى على بشر |
حر وحتى م ضيم الحر احسان |
أكل رأيك حربي أم لها أمد |
فان عهدي وللحالات ألوان |
حل العقال وأطلقني الى سعتي |
ففي سجونك للميدان فرسان |
يا دهر يا باخس الأحرار حقهم |
اعط العدالة ان الله ديان |
فيم التقصي بأهل الفضل ان نقصت |
حسناك زادوا وان شان الورى زانوا |
لا يثقلون وان خفت عيابهم |
عن الندى ولهم بالحلم رجحان |
أخفى غبارك يا دهري محاسنهم |
فان دعوتهم في نكبة بانوا |
أن تعرف الحق فيهم لم تذد أسدا |
عن الورود وعير الحي ريان |
يا ناقل العيس من عليا (بدية) ح |
يث اليحمد الحائزون المجد قطان |
خلف وراءك (عزا) (والمضيرب) وال |
دريز "والقابل" الراسي بها الشان |
وخل (ابراء أعلاها وأسفلها ) |
حيث القطين ملوك الناس قطحان |
(وخذ) بأوجهها عن ساحتي (سمد) |
مياسر (الفتح حيث الحي كهلان) |
ودع وراءك ان غربت (أخشبة) |
تجري المجرة فيها وهي (سدران) |
(ويا من(الدوح)(والخضراء) منتحيا |
افناء حلفين حيث السوح جرنان) |
واعمد الى (الجوف) واستظهر أسافلها |
أرض لعامر أهل الفضل أوطان |
وافرق بها البيد حتى يستبين لها |
( فرق) على "بيضة الاسلام"(1) عنوان |
فان تيامنت الحوراء شاخصة |
لها مع السحب أكناف وأحضان |
فحط رجلك عنها انها بلغت |
"نزوى" وطافت بها للمجد أركان |
فطالما وخدت تبغي لبانتها |
كأنهن مع الانضاء عقبان |
انزل فديتك عنها ان حاجتها |
عدل وفضل وانصاف واحسان |
انزل فديتك عنها ان وجهتها |
تخت الأئمة مذ كانت ومذ كانوا |
هنالك انزل وقبل تربة نبتت |
بها الخلافة والأيمان ايمان |
انزل على عرصات كلها قدس |
للحق فيهن أزهار وأفنان |
انزل على عذبات النور حيث حوت |
أئمة الدين بطنان وظهران |
حيث الملائكة احتلت مشاهدهم |
لها على الحل والتعريج ادمان |
أرض مقدسةقد بوركت وزكت |
تنصب فيهامن الأنوار معنان |
ما طار طائرها لله محتسبا |
له جناحان ايقان وعرفان |
إلا وقام يمين الله ساعده |
والفتح والنصر والتأييد أعوان |
ميمونة بركات الله تنفحها |
واليمن يثمره علم وإيمان |
رست بها هضبة الاسلام من حقب |
وان قضت باستتار العدل أحيان |
قديمة الذكر عاذ الدين عائذها |
من يوم أصبح توحيد وقرآن |
قامت بها قبة الاسلام شامخة |
حتى تواضع بهرام وكيوان |
ولم تزل عرصة للعدل عاصمة |
للاستقامة فيها الدهر سلطان |
كم أشهر الله فيها من حسام هدى |
كأنها لسيوف الله أجفان |
كنانة لهام الله ما فرغت |
مذ كان للجور سلطان وشيطان |
بحجة الله قامت في الشقاق لها |
بدين ذي الثفنات الحبر ايقان |
لسرها واختصاص الله قائمها |
بالنصر والفتح برهان وبرهان |
تعاقبت خلفاء الله منصبها |
منذ (الجلندى) وختم الكل (عزان) |
أئمة حفظ الدين الحنيف بهم |
من يوم قيل لدين الله أديان |
صيد سراة أباة الضيم أسد شرى |
شمس العزائم أو اهوان رهبان |
سفن النجاة هداة الناس قادتهم |
طهر السرائر للاسلام حيطان |
تقيلوا مدح القرآن أجمعها |
اذا استحق مديح الله ايمان |
جدوا الى الباقيات الصالحات فلم |
يفتهم في التقى سر واعلان |
على الحنيفية الزهراء سيرهم |
والوجه والقصد ايمان واحسان |
