يا عَينُ سحّي بِدَمعٍ وَاكِفٍ سربٍ | |
|
| لِحامل الفَضل وَالأَخلاق وَالأَدَبِ |
|
بكَيتُ إِذ ذُكِرَ المَوتى عَلى رجلٍ | |
|
| إلى بَلِيٍّ مِن الأَحياء مُنتسبِ |
|
عَلى الفقيه أَبي بَكر تَضمّنه | |
|
| رَمسٌ وَأعمَل سَيراً ثُمَّ لَم يؤبِ |
|
قَد كانَ لي مِنهُ ودّ طابَ مَشرَعُه | |
|
| ما كانَ عَن رغَب كلّا وَلا رَهبِ |
|
لَكن وَلاءً عَلى الرَحمن مُحتَسباً | |
|
| في طاعَة اللَه لَم يُمذَق وَلَم يُشَبِ |
|
فَاليَومَ أَصبَح في الأَجداث مُرتَهَناً | |
|
| ما هَزَّت الريحُ أُملوداً مِن القُضبِ |
|
إِنّا إِلى اللَه مِن فَقد الأَحبّة ما | |
|
| أشدّ لَذعاً لِقَلب الثاكل الوَصِبِ |
|
مَن للفضَائل يُسديها وَيُلحِمها | |
|
| مَن للعُلى بَينَ موروث وَمُكتَسبِ |
|
قُل فيهِ إِمّا تَصِف رُكناً لِمُستَنِد | |
|
| رَوضاً لِمنتجع أُنساً لِمُغتَربِ |
|
باقٍ عَلى العَهد لا تَثنيه ثانِيَةٌ | |
|
| عَنِ المَكارم في وِرد وَلا قُربِ |
|
سَهل الخَليقة بادي البِشر منبسط | |
|
| يَلقى الغَريب بِوَجه الوالد الحَدِبِ |
|
كَم غيّر الدَهر مِن حال فَقَلّبها | |
|
| وَحالُ إِخلاصه مُمتدّةُ الطنُبِ |
|
سامي المَكانة مَعروفٌ تقدّمه | |
|
| وَقَدرُه في ذَوي الأَقدار وَالرتبِ |
|
أَكرِم بِهِ مِن سَجايا كانَ يَحمِلُها | |
|
| وَكُلّها حسن ينبيك عَن حَسَبِ |
|
ما كانَ إِلّا مِن الناس الأُلى دَرجوا | |
|
| عَقلاً وَحلماً وَجُوداً هاميَ السحبِ |
|
أَمسى ضَجيعَ الثَرى في جنب بَلقعةٍ | |
|
| لَكن مَحامده تَبقى عَلى الحُقبِ |
|
لَيسَت صَبابَةُ نَفسي بَعدَهِ عَجَباً | |
|
| وَإِنَّما صَبرُها مِن أعجب العَجَبِ |
|
أَجابَ دَمعيَ إِذ نادى النَعيّ بِهِ | |
|
| لَو غَيرُ مَنعاه نادى الدَمع لَم يجبِ |
|
ما أَغفل المَرءَ عَمّا قَد أُريد بِهِ | |
|
| في كُلِّ يَومٍ يُناديه الرَدى اِقتربِ |
|
يا وَيحَ نَفسي لِأَنفاس مَضَت هَدراً | |
|
| بَينَ البَطالة وَالتَسويف وَاللَعبِ |
|
ظَنَنتُ أَنّيَ بِالأَيام ذو هُزءٍ | |
|
| غلِطت بَل كانَت الأَيّام تَهزَأ بي |
|
أَشكو إِلى اللَه فَقري مِن مُعامَلةٍ | |
|
| لِلّه أَنجو بِها مِن مَوقف العَطبِ |
|
ما المالُ إِلّا مِنَ التَقوى فَأَفلَح من | |
|
| جاءَ القيامة ذا مال وَذا نَشبِ |
|
أَيا أَبا بَكر الأَرضى نِداءَ أَخٍ | |
|
| باكٍ عَلَيك مَدى الأَيّام مُكتَئبِ |
|
أَهلاً بِقدمتك المَيمون طائرها | |
|
| عَلى محلّ الرِضى وَالسَهل وَالرحبِ |
|
نَم في الكَرامَة فَالأَسباب وافرة | |
|
| وَرُبّما نِيلت الحُسنى بِلا سَبَبِ |
|
لِلّه لِلّه وَالآجال قاطِعَة | |
|
| ما بَينَنا مِن خِطابات وَمِن خُطَبِ |
|
وَمِن فَرائد آداب نحبّرها | |
|
| فَنُودع الشهبَ أَفلاكاً مِن الكُتبِ |
|
أَما الحَياة فَقَد مَللتُ مدّتها | |
|
| فَعوّضَ اللَه مِنها خَير مُنقلبِ |
|
لَولا قَواطِعُ لي أَشراكها نُصِبَت | |
|
| لَزُرتُ قَبرك لا أَشكو مِن النَصبِ |
|
وَقَلّما شُفِيت نَفسٌ بِزورة من | |
|
| حَلّ البَقيع وَلَكن جُهدُ ذي أربِ |
|
يا نُخبَةً ضَمَّها تُربٌ وَلا عَجَب | |
|
| إِنّ التراب قَديماً مَدفَن النُخَبِ |
|
كَيفَ السَبيلُ إِلى اللُقيا وَقَد ضَرَبوا | |
|
| بَيني وَبَينك ما يُعيي مِن الحجبِ |
|
عَلَيكَ منّي سَلامُ اللَهِ يَتبعهُ | |
|
| حسنُ الثَناء وَما حَييت مِن كَثَبِ |
|