معاهدة تذكاري سقتك الغمائم |
ملثا متى يقلع تلته سواجم |
تعاهدك الانواء سح بعاقه |
فسوحك خضر والوهاد خضارم |
إذا أجفلت وطفاء حنت حنينها |
على قنن الأوعار وطف روازم |
ولا برحت تلك الرياض نواضرا |
تضمخها طيب السلام النسائم |
تصافحها بالزاكيات أكفها |
فيحسب فيها والرياض تراجم |
معاهد شط البعد بيني وبينها |
وحل بقلبي برحمها المتقادم |
تزاحم في روعي لها شوق واله |
وصبر وآن الصبر أن لا يزاحم |
اذا لاح برق سابقته مدامعي |
وليت انطفاء البرق للغرب عاصم |
لئن خانني دهري بشحط معاهدي |
فقلبي برغم الشحط فيهن هائم |
وان هيام القلب فيها وقد نأت |
وسائل في شرع الهوى ولوازم |
فيا لفؤادي ما التباريح والجوى |
فعلن إذا ازدادت عليه اللوائم |
على ان ذكر النفس عهدا ومعهدا |
امض بها مما تمج الأراقم |
خليلي في أعشار قلبي بقية |
اضن بها ان ناوحتها الحمائم |
خذا عللاني عن أحاديث جيرتي |
فاني بحب القوم ولهان هائم |
ولا تسلما عقلي الى هيمانه |
فذكرهم عندي رقى وتمائم |
نزحت وفي نفسي شجون نوازع |
اليهم ونازعت الأسى وهو خائم |
فكم جعلت نفسي تطالب صبرها |
بنصر فيأبى الصبر الا التناوم |
يقوم فيعروه التياع مبرح |
فينكص وهناً فهو يقظان نائم |
على غردان الايك مني تحية |
كما هيمنت ريح الصبا والبشائم |
أثارت رسيسا في الفؤاد بما شدت |
ففاض به من ماء جفني راسم |
خليلي ما تذكار ليلى لبانتي |
أقامت بنجد أو حوتها التهائم |
ولا ربعها العافي عليه تناوحت |
صبا ودبور أو بكته الغمائم |
تهادى به الآرام والعفو رتُعا |
كما تتهادى البهكنات النواعم |
ولا شفني حب لغيداء كاعب |
كما ارتاع خشف في الخميلة باغم |
ولكن شجاني معهد بان أهله |
فبان الهدى في أثرهم والمكارم |
توشح منهم بالنجوم فمذهوت |
تعمت على أهل البلاد المعالم |
تمادت به العلياء ترفع شأوه |
بما أثلث فيه السراة الأكرام |
لعمري لنعم المعهد المهتدى به |
وقد ملأ الدنيا ظلام وظالم |
هو المعهد الميمون أرضا وأمة |
وان زمجرت للجور حينا زمازم |
هو المعهد الممطور بالرحمة التي |
سقت من امام المرسلين المراحم |
سيكثر ورادا على الحوض أهله |
اذا جاء يوم الحشر والكل هائم |
لقد صدقوا المختار من غير رؤية |
وتكذيب جل الشاهدين مقاوم |
أولئك قومي باركتهم وأرضهم |
بدعوة خير العالمين المكارم |
ومن شعب الايمان حب يشفني |
تجاذبه تلك الديار الكرائم |
عقدت بها أنس الحياة وطيبها |
وان شردت بي للبعاد هوازم |
ولو صارفتني في محبتها الدنا |
رضيت بها منها وما أنا نادم |
واني ولبس الدهر جلدة أجرب |
تجاهي وآمالي محال محارم |
ومر الليالي كالحات عوابسا |
علي كأني للكوارث جارم |
تجشمني والصبر بيني وبينها |
أفاعيلها فيمن عدته المآتم |
وحنكي صروف الدهر حتى تبلدت |
وأبصرت ما أخفين والجو قاتم |
وأعجزني أن أستطيع مطالبي |
من الله ما لم تمتلكه العزائم |