بسيرة العمرين استلأموا وسطوا |
لشربة النهروان الكل عطشان |
صعب الشكائم في ذات الاله فان |
حناهم الحق عن مكروهة لانوا |
مسومين لنصر الله أنفسهم |
أرواحهم في سبيل الله قربان |
سبق إلى الخير عن جد وعن كيس |
دانوا النفوس فعزت حيثما دانوا |
سيماهم النور في خلق وفي خلق |
وهديهم سنة بيضاء تبيان |
مقيدون بحكم الله حكمتهم |
وهمهم حيثما كان الهدى كانوا |
هم أسمع الناس في حق وأبصرهم |
وفي سواه هم صم وعميان |
لم تلههم زهرة الدنيا وزخرفها |
اذ همهم صالح يتلوه رضوان |
باعوا بباقية الرضوان فانيهم |
كأن لذة هذا العيش أوثان |
وقف على السنة البيضاء سعيهم |
وفي الجهادين ان عزوا وان هانوا |
ما زايلت خطوة المختار خطوتهم |
ولا ثنى عزمهم نفس وشيطان |
فجاهدوا واستقاموا في طريقته |
عزومهم لصروح الدين أركان |
وسلطوا بحدود الله حكمهم |
حتى استقام لحكم الله سلطان |
أولئك القوم أنواري هديت بهم |
عقبى محبتهم عفو وغفران |
أئمتي عمدتي ديني محجتهم |
غوثي اذا ضاق بي في الكون امكان |
لا يقبل الله دينا غير دينهم |
ولا يصح الهدى الا بما دانوا |
من عهد بدر وأحد لا تزعزعهم |
عن موقف الحق أزمات وأزمان |
حقيقة الحق ما دانوا به وأتوا |
ما عداه أخاليط وخمان |
ان يشرف الناس في الدنيا بثروتهم |
فثروة القوم اخلاص وايقان |
لله ما جمعوا لله ما تركوا |
لله ان قربوا لله ان بانوا |
أزكى الصنيعين ما كان الهدى معه |
لديهم وله في الحق رجحان |
تراهم في ضمير الليل صيرهم |
مثل الخيالات تسبيح وقرآن |
هم الأباضية الزهر الكرام لهم |
بعزة الله فوق الخلق سلطان |
لا يعرف العدل الا في استقامتهم |
لم يوف الا لهم في العدل ميزان |
في الذب عن حرمات الله شأنهم |
لا شأن دنياهم نيل وحرمان |
رضوا ببلغة محياهم على خطر |
منها كأنهم بالبلغة اختانوا |
سيما التعفف تكسوهم جلال غنى |
فالقلب في شبع والبطن خمصان |
سمت الملوك وهدى الأنبياء على |
أخلاقهم فكأن الفقر تيجان |
تمثلت لهم الدنيا فما جهلوا |
حقيقة الأمر ان العيش ثعبان |
جازوا الجسور خفاف الحاذ وقرهم |
زهد وخوف واصبار وشكران |
فاز المخفون من دار الغرور فلا |
خوف عليهم ولا بالقوم أحزان |
مضوا وآثارهم نور وذكرهم |
رحمى ومضجعهم روح وريحان |
تتابعوا دولة في أثر سابقة |
كما جلى الرسل أحيان فأحيان |
حتى انجلى الكوكب الدري فانكشفت |
بنوره عن وجوه الحق أغيان |
هنالك انبعثت روح الحياة الى |
جسم الوجود وقد أراده طغيان |
وقام للحق شأن بعدما لغيت |
من الكوارث أحكام وأديان |
واصلت الله أصليتا يحس به |
سواعدا شدها بغي وكفران |
وأعرب الكون عن بشرى ضمائره |
فالكائنات أغاريد وألحان |
أمنية رقب الاسلام طلعتها |
أتاحها الله لم يضرب لها آن |
وللأماني أوقات اذا قدرت |
وللأماني آيات وايذان |
تمنعت في خدور الغيب آونة |
ثم انجلت فانجلى عدل واحسان |
ما ساورتها صروف الدهر اذ نجمت |
وما لرد مراد الله امكان |
وحكمة الله في التدبير قاهرة |
وقائد العقل في المقدار حيران |
يقضي بما يشاء والأسباب جامدة |
ويحكم الأمر والأفكار عميان |
