ظعن الصِبا وَمِن المُحال قُفُوله | |
|
| إِن كُنتَ باكِيَه فَتِلكَ طُلولهُ |
|
قف عِندَها خَيلَ الدُموع وَرجلَها | |
|
| وَاِندُب شَباباً شَطّ عَنكَ رَحيلهُ |
|
نَزَحت بُثينته وَلَيلاه مَعاً | |
|
| فَبَكى المَعاهد قَيسُه وَجَميلُهُ |
|
رَعياً لِجيراني وَللظلّ الَّذي | |
|
| قَد كانَ يَجمَعُنا هُناك ظَليلهُ |
|
هاذي دِيارُهُم فَمَثّلهم بِها | |
|
| إِن المُتيّم شَأنُّه تَمثيلهُ |
|
وَاِندُب أخلّاءَ المُصافاة الألى | |
|
| فَلربّما نَدب الخَليلَ خَليلُهُ |
|
عَهدٌ أُحِيلَت حالُهُ فَاليَوم لا | |
|
| مَعقولُه مِنّا وَلا مَنقولُهُ |
|
أَشجاك مُجتمَعٌ عَفَت آياته | |
|
| وَتعاورته شَمالُه وَقَبولهُ |
|
قَد كُنت تَصغُر عَن سِني فِتيانه | |
|
| فَاليَوم تَصغر عَن سِنيك كهُولُهُ |
|
وَلقَلّما تَبقى الرُسوم فَويحَ مَن | |
|
| ألهاه مِن هَذا المتاع قَليلُهُ |
|
لا يَأمَنَن ذُو مُهلة فَكَأن بِهِ | |
|
| قَد يَمّمت دار المَقام حُمُولهُ |
|
ما كانَ ماضي العَيش إِلّا خَطرةً | |
|
| خَطَرت وَوَقتاً قَد تَتابع جِيلهُ |
|
أَسَفاً عَلى زَمَن كَريم عَهدُهُ | |
|
| وَلّت غَضارته وَغابَ سَبيلهُ |
|
ضَيّعتَ في طَلَب الفُضول بُكورَه | |
|
| لَكن نَدمتَ وَقَد أَتاكَ أَصيلهُ |
|
دَع عَنكَ تِذكارَ الصِبا إِنّ الصِبا | |
|
| رَسمٌ يَهِيج لَكَ الغَرام مَحِيلُهُ |
|
يا مفرقاً نَزَل المَشيبُ بِهِ اِتّئد | |
|
| فَالحرّ لا يوذى لَدَيهِ نَزيلُهُ |
|
لَم يَعتمد شَيبٌ مَحلّة لِمّة | |
|
| سَوداءَ إِلّا وَالحمامُ زَمِيلهُ |
|
قَد كانَ أُنسي في الشباب فصدّني | |
|
| وأَبى عليَّ وصاله ووصولهُ |
|
فَعليكَ يا أُنسي تَحيّةُ مُقصِر | |
|
| طاحَت عَلى اللذّات مِنكَ ذُحولهُ |
|
حَسبي إِذا رمت الأنيس مُؤنسٌ | |
|
| مِن رَبّنا سُبحانه تَنزيلُهُ |
|
تَبدو الحَقائق لي إِذا رَتّلتُه | |
|
| يا حَبّذاه وَحَبَّذا تَرتيلهُ |
|
يَبلى الزَمان وَما يَزال مُجَدّداً | |
|
| لا نَصّه يَبلى وَلا تَأويلهُ |
|
أَعظم بِهِ لِلمُؤمنين مفصّلاً | |
|
| فَرقَ الضَلال مِن الهُدى تَفصيلُهُ |
|
نالَ الهُدى وَالبِرّ حاملُه كَما | |
|
| نالَ الكَرامَة وَالعُلى مَحمولُهُ |
|
أَدّى أَمانَتَه أَمين ناصحٌ | |
|
| في السِدرة العَلياء طابَ مَقيلُهُ |
|
وَوَعاه عَنهُ مُصطَفى مُتَخيّر | |
|
| صحّت رِسالته وَصُدّق قِيلُهُ |
|
فَلَشدّ ما قَد أَحسَنا في أَمرهِ | |
|
| هَذا محمّده وَذا جِبريلُهُ |
|
لِلقانتين بِهِ زَئيرٌ كُلَّما | |
|
| مُدّت مِن اللَيل البَهيم سُدولُهُ |
|
كَم تَحتَ هَذا اللَيل مِن مُتَملمِل | |
|
| مُتملّق خَرَق الحِجاب عَويلُهُ |
|
مِن كُلّ مَن راقَت أسرّة وَجهِهِ | |
|
| وَحَلا لَهُ بَينَ الأَنام خُمولهُ |
|
ذي مَشية هون وَبُرد مُنهج | |
|
| وَعَلى المَقامات العلى تَعويلُهُ |
|
رَفَضَ الوجود وَلَم يُبال بِرزقه | |
|
| لِمَ لا وَمَولاه الغَنيّ كَفيلهُ |
|
لِلّه مِنهُ في الدجُنّة وَقفة | |
|
| هبّ النَسيم لَها فَرَقّ بَليلُهُ |
|
فَإِذا الصَباح بَدا طَوى مَنشوره | |
|
| صَوناً لِسرّ وَالجَهول يُزيلُهُ |
|
يا حاضِراً عِندي وَلَيسَ بِجائز | |
|
| إِدراكه إِنّ العُيون تُحِيلُهُ |
|
يا غائِباً عَن ناظِريّ وَلَم يَغِب | |
|
| إِحسانُهُ عَنّي وَلا تَنويلهُ |
|
يا واحِداً حَقّاً وَلَيسَ بِممكنٍ | |
|
| تَشبيهُهُ كَلّا وَلا تَخييلهُ |
|
أَنا ذَلِكَ العَبدُ الظَلوم لِنَفسهِ | |
|
| زَلّت بِهِ قَدَم وَأَنتَ مُقِيلُهُ |
|