لأعلم أن الخطب يصبح آزما |
ويمسي قد انحلت عراه الأوازم |
الى كم يلز الدهر نفسي بلية |
ويقطعني عما تريد العظائم |
وما جشأت حينها لهول ينوبها |
ولكن من الأقدار مالا يقاوم |
أحاول أمرا لونبا السيف دونه |
لما عيب والأقدار عنه تصادم |
أيغمدني كالسيف دهري عن العلى |
وما حُمدت قبل الفعال الصوارم |
وما همة المقدام الا مضاضة |
اذا منعتها عن مناها الشكائم |
أيكبت همي خامدا غير حامد |
له العدل أمرا وهو في النفس جاحم |
وأصبر نفسا مرة لاذمارها |
حمته ولا انقضت عليه اللهاذم |
ويقدح زند الروع من زاد همه |
كهمي وأقوى ما لزندي ضارم |
كفى حزنا أن أحسو الموت ليس في |
جناحي خواف للعلى وقوادم |
ويركب ظهر الروع حر غشمشم |
ويقطعني عما امتطاه القوائم |
ويأتدم العداء لحمي مهنئا |
وما مرئت للصائدين الضراغم |
ائن لفجت كفي بتشتيت طولها |
الى حيث احساب الرجال تزاحم |
يلم علي الدهر اعزاق سوقه |
سفاها كما التفت علي السماسم |
أيهزل هذا الدهر أم جد جده |
وهل سروات المجد فيه مغانم |
وهل عرقه وجه السري نقيبة |
تزين وهل بخس الكرام مكارم |
أينهض أهل الله والحق عندهم |
ونصري محصور وهمي عاسم |
وما ورق الدنيا مراعي عزيمتي |
اذا أمرعت روض الدنايا العزائم |
وفي النفس هم فضفض الصدر لاعج |
تساور ادراكي مداه الصيالم |
وأطول ما أقضي به أقصر المنى |
خيال اصطبار بينها لو يلازم |
فيالهفا اما قضيت وما قضت |
حقوق معاليها الهموم العوارم |
وما النازع المقصود فارق أرضه |
يحن وفي شد الحبال القوائم |
إذا لاح برق نازع الحبل سادما |
فيكبو على اللبات والحبل لازم |
بأوسع حزنا من بقية مهجتي |
وان قلت اني الصابر المتحازم |
أفارق في أفريقيا عمر عاجز |
وبي كيس كالطود في النفس جائم |
كأني كهيم الطبع أو قاصر الوفا |
أو الخصم مظلوم أو الحق ظالم |
وتسري سيوف الله في جنب خصمه |
بايمان أمجاد وسيفي نائم |
تجردها لله أسد أبية |
توادد في ديانها وتصارم |
وترمي بقايا الصالحين نجيعها |
فتمسحها حور الجنان النواعم |
ويغنم أهل (النهروان) شهادة |
وما هي الا طعنة فالمغانم |
يبيعون دنياهم بمرضاة ربهم |
وان لامهم في مطلب الحق لائم |
واقعد مخشوشا على مبرك الونى |
ويحكمني عن غاية القوم حاكم |
أليس احتساء الموت أحجى بحالتي |
على أن بيني والمنايا تلازم |
ينادي لاحدى الحسنيين مؤذن |
واقعد عن تأذينه أتصامم |
أدون فتوح النصر ترضى دنية |
وهل في سوى الفردوس يخلد نائم |
وهل حمدت في الأرض بعد (محمد) |
وأصحابه الا الشراة الصماصم |
وهل فاز بالعلياء الا مصمم |
تهون لديه المزعجات الجسائم |
اليكم أسود الله مني تحية |
يمور بها فلك وتحدو رواسم |
اليكم صناديد الغبيراء مدحة |
لها في ذرى السبع الطباق دعائم |
اليكم ليوث الاستقامة مدحة |
لها في الكروبيين قدر مزاحم |
أخذتم بأمر الله قلبا وقالبا |