يختص من شاء بالرحمى ويصرفها |
عمن يشاء وفي الحكمين رحمن |
ان الذي يتعاطاه الذكاء لدى |
حكم المقادير تخمين وبهتان |
ما حيلة الظن والأوهام في قدر |
الا قصور وعجز ثم اذعان |
لابد أن تربط الأفهام وحدته |
ولو تطاول تقريب وامعان |
خذ ما أتاك وسلمها لخالقها |
فالشأن لا غير للاكوان ديان |
انظر الى دولة أعيت معاجرها |
رأى الفحول ففيها ثم برهان |
أرادها الله فاحتلت مناصبها |
والعقل في نصب والكون اسجان |
بأسهم الله ترمي من يقاومها |
ولا يقوم لسيف الحق بطلان |
ان الأسنة لا تعدو مقاتلها |
ان شد بالجد والتوفيق مطعان |
عادت الى جدلها من طول غربتها |
خلافة الله والاسلام جذلان |
عناية الله تحدوها لموطنها |
وللخلافة في الاسلام أوطان |
تنحو ابن بجدتها العليا وبؤبؤها |
وشأنها لمصاص المجد خلصان |
تقلد العقد منها صدر قيمها |
صدر بخالصة الايمان ملآن |
همامها العاصم الكافي لعصمتها |
له على حملها جد وأقران |
صميدع مثل صدر السمهري له |
في هضبة المجد اجدال وأغصان |
رحب المباءة قرم لا بواء له |
بفضله شهدت سهل وأحزان |
مشمر أحوذي رأيه فلق |
وعزمه قبل وضع الرمح طعان |
مروع ألمعي في بصيرته |
من الذكاء لمحض الرأي تبيان |
تحكمت من أصيل الرأي فطنته |
كأنها فيه أبصار وآذان |
يطوي عزائم بالتقوى وينشرها |
كأنهن بخصم الله نيران |
أصاره علمه بالله محض هدى |
وغير بدع هدى يذكيه عرفان |
لم يترك العلم منه موضعا كدرا |
يمثل الشمس منه الذات والشأن |
ما زال تمحصه التقوى ويمحصها |
وسره ملك والشخص انسان |
حتى تمحض نورا لا يكدره |
خير وشر واغيار وأغيان |
والعلم بالله والاخلاص عارفة |
من الكريم وتخصيص واحسان |
مواهب ساقها من فيض رحمته |
لا نفس ما لها في الناس حسبان |
يعدها الناس من أحجار سوحهم |
وهن في ملكوت الله شهبان |
يمشون بلها وهم النفس في كيس |
والعقل في الوجد بالمشهود ولهان |
والفتح يقصد قلبا ما به سعة |
إلا لمن لم تسعه قط أكوان |
محبة الله سر حيثما صدقت |
لها على عالم الامكان سلطان |
تعطيك فتحا وان سدت مغالقه |
وطور عقلك في ذا الفتح حيران |
فلا عليك اذا صحت محبته |
اذا وفى لك هذا الخلق أو خانوا |
لله ما أنفس في سرها اشتعلت |
بالحب لله أنوار ونيران |
تحل في الأرض والالباب طائرة |
في عالم فيه أهل الله ندمان |
ريانة بشراب الحب محرفة |
والحال صحو وكل الشرب نشوان |
تلك النفوس التي هذا (الامام) لها |
قطب ومورده الصافي لها حان |
خاض الحقيقة كشفا فاستقام له |
شف وشرع وتكميل وسلطان |
جاءت امامته والآرض مظلمة |
والناس فوضى وأهل الجور ذؤبان |
فاشرق العدل في أرجائها ولقى |
عز المفاسد ارهاق وايهان |
جاءته ما كان بدعا من أئمتها |
من جده ابن تميم المجد(عزان) |
في ضئضئ العزة القسعاء محتده |
اذا تفاخر قحطان وعدنان |
بذروة اليحمد الصيد الملوك له |
اعراق مجد وأساس وبنيان |
لا ينكر الناس ما للقوم من قدم |
وكيف يلحق عين الشمس نكران |
احسابهم ومعاليهم ودينهم |
كواكب وهدايات ورضوان |
ما اختاره الله صفوا من خلاصتهم |
الا وللصفو من اكرامه شان |
