عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > صالح الشرنوبي > حرمان

مصر

مشاهدة
681

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حرمان

يا نديمي هات الأباريق هات
إنّ يوم الصفاء ليس بآتِ
كان حيًّا فبات. إذ شرّد الدّه
ر خطاه. مكفّنا بحياتي
يا نديمي ماذا تُرجّى من الع
ن سوى أن تفيض بالعبراتِ
صبغة الله إنها ربةُ الجم
ر وأني أهيم بالجمراتِ
لا تدعني إن شئت نسيان همّي
واسقنيها خُلديّةَ النّشواتِ
هاتها كالنسيم أطلقه الفج
ر رخيًّا معطّر النفحاتِ
هاتها نجمةً مشعشعة اللّم
ح وأُفقاً مُضوّأَ الجنباتِ
هاتها لذةً كهمس العذارى
في ظلال الأحلام والصّبواتِ
أقسمَ الجامُ ما لديه سواها
رقرقتها روائح الجنّاتِ
هاتها هاتها. فقد عمي اللّي
ل ونفسي من عالم الظلماتِ
لا يَضِركَ السّهوم في نَظراتي
والأنين المنسابُ في كلماتي
فأنا ابنُ الحرمان: زَهريَ شَوكٌ
ورياضي جَواحِمُ الفلواتِ
***
هاتِ لي من شفاهها قبلات الطّيْ
ر تروي مراشف الواحاتِ
باركتها العصورُ من عهد باكو
سَ فكانت تميمة الآلهاتِ
هي في خاطر الزمان عجوزٌ
وهي في خاطري شبابُ الحياةِ
هي ديرُ النّسيان. راهبة الدّنِّ
صلاة الأرواح في الخلواتِ
رقَصَتْ فوق صدرها شُعَلُ النّو
ر حَبَاباً مُفَوّفَ القطراتِ
واستدارت كالعين تُعشي وتُنْ
شي بلحاظٍ مسحورة اللمحاتِ
هاتها يا نديم كالرّشإ النا
ئم في مضجعٍ من الزهراتِ
واسقنيها. أنا الشباب المولّي
شادَ دنيايَ هادم اللّذّاتِ
ودعِ الناس ما أضلَّ حجاهم
وعليهم خوالدُ اللعناتِ
تاه عقلي فلا أقلّ من النّس
يان أرجوه كي يطول سُباتي
***
إيهِ يا ساقيَ المجانةِ واله
و تظنّ الغرثانَ كالمقتاتِ
ما دهتك السّنون مثلي فعجّل
بذهاب لضائعي السكراتِ
هاهو المال في يديك فنادمْ
هُ سراباً يعجُّ بالتّرّهاتِ
لستُ عبداً له وما كنتُ عبدا
لإلهٍ مُبَهرج الآياتِ
أنا عبدُ الجمال والفكر والخيْ
ر وعبد الحقائق الخالداتِ
أنا عبد العقل المغلّف بالصمْ
ت وإن كان ناطق المعجزاتِ
في الصحارى تفيض بالعزم
صمّاء لديها الأحياءُ كالأَمواتِ
والروابي تفيض بالشعر فيْ
حاء تروّي الأشواك كالورداتِ
كل ما في الوجود سحرٌ وفنٌ
وانطلاقٌ من جائر الرّاحاتِ
غيرُ هذا السجين في الأضلعِ
الجُوفِ طريدِ المقادرِ الجانياتِ
حَسِبَ الناسَ من قلوب فجازَى
سيئاتِ الطّغام بالحسناتِ
فإذا هم يَشرون أيامه البي
ض بأيامِ جدْبه الحالكاتِ
ضلّةً للأنام ما زال فيهم
أثرٌ من مجارمٍ سالفاتِ
ليتهم يذكرون يومَ أَبيهم
إذ أضلّته أوّلُ الحيّاتِ
أطعمته تُفّاحةً حرمته
من ظلالِ الفرادس الوارفاتِ
ليتهم. ليتهم. وما أضيع العم
ر إذا ما وهبتهمْ أُمنياتي
ليتني قد جهلت أنّيَ حيُّ
لأُقضّي الحياة صافي الحياةِ
أنا أمشي في الناس بائع خُبز
زاهدا فيه قانعاً بالفُتاتِ
***
يا نديمي أترع كؤوسك جمرا