وشاهدكم نصر من الله قائم |
وكافحتم عن عزة الدين خصمها |
فعزت وأس العز تلك الملاحم |
وقام لأبناء الحنيفة معقل |
بنته لهم تلك القنا والصوارم |
وقمتم بحكم القسط حتى تشعشعت |
بأنواره بيد الفلا والعواصم |
وصادرتم الأخطار في نصر ربكم |
وهانت عليكم في الجهاد العظائم |
ضمنتم قيام العدل لله حسبة |
فقام بحمد الله والجور راغم |
ذكرتم عهود الصالحين واحدقت |
بوائق دهر نكرها متفاقم |
فآثر تم ما آثرت سنة الهدى |
وغيرتم بالسيف ما الله ناقم |
على الأمر بالمعروف والنهي منكم |
عن المنكر اشتدت لديكم شكائم |
عرتكم لأخذ الحق لله غيرة |
فآضت بفتح والثواب المغانم |
وقفتم وسيل الظلم طام وطالما |
بأزمائها باتت لنصر حوائم |
فباء بحمد الله بالخزي خاسئا |
لداهية تنقد منها الحيازم |
وابتم وحد السيف بالعدل بارق |
يبشر أن الحتف للظلم داهم |
نعم ثبتت أقدامكم وقلوبكم |
فولت أمام الحق تلك المظالم |
وخابت أماني البغاة مهيضة |
وقامت على قرن الشقاق المآتم |
وأصبح سيف الله في كف دولة |
لها مدد من ذي الجلال وعاصم |
فما خام عنها غير نكس منافق |
كما قام فيها أروع النفس حازم |
وأصبح سلطان الشريعة ثابتا |
له عمد في تخته ودعائم |
على بيضة الاسلام قر أساسه |
وطائره فوق السماكين حائم |
وكانت ( عمان) الجور ملء أهابها |
مجامل غفلا ليس فيها معالم |
فأشرق نور الله في عرصاتها |
الى أن أضاءت من سناها العوالم |
وكانت حميات الرجال تحزبت |
فأصبح كالعقد الشتيت العماعم |
وصار جهاد المعتدين مشاعرا |
يحج اليها المقسطون الأعاظم |
منظمة ألبابهم وسيوفهم |
ونياتهم والحق للكل ناظم |
يؤلفهم ايمانهم واحتسابهم |
كمؤتلف الأنصار والدخل عارم |
فجمعهم فرد وفردهم به |
غناء إذا كرَّ اللهام الخضارم |
هنيئا للأهل الحق صدق انتصارهم |
ويقظتهم في الله والدهر نائم |
وفوا بوصايا الله في السخط والرضا |
كراما وأفعال الكرام كرائم |
فما حصروا في موقف الحق لمحة |
ولا وسعوا ما ضيقته المحارم |
ولا ختلبتهم زهرة العيش في الهوى |
ولا زينتهم في المخاري العمائم |
ولا حسدوا من نعمة الله ذرة |
اذ الفضل مقسوم وذو الفضل قاسم |
ولا احتقروا ذا القدر في منصب التقى |
ولو زهدت للفقر فيه العوالم |
ولا داهنوا في الدين من أجل مطمع |
يسيل به أنف من الكبر وارم |
تراموا على القرآن شربا بمائه |
فأصدرهم والكل ريان هائم |
مقدسة ألبابهم ونفوسهم |
وأفعالهم والمنتحى والعزائم |
لهم قدم في الاستقامة ثابت |
وهمّ على الاخلاص لله قائم |
وأيد عن الدنيا قصار قواصر |
وفوق أعاديهم طوال قواصم |
تمر بهم حالان للبؤس والرخا |
وفيهم على الحالين وقر ملازم |
ومن أذهلته طاعة الله أثرت |
عليه فلم يحفل بحال تصادم |
بأنفسهم شأن الى الله وجهه |
شديد القوى تنبو عليه الصوارم |
تجاذبهم وجهان وجه من الرجا |
نضير ووجه بالمخافة ساهم |