(يا سالم ) الدين والدنيا ابن راشد خذ |
أمانة الله والأقدار أعوان |
أنت الضليع بها حملا وتأديه |
اذ كل أمرك تدبير واتقان |
احذر واصعد وايقن ان صاحبها |
سيف من الله لا تحويه أجفان |
يسوسها مؤمن بالله معتصم |
وخير ما دبر الأملاك ايمان |
للاستقامة في تقديره قبس |
فظنه تحت نور الله ايقان |
لا يصرف (الفكر) في شيء فيخلفه |
لأنه من فيوض الكشف ملآن |
والمؤمنون بنور الله ناظرة |
عيونهم وعين الله أعيان |
يا للرجال وداعي الله بينكم |
لبوا الدعاء فان الصوت قرآن |
يا للرجال ألم يأن الجهاد لكم |
بلى لقد فات ابان وابان |
يا للرجال أقيموا وزن قسطكم |
فما لكم قبل وزن القسط ميزان |
يا للرجال احفظوا أوطان ملتكم |
فما لكم بعد خذل الدين أوطان |
يا للرجال أحفظوا أحساب مجدكم |
ان لم تكنن فيكم للدين أشجان |
يا للرجال اندبوا لله غيرتكم |
فالوقت قد ضاق والتثبيط خسران |
يا للرجال الا لله منتصر |
فناصر الله لا يعروه خذلان |
يا للرجال أروني من شهامتكم |
ان الحوادث آساد وسيدان |
يا للرجال اجعلوا لله نجدتكم |
فالغاية الفتح أو موت ورضوان |
يا للرجال ألم يحزنكم زمن |
طار(البغاث) به وانحط عقبان |
يا للرجال ألم يدهش عقولكم |
صوت الأرامل والأيتام إذهانوا |
هذا اليتيم قد انحازت مفاصله |
من جلبة الجوع والظلام تخمان |
يا للرجال بيوت الله قد هدمت |
وما لها للعدا نهب وحلوان |
يا للرجال دماء المسلمين غدت |
هدرا كما عبثت بالماء صبيان |
فلا قصاص ولا أرش ولا قود |
كأن لحم بني الاسلام جعلان |
يا للرجال أفيقوا من سباتكم |
فقد أحاط بكم بغي وعدوان |
أخيفة الموت ظل العجز يقعدكم |
وليس للأجل المعدود نقصان |
لا يحجب الموت جبن عند موقعه |
ولا يقدم وعد الموت شجعان |
يا للرجال لقد ذلت حفيظتكم |
اذا استطاعت على الأساد حملان |
ان السيوف التي كانت لسالفكم |
ما ضمها معهم رمس وأكفان |
مريضة هي في الأجفان أم مرضت |
قلوبكم أم نأى عنهن وجدان |
بئس السيوف اذا حلت عواتقكم |
وما بها لعتيق المجد أحزان |
لا تحجبوها أناثا في مغامدها |
فان تلك اليمانيات ذكران |
فديتكم أوردوها انها عطشت |
ان كان فيكم يلاقي الري عطشان |
كانت بوارق في الأخطار ساهرة |
وهم أصحابها في المجد سهران |
فاليوم نامت هموم القوم في جدث |
وساهر البرق في الأغماد وسنان |
تكاد أن تتلاشى من تحرقها |
غيظا على صار أو حزنا على كانوا |
أورثتموها من الأوتار مشعلة |
كأنها في دخان الحرب نيران |
واليوم تغمط فيكم وهي مغضبة |
وما بكم لحقوق السيف غضبان |
ما عودتها بنو عدنان ما لقيت |
منكم ولا أسكنتها الغمد قحطان |
لا تحملوها اذا كانت لزينتكم |
ان الرجال بفعل السيف تزدان |
فليت أسيافكم صارت معاولكم |
وليت خيلكم معز وثيران |
حتى م طرف الهدى سهران من قلق |
فيكم وطرف العدا في الظلم سهران |
ليست بسنتكم مذكان عنصركم |
وانما الحظ كالأزمان أزمان |
يا للقبائل يا أهل الحفاظ ومن |
أمجادهم في جبين الدهر عنوان |
شدوا العزائم في استدراك فائتكم |
ان العزائم للادراك أقران |
أهل المكارم ان الله أكرمكم |
بنعمة العدل اذ للجور بركان |
