سَبا مُهجَتي طَيفُها حينَ زارا | |
|
| فَسَلهُ أَتى عائِداً أَو أَغارا |
|
وَما ضَرَّهُ إِذ رَأى مِثلَهُ | |
|
| عَلى مَضجَعِي لَو أَطالَ المَزارا |
|
تَسَتَّرَ بِاللَيل حَتّى إِذا | |
|
| رَأى صُبحَ فودَيَّ خافَ النَهارا |
|
أَعِد نَظرةً إِنَّها زَفرَةٌ | |
|
| رَمَت فَوقَ فودِيَ مِنها شَرارا |
|
وَخافَت مُتِيهاً بِوسط الدُجى | |
|
| فَأَذكَت عَلى عَلَمِ الرَأسِ نارا |
|
أَيُجهَلُ بِالسُحبِ بَرقٌ تَجَلّى | |
|
| وَيُنظَرُ بِاللَيلِ نَجمٌ أَنارا |
|
وَتَذبُلُ أَزهارُ فَودِي وَقَد | |
|
| سَقَتها شَآبيبُ دَمعي بِحارا |
|
وَبَرقٍ تَأَلَّقَ في وَجهِهِ | |
|
| وَقَد قَطَّبَ السُحبُ وَجهاً مُعارا |
|
|
| رَمى الدَهرُ مِنها خَلِيلاً وَجارا |
|
فَتُسجي لِباساً وَتُومِي اِختِلاساً | |
|
| وَتَضحكُ سِرّاً وَتَبكي جَهارا |
|
|
| صَقِيلٌ بِكَفِّ جَبانٍ أَشارا |
|
فَمِنهُ وَمِن قُزَحٍ مَنظَرٌ | |
|
| كَسا غادَةَ المُزنِ مِنهُ نُضارا |
|
إِذا التَفّ في خَصرِ هَذا وِشاحاً | |
|
| تَعَطَّف في زَندِ هَذا سِوارا |
|
سَرى وَالضُحى تَحتَ ذَيلِ الدُجى | |
|
| يَلُوحُ مِراراً وَيَخفى مِرارا |
|
وَقَد أَبرَزَ الفَجرُ كَفّاً خَضِيباً | |
|
| أَشارَ عَلى الصُبحِ حَتّى أَغارا |
|
فَجالَ مَعَ اللَيلِ في مَعرَكٍ | |
|
| لَوى طَرفَهُ النَجمُ عَنهُ وَغارا |
|
وَحَرَّكَ طِرفَ الصَبا ناسِمٌ | |
|
| أَطالَ بِذَيلِ الخُزامى عِثارا |
|
عَليلٌ بَليلٌ وَلَكِنَّهُ | |
|
| يُداوِي السَقام وَيُذكِي الأُوارا |
|
وَشى بِحَديثِ الرُبى لِلضُحى | |
|
| وَنَمَّ بِأَسرارِ نَجدٍ جِهارا |
|
أِعِدهُ عَلَيّ حَديثاً بَلى | |
|
| أَدِرهُ عَلَيَّ رَحِيقاً مُدارا |
|
أَبى الجَزعُ حَيثُ مَدارُ العُلا | |
|
| مَطالِعَ شُهبٍ تُسَمّى دِيارا |
|
وَحولَ العَقِيقِ عَقِيقٌ جَرى | |
|
| بِدَمعي وَقَد كانَ دُرّاً نُضارا |
|
فَأَغرَقَ بِالدَمعِ نُؤياً وَحَوضاً | |
|
| وَأَشرَق بِالدَمعِ شيحاً وَغارا |
|
وَجادَ قِرى جِيرَةٍ غادَروا | |
|
| هَوىً ثابِتاً وَذَماً مُستَعارا |
|
رَمَت بِهِمُ في نُحورِ الفَلا | |
|
| رَواشِقُ أَيدي حَنايا المَهارا |
|
أَثارَ القَتامُ عَلَيها دُخاناً | |
|
| تَشُبُّ شَعاشِعُها فيهِ نارا |
|
وَصَيَّرَها السيرُ مَعنىً خَفِيّاً | |
|
| أَطالَ بَصَدرِ الفَيافي سِرارا |
|
وَأَنبَتَ في قَمَرَيها عِشارا | |
|
| وَفَوقَ مَناسِمِها جُلّنارا |
|
سَفائِنُ بَرٍّ يَخُضنَ السَرابَ | |
|
| وَيَلبَسنَ مِن داجِنِ اللَيلِ قارا |
|
حُرُوفٌ إِذا ما تَرامَت فُرادى | |
|
| سُطُورٌ إِذا ما تَمشّت قِطارا |
|
وَفوقَ الرَحائِلِ مِيلُ الطُلى | |
|
| نَشاوى غَرامٍ وَلَيسُوا سُكارى |
|
يَشُدّون فَوقَ الضُلوع الأَكفَّ | |
|
| وَيُثنُونَ فَوقَ الخَيالِ الإِزارا |
|
شَكَوا وَجدَهُم وَبَكَوا عَهدَهُم | |
|
| فَعاطَوا عُقاراً وَفَضُّوا أُوارا |
|
وَفي الكِلَلِ الحُمرِ بِيضُ الطُلى | |
|
| حَمَينَ اللَمى وَأَبَحنَ الذِمارا |
|
أَدارَت بِهِنَّ العَوالي سِياجاً | |
|
| وَحَفّت بِهِنّ المَواضي إِطارا |
|
يُرَقِّعنَ بِاللَحظِ خَرقَ السُجُوفِ | |
|
| وَيَنظُرنَ خَوفَ الرَقيبِ إِزوِرارا |
|
أَشائِمة اللَحظِ عَن مُذهَبٍ | |
|
| كَسَيفِ أَبيها شَباً أَو غِرارا |
|
حَناناً فَلولاكِ لَم أَعتَسِف | |
|
| فَلاةً وَلَم أَتَشَوّق مَزارا |
|
وَلا كانَ خَدِّيَ يَعفُو الرُسومَ | |
|
| وَلا سَيلُ دَمعِيَ يَسقي الدِيارا |
|