اذا خالفوا فالمسك طارت به الصبا |
وان أفضلوا فهي اللجاج العيالم |
وان حاربوا تستبشر الحرب منهم |
لأن قراهم للحروب الملاحم |
لهم في سبيل الله جد ونجدة |
وثبت لكبات الوغى وصرائم |
واقدام ضرغام اذا البهم أحجمت |
وصخت بأذان النجوم الهماهم |
وتشبيههم بالأسد تقريب ناعت |
وشتان أقمار الهدى والبهائم |
لقد وثبوا حياهم الله وثبة |
رمى الكفر منها المخزيات القواصم |
وشدوا بعزم الرسل لله غيرة |
على قدر أهل العزم تأتي العزائم |
فباءوا ونور القسط للجور باهر |
عزيز وتيجان الضلال مناسم |
وللحق أعناق البغاة خواضع |
واذرعهم في بطشهن معاصم |
وأبطال خيل الله تحكي أهلة |
من الظفر الميمون منها المباسم |
وألوية التحكيم تنشر عزها |
وتدعو الى حكم به الله حاكم |
وفتح (امام المسلمين) وقهره |
وسلطانه لا ينتحي عنه عاصم |
وخيل جنود الله تصبح شُزَّبا |
بثارات "عزان بن قيس" تصادم |
ومن همها ثأر"الخليلي" انها |
اذا ذكرته طيرتها العزائم |
أتذهب ادراج الرياح دماؤه |
ولا كدم العصفور ما فيه قائم |
وتعبث فعل الرافضي بوجهه |
ولألاء ذاك الوجه في العرش ناجم |
ويدفن حيا لا جريمة تقتضى |
سوى أنه بالحق لله قائم |
أليس من الغم المميت وقوعها |
وطرف ولي الثأر في الأمن نائم |
وتنسى قلوب المؤمنين مصابة |
وللآن منه في السماء مآتم |
ألا فاغضبي يا غارة الله ولتقم |
نوادبه سمر القنا والصوارم |
ولا تتركي ثأر المرزء حبرنا |
" سعيد بن خلفان" لمن هو خائم |
فان خام عنه وارتضى الضيم ملبا |
وسالم فالأيمان ليس بسالم |
ليحتكمن الله أخذا بثأره |
ويعجز عند الاحتكام المقاوم |
فلا تحسبوا أن الدماء مضاعة |
اذا سفكتها في هواها المظالم |
وان ضيعتها أهلها فحقوقها |
يغار لها للعدل بالقسط قائم |
خذي يا خيول الله في كل مرصد |
بحملة غيظ تتقيها الصلادم |
ولا تتناسي سيرة الحبر "صالح" |
فسيرته للمهتدين معالم |
قضى دهره لله محتسبا له |
ومات شهيداً والقذائف ساجم |
وما ساءني أن أكرم الله وجهه |
بموت رجاه الطيبون الأكارم |
تأسى بقوم بالشهادة أكرموا |
لهم موطن في جنة الخلد دائم |
وما قصرته همة عن مقامهم |
الى أن تولى والتراث المكارم |
فهل عند "عيسى" أن يقوم مقامه |
وهل عنده أن القعود محارم |
وهل عنده أن الجهاد فريضة |
وقد وضح الامكان والخصم خائم |
وهل عنده أن المقدر كائن |
وان وقوع الحتف بالمرء لازم |
وهل عنده أن المعالي صعبة ال |
مراقي وأهلوها السراة اللهامم |
وهل عنده أن الحدود تعطلت |
وان حقوق المسلمين عنائم |
وهل عنده أن المناهي أكرمت |
وناب أعادي الله في العرف آزم |
وهل عنده للاستقامة نصرة |
وقد هجمت للقاسطين الهواجم |
وهل عند "عيسى" أن للفرض عادة |
قديمة ذكر جددتها المقادم |
وفرض على ذي الفرض عادة فرضه |
اذا لزمت حامي الذمار اللوازم |
فدى لك نفسي يا ابن" صالح" قم بها |