لا تكفروا الله في نعماء أنعمها |
فانما يربط النعماء شكران |
فأين أين ذئاب الدو حمتها |
بنو تمام ومن ربته(جعلان) |
وأين عنها الجنيبيون أنهم |
سعد العشيرة عليا مذحج كانوا |
غاراتهم برياح الموت عاصفة |
وفخرهم بحميد الذكر يزدان |
وأين رأسب سيف الأزد أنهم |
سارت بصيتهم في الأرض ركبان |
وأين أهل الذمار الهشم بحرهم |
بالمجد والفضل فياض وملآن |
عهدي لهم نجدة في الحرب شاهرة |
ومنهم لحقوق الله أعوان |
ويا لشمس وكبات الخميس لكم |
أنتم لها يا أسود الله أركان |
أنتم سماء الوغى لبوا أمامكم |
وعندكم من ثغور الله (جعلان) |
وأين أولاد عيسى والحفاظ لهم |
نجد ضراغم أو اهون رهبان |
صميم كنده حي الملك من يمن |
عهدي بهم للهدى حصن وايوان |
شدوا فديتكم أنتم بواسلها |
أم فيكم لمصاب الدين سلوان |
وأين يحمدها الحرث الكرام ففي |
عزائم القوم جنات ونيران |
ضنائن الله أنتم لا يزال لكم |
في نصرة الله صولات وسلطان |
يبلى الزمان ولا تبلى محامدكم |
ما دام يحمد مطعام ومطعان |
ان كان (صالح) طود المجد فارقكم |
فان اصلاحكم رضوان ونهلان |
(عيسى) لكم خلف صدق لخير أب |
وفي (علي) أخيه للعلي شأن |
صنوان يستبقان المجد في حسب |
سيارة الشهب في جنبيه صوان |
وفيكم الأسد الكرار فارس شر |
فاء ابن عمهما الكافي (سليمان) |
السيد ابن حميد سطوتكم |
ومن له في بناء المجد أركان |
بحر المكارم غوث الخلق من شملت |
للكون من بره رحمى واحسان |
الباسل البطل المغوار من شهدت |
بطول يمناه آباء وولدان |
وفيكم من رجال المجد من خرست |
عنه القوافي ولم يبلغه تبيان |
أين المساكرة الصيد الغطارف من |
ذوائب الأزد حيث المجد والشان |
في ذروة المجد من فهم اذا انتسبوا |
أساود الموت يوم الهول طوفان |
شم اذا حزموا نار اذا عزموا |
شهب اذا رجموا للفضل هتان |
كواكب العز لا ترعى مسارحهم |
ولا تراع لهم بالضيم جيران |
وأين حبس كرام الخيم من قدم |
وفيهم من عباد الله غسان |
سيوفها وعواليها وأسهمها |
وهم اذا افتخر الفرسان فرسان |
وأين أسد شراها من وهيبة أهل |
الجد والجود ان شدوا وان لانوا |
وأين عامر والاحساب مشرقة |
ناهيك من عامر والأصل عيلان |
وأين همدان من صفين تعرفهم |
اذ عك عك واذ همدان همدان |
وأين قائدهم ليث المعارك صم |
صام المعاضل بدر الفضل سلطان |
وأين نار الوغى ال المسيب من |
قضاعة وزعيم القوم زهران |
وأين وائل والآثار شاهدة |
ومجد وائل في التاريخ شهبان |
وأين معولة قبل الرسول لهم |
على (مزون) أتاوات وتيجان |
وأين عنها ذئاب الخطم إن لهم |
مناقبا لا يدانيهن انسان |
وأين حلقوم ذاك الملك معصمه |
سمائل فهي للسلطان سلطان |
وأين عن أجربيها منع بيضتها |
والأجربان بنو عبس وذبيان |
يا جمرة العرب يا عبس الطعان الا |
لا يطفئن جمركم بغي وعدوان |
لا تشعلوا الحرب الا في مواقدها |
حيث الجهاد على الباغين مونان |
ويا بني عمنا ذبيان مجدكم |
أنا وإياكم في المجد صنوان |
بآل حصن وبالعمرين قد فرعت |
عزا ونبلا جميع الناس غطفان |
إذا مدحت بني ذبيان اخوتنا |
أظهرت شمسا لها في العين برهان |
