أحقاً عباد اللَه أن لستُ ناظراً | |
|
| إلى قَرقرَى يوماً وأعلامِها الغُبر |
|
كأن فؤادي كُلّما مَرَّ رَاكبٌ | |
|
| جَنَاحَا غُرابٍ رامَ نهضاً إلى وكرِ |
|
إذا ارتحلت نحو اليمامة رِفقَةٌ | |
|
| دَعاكَ الهَوَى واهتاجَ قلبُكَ للذِّكرِ |
|
أقول لموسى والدموعُ كَأَنَّها | |
|
| جَدَاوِلُ ماءٍ في مساربها تجري |
|
ألا هَل لِشَيخٍ وابن ستين حِجَّةً | |
|
| بكى طرباً نحو اليمامة من عُذرِ |
|
فقال لقد يَشفي البكاءُ من الجوى | |
|
| ولا شيءَ أجدى مِن عزاءٍ ومِن صَبرِ |
|
فواحزني مما أُجِنُّ من الهوى | |
|
| ومن مُضمر الشوقِ الدَّخيلِ إلى حَجرِ |
|
تَغَرَّيتُ عنها كارهاً وتركتها | |
|
| وكان فِراقيها أمَرَّ من الصَّبرِ |
|
فيا راكبَ الوَجناء أُبتَ مسلَّماً | |
|
| ولا زِلتَ مِنرَيبِ الحوادث في سترِ |
|
إذا ما أَتيتَ العِرضَ فاهتف بِجَوِّه | |
|
| سُقيتَ على شَحطِ النَّوى سَبَلَ القَطرِ |
|
فإنك من وادٍ إليَّ مُحبَّب | |
|
| وإن كنت لا تزدار إلا على عفرِ |
|
لعل الذي يقضي الأُمورَ بِعِلمِه | |
|
| سَيَصرِفُنِي يوماً إليه على قَدرِ |
|
فَتَفتُرَ عينٌ ما تَمَلُّ من البكا | |
|
| وَيَصحُو قلبٌ ما يُنهنَهُ بالزّجرِ |
|
يقولون إن الهجر يَشفي من الجَوى | |
|
| وما زِدتُ إلا ضعفَ ما بي على الهَجرِ |
|
لَشُربُكَ بالأنقادِ رَنقاً وصافياً | |
|
| أعَفُّ وأعفى من رُكُوبِكَ في البحرِ |
|
إذا أنتَ لم تَنظُر لنفسك خالياً | |
|
| أَحاطَت بك الأحزانُ من حيثُ لا تدري |
|
مُدايَنةُ السلطانِ بابُ مَذَلَّةٍ | |
|
| وأشبهُ شيءٍ بالقَناعَة والفَقرِ |
|
يُزَهِّدُني في كلِّ خيرٍ فَعَلتُه | |
|
| إلى الناس ما جَرَّبتُ من قِلَّةِ الشُّكرِ |
|