فيه ريُّ الشفاه واللّهواتِ
طُرح القيد فانطلق بيَ هوناً
نتنسّمْ عواطرَ الخَطَراتِ
وارْأمِ النفس صفحةً أثبت الل
ه عليها ما شاء من لوحاتِ
إن نفسي شوهاءُ من أثر الحز
ن فَرَقْرِقْ تميمة الجلواتِ
واغتبق نورها على ذكر آمالٍ
طوتها مجاهلُ الذكرياتِ
إنما هذه الحياةُ تهاويلٌ
نَمتها الأيامُ مُختبلاتِ
فاطْوِ سفرَ الحياة زهراً وخم
راً واهْتبلها رنّانة الضحكاتِ
جهل الناسُ لا دواءَ سوى الكأْ
سِ تُريني مآتم النائباتِ
مَنْ مُجيرُالشّاكي سواها ومن غي
ري من الناس نابغيُّ الشكاةِ
هاتها باسم فكرةٍ شَرَدتْ عن
ي وأمست في ذمّة السافياتِ
أو مجالٍ فينانةٍ في خيالي
مزقتها فواتكُ الثوراتِ
أو نعيم عبّتْ لياليّ منه
خمرَ وصْلٍ يتيه بالقبلاتِ
أو جحيمٍ شأي الجحيم عذاباً
من جحود وحرقةٍ وشتاتِ
***
هاتها باسم حُلوة الوعد والدّ
ل وسرّ القيثار والأغنياتِ
آه يا صا حبي وأوّاه ممّا
خلّفته للقلب من آهاتِ
سهّدتْني واستسلمت لمنام
هَنِئتَْ فيه بالرّؤى الهانئاتِ
كم نعمنا بالوصل يهزأُ بالده
ر حئيث التّسيار والخطواتِ
لا حدود المكان تأسر روحي
نا ولا دائرٌ من الأوقاتِ
كم طوينا الضفاف وهنانة الرّ
مل نهزّ الضفاف بالخطراتِ
وطوينا الموجات روحين طفلي
ن نريق الحديث كالموجاتِ
ليل طفل وطفلة عبقريّي
ن يهيمان بالصفاءِ المواتي
عربدت في قلبيْهما نشوة الح
ب وكم للغرام من حاناتِ
وشراع السفين تكسوه الريح
فيسري على هدى الزهرات
والمجاديف عُطّلت غير ساقين اس
راحا إلى لذيذ السباتِ
أنت سكرى بخمرة الشعر ينسا
ب حنينا مرفّه الآهاتِ
وأنا الشاعر المغرّد في دوْ
حك عفُّ الألحان والنغماتِ
يتهادى خدّي على خدّك
الورد يناجيه عاشق النسماتِ
نهبُ الكون قبلةً يسجد الث
غر لديها مطّهر الصلواتِ
ثم نغني في الكون أقدس رو
حين. لنحيا في عالم السّبحاتِ
طُهرنا ديننا وللناس أديا
ن وبعض الأديان من شهواتِ
نتمنى على الزمان الأماني
معجزات تُخالُ في الممكناتِ
أين مني يا أخت أطيافها ال
حور وأين الشريد من ليلاتي
حدثيني عنها فقد غلّل ال
هجر لساني وجفّ من زفراتي
آه من ذاهب شقيت بذكراه
وأوّاه من مخافة آتِ
إن تعودي إليّ تبسم حياتي
وإذا غبتِ ليس لي من حياةِ
صبواتي ضاعت فردّي عليّ
اليوم ما تكنزين من صبواتِ
واعذريني وقد بخلْتِ إذا طا
لت على نضرة الصبا حسراتي
***
يا نديمي أفرغ مدامك إن شئ
ت وهبني ما عفت من كاساتِ
ها هو الفجر فاستفق يا أخا الفج
ر ودعني أعش مع الظلماتِ
وإذا ما سئلت عني فحدّث
عن شباب سلواه من آفاتِ
واعفُ عني إمّا فقدت رَشادِي
وحرمتُ المرجوَ من يقظاتي
فأنا ابن الحرمان. زهري شوك
ورياضي جواحم الفلواتِ
صالح الشرنوبي

[إلى زمني]
التعديل بواسطة: السيد عبد الله سالم
الإضافة: الجمعة 2012/03/30 08:40:04 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com