فياليوث بغيض در دركم |
هلا سباق الى خير وارهان |
فرسان داحس والحنفاء حسبكم |
من الرهان جهاد فهو ميدان |
ذروا الضغائن تذروها الرياح فما |
تبقى على خالص الايمان اضعان |
ان الحظوظ التي ترجى بالفتكم |
في الدين في محكم التنزيل فرقان |
وما شفاء حزازات الصدور سوء |
ان يستبد بطب القلب ايمان |
وأين أزكى وطيس الحرب ما فعلت |
فان عمدة هذا الأمر جرنان |
وأين حمير أهل العز ما اعتتبوا |
عن وعر عزتهم يوما ولا هانوا |
صيد صناديد اقيال عباهلة |
أسد كواسر في الهيجاء حردان |
جاءت ريام بما أعلته حمير من |
مجد وقام على البنيان بنيان |
وأين حميرها الثاني وأسرته |
ذوو المعالي ملوك الناس نبهان |
أبقى له السؤدد الأعلى كواهله |
مظفر وسليمان وكهلان |
هود عرار فلاح محسن ملكوا |
فنبهوا الملك حينا وهو نعسان |
وكان من فرعهم ملك اليعاربة ال |
صيد الكرام وما ادراك ما الشان |
سل سيف يعرب عن أخبار سيرتهم |
فمنطق السيف اعراب وألحان |
ويا بني غافر عليا قريش لكم |
أصل وانتم لذاك الأصل أغصان |
قوموا الى الله واعتدوا لنصرته |
فموعد الله جنات وغفران |
وأين أطوادها العليا بنوحكم |
أين الذهول سراة المجد شيبان |
وأين رهط بني سمح فوارسها |
بنو شكيل وأين الأسد كلبان |
وأين قوام أمر الناس قادتهم |
بنو خروص حماة الدين مذ كانوا |
وأين عنها ليوث الغاب مرتها |
بنو هناءة ما دينوا وكم دانو |
أين اليعاقيب أرض السر ملكهم |
ومن مفاخرهم للفخران أركان |
وأين أهل الغنى في كل معضلة |
بنو علي بن سود أين حدان |
وأين يا آل سعد عزم نجدتكم |
وأنتم لرسول الله أحضان |
هلم يا ابن هلال قم بنصرتها |
فالمسلمون بهذا الدين بنيان |
وأين من آل بدر سادة نجد |
مبادرون الى الخيرات سرعان |
أين الحواسنة النجب الكرام فما |
عهدي لهم في كفاح الحرب أقران |
وأين عنها عواديها بنو عمر |
فان جانبهم بالفخر عمران |
وأين ضنك واقبال النعيم بها |
أين الصلوف وطود الفضل سلطان |
وأين كعب وأين الحي من قتب |
أين الظواهر والفرسان كهلان |
وما رجاء بني يأس على خطأ |
فانما القوم أعوان واخوان |
قوم على صهوات الخيل طفلهم |
يربو له من دم الأطفال ألبان |
مساعر الحرب ان تنزل لهم نزلوا |
وان تعاضلهم ركبا فركبان |
أسد خدورهم سمر الرماح فان |
شب الهياج فتلك السمر شهبان |
صعب شكائمهم سحب مكارمهم |
ان حاربوا صعبوا أو أكرموا هانوا |
لا يقتنون رياشا فوق سابغة |
كأنهن اذا ألقين غدران |
وغير صفحة هندي مفللة |
كأنها بنفاث الموت ثعبان |
وغير أنياب أغوال مسننة |
من عهد عادلها ذكر واسنان |
وغير شمس سراحيب مفنقة |
كأنها في قتام الحرب غربان |
تعلمت من مراس الحرب نجدتها |
فهن تحت يد الشجعان شجعان |
كأنهن أعاصير اذا احتدمت |
نار الوغى وهي في التسنين دؤبان |
تلكم حصون بني يأس ومعقلهم |
لا يحصن القوم أسوار وأفدان |
وأين عنها بنو بطاش أين هم |
من لي بهم وهم للحرب أخدان |
طال الرقاد بكم هبوا فديتكم |
فالشمس طالعة والسيل ارعان |
عادات طيء تخضيب السيوف وار |
واء المثقف وهو اليوم عطشان |
أين العصائب من قحطان أجمعها |