فانك للسيف الأباضي قائم |
تجرد لها واذكر وقائع "صالح" |
ودونك أسلاف كرام ضراغم |
وخذ من قلوب المؤمنين بشعبة |
فان قلوب المؤمنين صوارم |
أناديك للجلى وأنت شهابها |
وقمقامها ان أعوزتها القماقم |
فخذ من "امام المسلمين" بضبعه |
فمثلك من تدعو الأمور العظائم |
ولا تلق للتنفيذ أذنا فانه |
له بيعة صدق وقدر ملازم |
وأنت بأحكام الامام وحقه |
عليك وأحكام الولاية عالم |
وقد أمكنتكم فرصة لقيامكم |
وكم رامها من قبل ذا الوقت رائم |
فلا تهملوها بعد أن جد جدها |
وقام بها حسب الشريعة قائم |
ألا فالزموها سنة وجماعة |
وقد طالما حنت اليها العوالم |
وعضوا عليها بالنواخذ جهدكم |
ففيها بدايات الهدى والخواتم |
يكن جهدكم فيها دليلا لنهضة |
لأزكى صفات الصطفين تلائم |
وان لكم فيمن هدى الله أسوة |
وان هداكم للعباد معالم |
وانكم للصالحات أدلة |
وانكم للمرتقين سلالم |
وان للأباضيين في الأرض حجة |
على الناس ذي جهل ومن هو عالم |
وان الذي وفى بشرعة دينكم |
ومات عليهم فهو لا شك سالم |
وان أمام المسلمين على هدى |
مخالفة باغ على الحق ظالم |
امامته حق وفرض اتباعه |
على ساكني المصر العماني لازم |
وان الذي وفى بطاعة أمره |
ولي والا فالعدو المخاصم |
وهذا اعتقاد فوق كل مكلف |
له من أصول الدين قطعا دعائم |
لقد شكر الله الذين تعاونوا |
على البر والتقوى وفي الله قاوموا |
وحسب الامام المهتدي من كرامة |
بأن قام والدنيا جميعا تراغم |
ومن يكن المنصور من عند ربه |
وقاومه المخلوق ذل المقاوم |
امام الهدى أن ينتضي الدين سيفه |
فأنت له حد ونصل وقائم |
أبرر فيك الحمد واللسن أخرس |
وأبسط فيك المدح والعي واقم |
واسترشد الأفكار فيك فأنثني |
بأوضح أفهامي كأني واهم |
وهيهات لم تبلغ بدائع مدحتي |
لفضلك الا حيث تعي التراجم |
وانى لما أرضى لمدحك كاره |
لأنك للدنيا جميعا مصارم |
ولكن حر القول ينحو مقره |
كما أن للتيجان تنحو اليتائم |
وما انتقي التمجيد فيك وانما |
إليك اهتدى حر الكلام الملائم |
يسابق فيك الحمد قبل انتقاده |
وهذا لأن الحمد فيه مكارم |
ولست بأقصى الحمد فيك مموها |
الى العرض الفاني بشعري أزاحم |
ولكن رأيت الله يمدح أهله |
ومن فضله بدء العطا والخواتم |
هداهم اليه ثم أثنى عليهم |
وذلك في احسانه متلازم |
وحمد ولي الله عين ولاية |
وتوقيره فيض من الله ساجم |
فكل رجائي بالثناء عليكم |
ذخائر عند الله لي ومغانم |
وأسنى حظوظي أن أوفق معية |
وحب الى يوم القيامة دائم |
فان محب القوم لا ريب منهم |
قسيمهم ان مغنم أو مغارم |
أحاول فوزا من حياتي بقربكم |
يراعي وسيفي والنهى لك خادم |
وانى لدهر صدني عنك شانئ |
وحتى متى من صرفه أنا واجم |
ادبر حزم الرأي في حل قيده |
وهيهات أعيا منه عي وحازم |
واني أشيم البرق من حيث نفعه |
وانك أجدى بارق أنا شائم |
وسرك بالتفريج أوحى مؤمل |
