نَكَثَت وَحُقَّ لِعَهدِها أَن يُنكَثا |
مَرَضُ الجُفونِ بِذاكَ عَنها حَدّثا |
ضُعفُ العُهُودِ مِنَ الضِعافِ لَواحِظاً |
دِينٌ قَدِيمٌ لَيسَ بِدعاً مُحَدَثا |
إِن واعَدَتكَ فَشَأنُها أَلّا تَفِي |
أَو أَقسَمت فَسَبِيلُها أَن تَحنَثا |
بِالنَفسِ مَن أَرثِي لِرقّةِ خَصرِها |
لَو رَقَّ يَوماً قَلبُها لِي أَو رَثى |
أَبداً تُرِيكَ شَمائِلَ الشَكوى وَما |
مِن شَأنِ سُكرٍ أَن يَدُومَ وَيَلبَثا |
لِينَ المَعاطِفِ وَاحمرارَ الخَدِّ وَالن |
نَظَرَ المحيَّرَ وَالكَلام الأَخنَثا |
عَرَبيَّةٌ تُخفِي مَحاسِنَ لَو بَدَت |
لِلرّوم وَحَّدَ مِنهُمُ مَن ثَلَّثتا |
بدرَ الدُجى وَالشادِنَ المَذعُورَ وَال |
غُصنَ المَنعَّمَ وَالكَثِيبَ الأَوعَثا |
ما جُمِّعَت عَبَثاً بَدائِعُ حُسنِها |
لَكِن لِتَلعَبَ بِالعُقولِ وَتَعبَثا |
لَبِسَت حُلاها عُوذَةً لِجَمالِها |
خَوفَ العُيون وَما عَسى أَن تُحدِثا |
فَرَأيتُ شَمساً بِالكَواكِبِ قُلِّدَت |
وَهِلالَ تَمٍّ بِالثُرَيّا رُعِّثا |
خُضتُ السُيُوفَ فَما رَأَيتُ كَلَحظِها |
أفرى لِحَبّاتِ القُلُوبِ وَأَفرَثا |
وَلَقِيتُ أَهوالاً فَلَم أَرَ كَالنَوى |
لِحَشايَ أَنكى أَو لِعَهدِيَ أَنكَثا |
لا كانَ يَومَ فِراقِنا مِن مَوقِفٍ |
ما كانَ أَكرَبَ لِلنُفوسِ وَأَكرَثا |
يا مَن بَعَثتُ لَها بِرُوحي طائِعاً |
وَأَبَت بِطَيفِ خَيالِها أَن تَبعَثا |
صَرَّحتُ بِالشَكوى وَإِن لَم تَسمَعِي |
لا بُدَّ لِلمَصدُورِ مِن أَن يَنفَثا |
ما لِي أَجِدُّ صَبابَةً وَتَشَوُّقاً |
وَتَلاعِبِينَ تَمَاجُناً وَتَخَنُّثا |
صَيَّرتِ جِسمِي لِلسّقامِ مُوَرَّثاً |
وَتَرَكتِ قَلبِي بِالغَرامِ مُؤَرَّثا |
فَشُغِفتُ فيكِ مَعَ الشَبابِ تَطَرُّفاً |
وَسَلَوتُ عَنكِ مَعَ المشِيبِ تَحَنُّثا |