وأين من نتجت للمجد عدنان |
هبوا لأخذ المعالي من مراقدكم |
فليس يستدرك العلياء نومان |
هبوا لداعي الهدى هبوا لعزتكم |
وكيف نومكم والخصم يقظان |
جدوا فديتكم في نصر دينكم |
فاليوم فيكم لنصر الدين امكان |
كتائب الله لا يحتل بيضتكم |
خصم مساعيه في الاسلام ثعبان |
كتائب الله ذودوا عن حياضكم |
كي لا يهدمها بغي وكفران |
كتائب الله ما عيش الذليل لكم |
عيش ولا في منايا العز نقصان |
كتائب الله لم يعهد بكم خور |
وللجبال على الأزمات أقران |
كتائب الله حاموا عن حنيفتكم |
قد لوثتها خنازير وصلبان |
كتائب الله دين الله في طلق |
والمشرفيات في الأيمان طلقان |
كتائب الله لم تخلق نفوسكم |
لكي يسخرها ذل وأهوان |
كتائب الله أدعوكم إلى شرف |
عقباه أن تصدق النيات رضوان |
كتائب الله يوم الهول عيدكم |
فما لكم لبغيض الله عبدان |
يا غارة الله والأحكام مرملة |
لها من الحزن بالتعطيل اردان |
يا غارة الله والحر الغيور له |
صدع وما أذنت بالصدع آذان |
يا غارة الله نخزى في ديانتنا |
أليس عارا وحامي الدين خزيان |
يا غارة الله نحيا كالبلية في |
عقال سوء وما بالرجل عقلان |
يا غارة الله كم نرضى مهانتنا |
والسيف يرفع أقواما وإن هانوا |
أين العزائم أين النخوة انتقلت |
أين الحفاظ وأين العز والشان |
أين الشكائم في الاسلام ما فعلت |
أظنها مع آباء لنا بانوا |
سلوا القبور التي ضمت أصولكم |
هل واطنوا الذل أم في دينهم هانوا |
ربوا لكم بالظبي والسمر ملتكم |
وأنتم الآن تجار ورهبان |
تركتم سنة الأسلاف مطرقة |
ولا يؤنب بالأطراق خجلان |
تمشون هونا كأن الزهد أثقلكم |
وأنتم بهوان النفس ثقلان |
أما يحرككم أن قال ناصحكم |
الأصل كاس وفرع الأصل عريان |
أقول للبعض منكم وهو عن أسف |
والحر يأسف للأحرار إن شانوا |
قد كنت نخبة هذا الأمر من قدم |
واليوم أنت على الأبواب ذبان |
ماذا تقول اذا كنت ابن بجدتها |
والأصل معرفة والفعل نكران |
طالع صحيفة مجد أنت وارثه |
ان كان فيها مجيد القوم خوان |
اذا تنكرت للاسلام عن حسد |
فاسأل أباك وليَّ الله ما الشان |
يخبرك أنك قد فارقت خطته |
وانه للذي فارقت حسران |
أبعد شيبك في الاسلام يفعلها |
يبكي الخليل لها والحبر شاذان |
أحسن عزاءك من علم ومن عمل |
وأنت للطمع المرذول نجران |
واليوم أنت على الأبواب ذبان |
وأنت للطمع المرذول تجان |
أين السوابق يا قمقامها طويت |
أعاذك الله طاويهن شيطان |
أساءت العدل اذ قامت به فئة |
لها مع الله أقدار وأوزان |
ألا تكون لها قطبا تدور به |
هل أنت عن قطبها المعهود غفلان |
(أظن عهد الشهيدين اللذين هما |
يستنصرانك قد أعفاه نسيان) |
( أبعد أحبارك الأبرار تنسفها |
وأنت في بحرها دور ومرجان) |
بنيت قبة ايمان وتهدمها |
لله هل بعد هذا الهدم بنيان |
نظرت أحمد حتى حل مسكنه |
في الخلد من حوله حور وولدان |
وصار عند أبيه في حظائر قد |
س الله حظهما فوز ورضوان |
عدوت تنقضها مثنى وواحدة |
وكاكم في مقام الفضل صنوان |
وقلت شأنك من باب السياسة في |
دفع الأجانب لا بغي وعدوان |
تسوسها أنت والايمان يتركها |
