عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > ابن شبرين الجذامي > يا عَينُ سحّي بِدَمعٍ وَاكِفٍ سربٍ

غير مصنف

مشاهدة
667

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا عَينُ سحّي بِدَمعٍ وَاكِفٍ سربٍ

يا عَينُ سحّي بِدَمعٍ وَاكِفٍ سربٍ
لِحامل الفَضل وَالأَخلاق وَالأَدَبِ
بكَيتُ إِذ ذُكِرَ المَوتى عَلى رجلٍ
إلى بَلِيٍّ مِن الأَحياء مُنتسبِ
عَلى الفقيه أَبي بَكر تَضمّنه
رَمسٌ وَأعمَل سَيراً ثُمَّ لَم يؤبِ
قَد كانَ لي مِنهُ ودّ طابَ مَشرَعُه
ما كانَ عَن رغَب كلّا وَلا رَهبِ
لَكن وَلاءً عَلى الرَحمن مُحتَسباً
في طاعَة اللَه لَم يُمذَق وَلَم يُشَبِ
فَاليَومَ أَصبَح في الأَجداث مُرتَهَناً
ما هَزَّت الريحُ أُملوداً مِن القُضبِ
إِنّا إِلى اللَه مِن فَقد الأَحبّة ما
أشدّ لَذعاً لِقَلب الثاكل الوَصِبِ
مَن للفضَائل يُسديها وَيُلحِمها
مَن للعُلى بَينَ موروث وَمُكتَسبِ
قُل فيهِ إِمّا تَصِف رُكناً لِمُستَنِد
رَوضاً لِمنتجع أُنساً لِمُغتَربِ
باقٍ عَلى العَهد لا تَثنيه ثانِيَةٌ
عَنِ المَكارم في وِرد وَلا قُربِ
سَهل الخَليقة بادي البِشر منبسط
يَلقى الغَريب بِوَجه الوالد الحَدِبِ
كَم غيّر الدَهر مِن حال فَقَلّبها
وَحالُ إِخلاصه مُمتدّةُ الطنُبِ
سامي المَكانة مَعروفٌ تقدّمه
وَقَدرُه في ذَوي الأَقدار وَالرتبِ
أَكرِم بِهِ مِن سَجايا كانَ يَحمِلُها
وَكُلّها حسن ينبيك عَن حَسَبِ
ما كانَ إِلّا مِن الناس الأُلى دَرجوا
عَقلاً وَحلماً وَجُوداً هاميَ السحبِ
أَمسى ضَجيعَ الثَرى في جنب بَلقعةٍ
لَكن مَحامده تَبقى عَلى الحُقبِ
لَيسَت صَبابَةُ نَفسي بَعدَهِ عَجَباً
وَإِنَّما صَبرُها مِن أعجب العَجَبِ
أَجابَ دَمعيَ إِذ نادى النَعيّ بِهِ
لَو غَيرُ مَنعاه نادى الدَمع لَم يجبِ
ما أَغفل المَرءَ عَمّا قَد أُريد بِهِ
في كُلِّ يَومٍ يُناديه الرَدى اِقتربِ
يا وَيحَ نَفسي لِأَنفاس مَضَت هَدراً
بَينَ البَطالة وَالتَسويف وَاللَعبِ
ظَنَنتُ أَنّيَ بِالأَيام ذو هُزءٍ
غلِطت بَل كانَت الأَيّام تَهزَأ بي
أَشكو إِلى اللَه فَقري مِن مُعامَلةٍ
لِلّه أَنجو بِها مِن مَوقف العَطبِ
ما المالُ إِلّا مِنَ التَقوى فَأَفلَح من
جاءَ القيامة ذا مال وَذا نَشبِ
أَيا أَبا بَكر الأَرضى نِداءَ أَخٍ
باكٍ عَلَيك مَدى الأَيّام مُكتَئبِ
أَهلاً بِقدمتك المَيمون طائرها
عَلى محلّ الرِضى وَالسَهل وَالرحبِ
نَم في الكَرامَة فَالأَسباب وافرة
وَرُبّما نِيلت الحُسنى بِلا سَبَبِ
لِلّه لِلّه وَالآجال قاطِعَة
ما بَينَنا مِن خِطابات وَمِن خُطَبِ
وَمِن فَرائد آداب نحبّرها
فَنُودع الشهبَ أَفلاكاً مِن الكُتبِ
أَما الحَياة فَقَد مَللتُ مدّتها
فَعوّضَ اللَه مِنها خَير مُنقلبِ
لَولا قَواطِعُ لي أَشراكها نُصِبَت
لَزُرتُ قَبرك لا أَشكو مِن النَصبِ
وَقَلّما شُفِيت نَفسٌ بِزورة من
حَلّ البَقيع وَلَكن جُهدُ ذي أربِ
يا نُخبَةً ضَمَّها تُربٌ وَلا عَجَب
إِنّ التراب قَديماً مَدفَن النُخَبِ
كَيفَ السَبيلُ إِلى اللُقيا وَقَد ضَرَبوا
بَيني وَبَينك ما يُعيي مِن الحجبِ
عَلَيكَ منّي سَلامُ اللَهِ يَتبعهُ
حسنُ الثَناء وَما حَييت مِن كَثَبِ
ابن شبرين الجذامي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2012/03/31 06:01:22 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com