هاتِ الدموعَ فأنت شاعرْ ما للدّموع لديك آخِرْ
|
لم تلهم الأبراج قلبك بعض إلهام المقابرْ
|
ومن المقادر أن تعيش وأنت نهب للمقادرْ
|
فانضح زمانك بالدموع فأنت من بلواه خادرْ
|
يكفيك من نار الفجيعة أنّةٌ..تغني الحناجرْ
|
|
آهاتكِ الحرّى على جمَراتها تَفنَى القوافي
|
وأسَاكِ وهو مخلَّدٌ ضمَّته أجنحة الشَّغَافِ
|
ونشيدكِ الأبديَّ زيّافٌ كمخبول السّوافي
|
ورؤاكِ وهي زوارقٌ تهفو لمأْمون الضفافِ
|
دنيا من الآلام طفت بها ...وطهرك في الطوافِ
|
|
يا شاعر الموتى وعمرك لم ينضِّره الشبابْ
|
ملءُ التراب جماجمٌ فادفن حطامك في الترابْ
|
ولدى المقابر يا حزين صواب من فقد الصوابْ
|
فإذا سمعت سؤالها وعجزت عن ردّ الجوابْ
|
لا تجزعنّ فللْمنايا السّودِ أسرارٌ عجابْ
|
|
الشكّ دمّر أصغريك فهات من وحي اليقين
|
هذي الحياة طلاسم عزّت على المتعالين
|
يا ثقل ما حُمّلته...منها على مرّ السنين
|
لولا بقايا ظلمة في الروح ...من ماءٍ وطين
|
لبرئتَ من قيد الحياة وصرتَ ذكرى الذاكرين
|
|
هاتِ الدموع نسجتها في مقلتيكَ ...من الهوانِ
|
بالأمسِ أودعت الثّرى قلبًا تشيّعه المعاني
|
أوحى إليك على ظلام اليأْس خفّاق الأماني
|
بالأمس..واقلباه غابت خلف أستار الزمانِ!!!
|
واليوم...وافنّاه وحيُك من فجيعة أسمهانِ
|
|
فنٌّ من الألم الممِضِّ طغى على الأمل الممضِّ
|
ومناحةٌ في القلبِ تُفزعُ صمتها في كلِّ أرضِ
|
والدهر للروح المعذّب نابغيٌّ ليس يُغضي
|
عاشت كما شاء الطموح لها، فمن وثبٍ لخفضِ
|
وهوت كما تهوي الكواكب بعد إشراق وومْضِ
|
|
يا زهرة رفّت رفيف النّسْم في الروض المرَيعْ
|
هذا شبابك في الربيع...فهل بسمتِ إلى الربيعْ
|
جافَتْكِ أفراح الحياة وضمّكِ الألم الوجيعْ!
|
ما نفْع آفاق الوجود تضيقُ بالأمل الوَسيعْ؟؟
|
سيّان في شرع القضاءِ الشيخ..والطفل الرضيعْ!!
|
|
هذا شبابكِ في العيون الناظرات وفي الأثيرِ
|
ذوّبتِهِ نغمًا يرنّح شجوه سمع الطيورِ
|
والصورة الخرساءُ ملحمةٌ ... مخلّدة السطورِ
|
حجبت شجونك بابتسامٍ ليس من وحي السرورِ!!
|
كالواحة السجواء في أحشائها سرُّ الهجيرِ!!
|
|
يا مِزهرًا للفن كان صداه مشبوبَ النّواحِ
|
أطربتِ محزون الهوى..وأثرت محطوم الجناحِ
|
همسات قلبك حدّثت عما بقلبك من جراحِ
|
وعبير روحك خالدُ التطواف معبود النُّفاحِ
|
ما ضرَّ لو رحم القضاءُ ..فنام عن حرب الملاحِ؟؟
|
|
لم تُغنِك الدنيا بما ... أعطتك من شرف المتاعْ
|
..عن خافق صافي الوداد كرَيّق النور المشاعْ
|
والعمر .. لولا نعمة الأحباب ... والفن الصناعْ
|
كالزورق الهيمان ضلّ طريقه ...وخبا الشعاعْ
|
وقست عليه السافياتُ فمزّقتْ منه الشراعْ
|
|
مَثّلت دورك في روايتهم كما شاءوا ...عشيقهْ!
|
قَدَرٌ تمثّل مرتين ... على اختلاف في الطريقهْ
|
في شاشة الفن الجميل ...وشاشة الموت الصفيقهْ
|
أبكيكِ ...هل أُلْهمتِ أنّك بعد أيام ... غريقهْ؟
|
فنقصْتِ دورك في الخيال .. لتكمليه ... في الحقيقهْ؟
|
|
الجدبُ جدب الروح يا آمال ...لا جدب الصحارَى
|
والفنُّ فجر الخالدين ... يرطِّبون به القفارا
|
حُرموا النعيمَ الواقعيَّ ...فأجّجُوا للطينِ نارا
|
وتطّهروا ... فشُقوا على الدُّنيا ... وما عرفوا قرارا
|
هنئوا بأشواك الحياة وأطعموا الحمقى الثمارا؟
|