ما قام عمرك في دعواك برهان |
سياسة الله في القرآن كافية |
وما يزيد على القرآن نقصان |
فارجع الى الله وانظر في سياسته |
فأنت من مشرب القرآن ريان |
ماذا رأيت أباك الطهر يصنع في |
سياسة الدين لما قام (عزان) |
أنت الشهيد على اشراق سيرته |
وللبصائر بالمشهود ايقان |
أفي أمامة حق بعد ما ثبتت |
بحقها أنت يا ذا اللب حيران |
لا عذر لا عذر فيها حجة قطعت |
عذر الخلاف لها في الدين تبيان |
فما انحرافك عنها بعد ما وجبت |
الا خروج عليها وهو عصيان |
أبعد ستين عاما عشت تنفقها |
في الله والحمد أنت اليوم خسران |
فاتبع إمامك والزم غرز سيرته |
ودع هوى النفس ان النفس شيطان |
وصن بقية هذا العمر في كيس |
فان دهرك لو فكرت كيسان |
فارقت عزتك العليا الى طمع |
حتى لقد قال أهل السوء ساسان |
للمسلمين ظنون فيك عالية |
يا ابن المعالي وهن اليوم خيلان |
كنت السفينة للاسلام تحمله |
ثم انكفأت به والغي طوفان |
كنت المرزء للاسلام تكلؤه |
واليوم من كثر ما يشكوك ضجران |
فافتح فديتك عيني حاذر يقظ |
فان كاتب ما تمليه يقظان |
بيض العمائم لا تجدي اذا انكدرت |
بيض القلوب وللايمان عنوان |
طهر ثيابك واغسل راحتيك فها |
تيك المطامع أوساخ وأدران |
وأحمد نصيحة حر لا يريد بها |
ذما وفيك لطود الحمد أركان |
ان تعرف الصدق في نصحي فقد سبقت |
عهود صدق واخلاص واحسان |
ليس الخليل المداجي عند شائنة |
إن المداجي في العوراء فتان |
لكنه من رأى عيبا وحققه |
أهداك عيبك غيظا وهو لهفان |
أريك من أسفي خصما تباعده |
والقلب من حبك المكنون ولهان |
خذ من مضائق أقوالي نصائحها |
وفي ضميري لكم بالحب ميدان |
يا قوم أهل عمان كم تخالفكم |
ان التفرق لا يرضاه ايمان |
أطول دهركم خوف مداهنة |
مطامع حسد بأو وخذلان |
أهذه شعب الايمان عندكم |
أهكذا سنة قالت وقرآن |
ماذا الشقاق الذي يغري جنوبكم |
والمؤمنون بذات الدين اخوان |
أطلقتم السيف في أفراد ملتكم |
وقيدته عن الأعداء أجفان |
هب أن أسيافكم غرثى بها قرم |
ففي لحوم العدا يعتاش غرثان |
هانت عليكم تراث الكفر واشتعلت |
فيكم على بعضكم للبعض أضغان |
والفه الدين قربى لم يكن معها |
أعلى وأدنى وأحزاب وأديان |
يا قوم هذا إمام الدين بينكم |
مقصوده الحق لا ملك وسلطان |
يدعو الى الله قواما بملته |
له حسامان أقساط واحسان |
يا قوم طاعته في مصركم وجبت |
فرضا عليكم وما في الدين أدهان |
يا قوم لا تدبروا عنه فان لكم |
ربا يحاسب والإدبار عصيان |
يا قوم إن تدبروا يغضب الهكم |
وأين ملجؤكم والله غضبان |
ان تنصروا الله ينصركم فلا تهنوا |
فالكفر في المقت والاسلام رضوان |
ان الامام يمين الله بينكم |
فبايعوه والا حل خسران |
قامت عليكم بحكم الله حجته |
ان كان فيكم لحكم الله إذعان |
ان تتبعوه فعين الرشد خطتكم |
أو تعرضوا عنه فالإعراض طغيان |
فراقبوا الله فيه ان حجته |
قد قام فيها بحكم الله برهان |
تلكم وصية حسان لكم ثبتت |
فانني اليوم للاسلام حسان |
لا يصدق الدين الا من يناصحه |
ولا يتم بغير النصح ايمان |
فان تمكن نصحي من بصائركم |
بدا لكم من ضياء الحق فرقان |