وان سدت الأبواب دوني البوازم |
فصل يا ولي الله وصلي بخطرة |
على القلب لا تبقى عليها الأوازم |
فان قلوب الأولياء فواعل |
لا بحر نور الله فيها تلاطم |
محل تجلي الحق مشكاة نوره |
له وسعت اذ لم تسعه العوالم |
فلا بدع من تأثيرها حيث أثرت |
ولو حييت منها العظام الرمائم |
واني بحمد الله فيك لمخلص |
ولو خاصمتني في الولاء الخواصم |
ومالي وللأعداء جاشت صدورهم |
وغصت بما تحوي الصدور الحلاقم |
على أنني واليت في الله أهله |
وعاديت من نيطت عليه المآثم |
ومن لهم أن أخذل الحق ظالما |
ويظفر مني بالولاية ظالم |
وهذا محال لا ينالون نيله |
ولو ضغمت جسمي عليه الضياغم |
"يديرونني عن سالم وأريغه" |
وجلدة بين العين والأنف سالم |
ولو نصبوا جسمي وجروا جيوشهم |
لرفع حياتي لم ترعني الجوازم |
وما آنس الأعداء مني هشاشة |
أبى الله لا حيث تدعو المكارم |
وكم عجموا عودي على الدين فانثنت |
كلالا عن المر الصليب العواجم |
ولولا المقادير التي عزت القوى |
وما اكتسبت مني الخطوب الغواشم |
نذرت حياتي تحت ظل لوائه |
وأحرزت خصلي اذ تحز الغلاصم |
ولم يك قسمي غير ضربة قاضب |
اذا قسمت فوق الفروق الصوارم |
أو الطعنة النجلاء ترمي نجيعها |
تفوز بها مني الطلى واللهازم |
وتلك لعمر الله أبخس قيمة |
لرضوان ربي يوم تعطى المقاسم |
بحب (أمير المؤمنين ابن راشد) |
أدين وأنف الخصم خزيان راغم |
محبة من باع الضلالة بالهدى |
يبيع ويشري مؤمنا ويساوم |
محبة من لا يتقي الموت مسلما |
يحارب في دين الهدى ويسالم |
إليكم عباد الله مني نصيحة |
يبررها قول من الله جازم |
أحقاً تقاعدتم بها وهي دينكم |
وخارت عن العز المقيم العزائم |
أحقا ًعباد الله بعض سيوفكم |
لدعوة أهل الاستقامة حاسم |
أحقا عباد الله بعض قواكم |
لقوة عباد الصليب دعائم |
أفي عزة الطاغوت يشهر مؤمن |
حساما وتهوي في أخيه اللهاذم |
أحقا عباد الله أن خياركم |
تناصب قوام الهدى وتقاوم |
سيوفكم يا قوم سيفان خاذل |
لحق وسيف في المحقين خازم |
أيهدم ألف ما بنى الفرد منكم |
وكيف بناء الفرد والألف هادم |
ويا أسفا أن تهشم العقر فتنة |
زبون وتزجيها رجال معاصم |
عرفناهم بالخير حينا فمذ بدت |
سرائرهم لم تبد الا الأراقم |
نصبتهم الدنيا فكانوا سباعها |
وصيدهم منها الذميم المصارم |
تمنيتم أن يظهر العدل لمحة |
فلما بدا شدت عليه الضياغم |
أفي العدل حيف أم من العدل ذلة |
عليكم وكل العز للعدل لازم |
وكيف يعادي العدل من همه التقى |
ولكنه بغي بكم وتعاظم |
هممتم بأمر والرزايا تنوشه |
ويعقبها عدل من الله قاصم |
فيا فتنة عظمى تحرشتم بها |
تقضكم أنيابها والملاهم |
فما تنتهي الا وللبغي صرعة |
وحد حسام الله في البطل حاكم |
وتنصر أهل الله غيرة ربهم |
وأين اذا غار الاله المقاوم |
ويعلو (امام المسلمين ) بعدله |
عزيزا وميزان الحنيفة قائم |