عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > صالح الشرنوبي > أوهام

مصر

مشاهدة
664

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أوهام

يا أيها الشاكي جفاه الرّقادْ
والدمع ذوب القلب في جفنِه
هذا هو الليل فحي السهادْ
ونادم الذكرى على دنّه
***
هذا هو الليل طواه السكونْ
في بردة لفّاء كالطّلسَمِ
لم تحترقْ إلا بنار الشجونْ
وزفرة المُلْتاعِ والمُغرَمِ
***
وسدْتَ آمالك بطن الثرّى
ولم توسِّد رأْسكَ المُثقلاوأظلمت دنياكَ مما جرى
***
أصبحت كالنجم طواه الأفول
ولم تزل منه بقايا شعاعْ
تهيمُ في الأفق عَراها الذهول
وعمرها رهنٌ بكفّ الضياعْ
***
الحب والأحلام في ناظريك
لمعُ سراب شاع في مَهْمهِ
والشعر والأنغام في مِسْمَعيْك
دنيا من الحرمان لاتنتهي
***
ضاعت لياليك على فقرها
من راحة القلب وصمت اللسانْ
ثم مضت نجواك في إثرها
صبابة تُلهِبُ كأْس الزمانْ
***
هذا الزمان الطِفْلُ في لهوهِ
أعمقُ فكرا من حجا الفيلسوفْ
حُرِمتَ ما تشتاق من صفوهِ
وعشت فيه كخيال يطوفْ
***
تسير مقهورًا إلى غاية
مجهولة المبدإ والمنتهي
وكم أراك الدهر من آية
أحالت المجفو كالمُشْتهي
***
الكون مسدول عليه ستار
من ظُلمة الغيب الذي لا يبينْ
يصارع الليلَ عليه النهار
والدهر يحتثُّ خُطَى الراحلينْ
***
يا للرياض الوارفات الظلال
تضمّ أفوافَ الزهور الرطابْ
لا يعرف الزّنبقُ معنى الكلالْ
ولا رضيعُ الطير معنى العَذَابْ
***
أتى عليها بعد صيفٍ شتاءْ
ومن ربيع العيش جاءَ الخريفْ
لم تستطع دفع عوادي الفناءْ
المارد العاتي لديها ضعيفْ
***
يا للقفار الثائرات الحزُون
المجدبات الساكنات السهول
الليل فيها مذبحٌ للمنون
والصبح فيها مسرح للذهول
***
ضفافُها ما ينسجُ الناظرُ
من ذروة أو غيلة أو فضاءْ
يسبق فيها القدم الخاطرُ
والحيّ والميتُ لديها سواءْ
***
ما بالُها لا تشتكي من جدوب
ولا يُذلّ الوحش فيها الظليمْ
الصوت صوت من شجٍ أو طروب
والريحُ ريحٌ من صبًا أو سَمُومْ
***
يا أيها الشاكي وقلبُ الدجى
حانٍ على الساهد والساهده
طارت بألحانك ريحُ الشجى
ولم تَغِبْ عنك رؤى الجاحده
***
تلك التي ضنت بنبع الحياهْ
يروي رياض الأمل الوارفِ
حال اسمُها الحائر بين الشفاهْ
خُرافةً في قصة الزائفِ
***
وأنت والكون بما يحتويه
تضيق بالكون وبالكائنينْ
وتحسب القفر الذي أنت فيه
جناية الميلاد والوالدينْ
***
رحماك ما هذا الذي تدّعي
إلا خداع اللهفة الجائعهْ
فاذهبْ إلى خالقك المبدعِ
وغنّه الأنشودة الضائعهْ
***
أنشودة الشك الذي لا يني
يوقظ فيك الثورة النائمهْ
ويطلق الألحان في الأرغنِ
فتستضيءُ الفكرة القاتمهْ
***
وتسبح الأوهام في كونها
مخبولة كالشبح الشارد
هي التي ربّتك في سجنها
فتُهتَ عن سوق المنى الكاسد
***
تعيش للفانين عيش الزّنيمِ
وأنت أنت السيد الآمرُ
في ملكك العلويّ فوق السديمِ
تحنو على أربابها عبقرُ
***
وحدتك الخرساءُ رمز الإله
وعمرك التائه سفر الزمن
وصوتك الباكي عليه صداه
قيثارة مفتونة بالشجن
***
ما للرياض الوارفات الظلال
وما لهذا القفر في عالمكْ
أنت الذي يعيش فيه الخيال
بضحك كالمجنون في مأْتمكْ
***
رفقا فلن يشقى بك اللاّحد
إن أنت أثقلت أكفَّ النّعاه
هذا القضاء القاهر الخالد
حتم على كل ضحايا الحياه
***
عيشك؟ ما أحلى وما أنظرا
إن أنت لم تأْسَ على الفائتِ
مضى ...فما أحراك أن تقبرا
ذكراه في مضجعها الصامتِ
صالح الشرنوبي

[إلى لحني الشارد]
التعديل بواسطة: السيد عبد الله سالم
الإضافة: الأحد 2012/03/25 12:29:43 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com