شَعشِع الكَأسَ مُترَعاً يا نَديم | |
|
| وَارتشفها مِن كَفِّ رِيمٍ رَخِيمٍ |
|
ذِي مُحَيّاً كَأَنَّهُ بَدرُ تَمٍّ | |
|
| في دُجى الشَعرِ فَوقَ غُصنٍ قَوِيمِ |
|
كَتَبَ الحُسنُ في مُحَيّاهُ خَطّاً | |
|
| رَقَمَ الوَشيَ فيهِ أَيَّ رُقُومِ |
|
فَبخَدَّيهِ رَوضُ وَردٍ نَضِير | |
|
| وَبِصُدغَيهِ غُصنُ آسٍ نَعِيمِ |
|
مَزَجَ الخمرَ لِي بريقَةِ فيهِ | |
|
| فاِرتَشَفتُ الرَحِيقَ مِن تَسنِيمِ |
|
قَد أَدارَ الكُؤوسَ لَفظاً وَلَحظاً | |
|
| وَسُلافاً مِن بِنتِ دَنٍّ قَديمِ |
|
عُتِّقَت في الدنانِ دَهراً فَرَقَّت | |
|
| وَاِستَحالَت عَن حِليَةِ التَجسِيمِ |
|
ما اِستَبانَت مِنَ الزُجاجَةِ لَولا | |
|
| ما طَفا مِن جُمانِها المَنظُومِ |
|
فَأَدِرها وَأملأ كُؤوسَكَ وَاشرَب | |
|
| غَيرَ ناسٍ بِها حُقوقَ النَدِيمِ |
|
في رِياضٍ سَقَتهُ مُزنَةُ سُحبٍ | |
|
| أَضحَكَت زَهرَهُ دُمُوعُ الغُيُومِ |
|
وَأَصيلٍ كَأنَّهُ مِن صَباحٍ | |
|
| غَيرَ أَن قَد غَدا رَقيقَ الأَدِيمِ |
|
تَظهَرُ الشَمسُ فيهِ طوراً وَتَخفى | |
|
| مِثلَ جِسمٍ مِن الغَرامِ سَقِيمِ |
|
أَظهَرَت لِلفراق وَجهَ اِصفِرارٍ | |
|
| مُعلِماً بِالوَداعِ وَالتَسليمِ |
|
فَبَكَت سُحبُها مِنَ البينِ خَوفاً | |
|
| وَاِنبَرى رِيحُها عَلِيلَ النِسِيمِ |
|
فَأَدِرها صَهباءُ تُذهِبُ هَمّي | |
|
| إِنَّها جَنَّةٌ لِدَفع الهُمومِ |
|