أللبَين يا ليلى جمالك ترحَلُ |
ليقطَعَ منا البينُ ما كان يوصَلُ |
تعلّلنا بالوعد ثمّتَ تلتوي |
بموعودها حتى يموتَ المعَلّلُ |
ألم ترَ أنّ الحبلَ أصبحَ واهنا |
وأخلفَ من ليلى الذي كنت آملُ |
فلا الحبل من ليلى يواتيك وصله |
ولا أنت تنهى القلب عنها فيذهَلُ |
خليليّ إنّي ما يزال يشوقُني |
قطين الحمى والظاعنُ المتحمِّلُ |
فأقسمت لا أنسى لياليَ منعجٍ |
ولا ماسلٍ إذ منزل الحيّ مأسلُ |
أمن أجل آيات ورسمٍ كأنّهُ |
بقية وحي أو رداء مسلسلُ |
جرى الدمع من عينيك حتى كأنه |
تحدّرُ درّ أو جمانٌ مفصّلُ |
فيا أيها الزنجيّ مالك والصبا |
أفق عن طلاب البيض إن كنت تعقِلُ |
فمثلك من أحبوشة الزنج قطّعَ |
وسائل أسبابٍ بها يتوسّلُ |
قصدنا أمير المؤمنين ودونه |
مهامهُ موماة من الأرض مجهَلُ |
على أرحييات طوى السير فانطوت |
شمائلها مما تحَلّ فترحَلُ |
إلى ملك صلت الجبين كأنّه |
صفيحة مسنون جلا عنه صيقَلُ |
إذا انبلج البابان والستر دونه |
بدا مثل ما يبدو الأغرُ المحجّلُ |
شريكان فينا منه عينٌ بصيرةٌ |
كلوءٌ وقلبٌ حافظٌ ليس يغفُلُ |
فما فات عينيه رعاه بقلبه |
فآخر ما رعى سواء وأوّلُ |
وما نازعت فينا أمورك هفوةٌ |
ولا خطلةٌ في الرأي والرأيُ يخطَلُ |
إذا اشتبهت أعناقهُ بيّنَت له |
معارف في أعجازه وهو مقبل |
لئن نال عهد اللّه قبل خلافة |
لأنت من اعهد الذي نلت أفضَلُ |
وما زادك الملك الذي نلت بسطة |
ولكن بتقوى الله أنت مسربل |
ورثت رسول الله عضوا ومفصلاً |
وذا من رسول الله عضوٌ ومفصلُ |
إذا مادهتنا من زمان ملمّةٌ |
فليس لنا إلا عليك المعوّلُ |
على ثقةٍ منا تحِنَّ قلوبنا |
إليك كما كنّا أباك نؤمّل |