أذكى القلوب أسى أبكى العيون دماً |
خطبٌ وجدناك فيه يشبه العدما |
افراد عقد المنى منّا قد انتثرت |
وعقد عروتنا الوثقى قد انفصما |
شكاتنا فيك يا فخر العلى عظمت |
والرزء يعظم فيمن قدره عظما |
طوقت من نائبات الدهر مخنقة |
ضاقت عليك وكم طوقتنا نعما |
وعاد كونك في دكان قارعة |
من بعد ما كنت في قصر حكى ارما |
صرفت في آلة الصواغ أنملة |
لم تدر الا الندى والسيف والقلما |
يَدُ عهدتك للتقبيل تبسطها |
فتستقلّ الثريا أن تكون فما |
يا صائغاً كانت العليا تصاغ له |
حلياً وكان عليه الحلي منتظما |
للنفخ في الصور هول ما حكاه سوى |
هول رأيناك فيه تنفخ الفَحَمَا |
وددت اذ نظرت عيني اليك به |
لو أن عيني تشكو قبل ذاك عمى |
ما حطَك الدهر لما حطّ من شرف |
ولا تحيف من أخلاقك الكرما |
لُح في العلى كوكباً ان لم تلُح قمراً |
وقم بها ربوة ان لم تقم علماً |
واصبر فربتما أحمدت عاقبة |
من يلزم الصبر يحمد غبّ ما لزما |
واللَه لو أنصفتك الشهب لانكسفت |
ولو وفي لك دمع المزن لانسجما |
بكى حديثك حتى الدر حين غدا |
يحكيك رهطاً والفاظا ومبتسما |
وروضة الحسن من ازهارها عريت |
حزناً عليك لأن اشبهتها شيما |
بعد النعيم ذوى الريحان حين رأى |
ريحانك الغضّ يذوى بعد ما نعما |
لم يرحم الدهر فضلاً أنت حامله |
من ليس يرحم ذاك الفضل لارحما |
شقيقك الصبح ان أضحى بشارقةٍ |
وأنت في ظلمة فالصبح قد ظلما |