أَحَقُّ ما كانَ مِن قَلبي تَباريحُ | |
|
| فَليُهنئ العَينَ إَنَّ الدَمعَ مَسفوحُ |
|
تَأَلَّقَ البَرقُ غَورِياً فَسَحَّ لَهُ | |
|
| سُحبٌ مِنَ الدَمعِ لَمّا هَبَّتِ الريحُ |
|
يا أَيها البَرقُ إِنّي عَنكَ في شُغُلٍ | |
|
| دونَ المَزارِ فَيافٍ بَينَنا فيحُ |
|
تَخدي النَجائِبُ حَولاً في نَفائِفِها | |
|
| لا يَأتيهِنَّ إِعياءٌ وَتَطليحُ |
|
وَكَيفَ بِالسَيرِ في جَرداءَ بَلقَعَةٍ | |
|
| أَقرى مَراتِعَها القَيصومُ وَالشيحُ |
|
وَسَوفَ أَجشَمُ نَفسي سَيرَ تِلكَ إِلى | |
|
| بَيتٍ أَطافَ بِهِ في فُلكِهِ نوحُ |
|
قَبرٌ بِيَثرِبَ هَمّي لَو ظَفَرتُ بِهِ | |
|
| وَمَقصِدٌ بِجِبالِ الطَفِّ مَطروحُ |
|
مَن كانَ في جَفنِهِ دَمعٌ يَضِنُّ بِهِ | |
|
| فَإِنَّ دَمعي لِأَهلِ البَيتِ مَمنوحُ |
|
آلَ النَبِيِّ لَقَد سُقيتُم عَلَلا | |
|
| كَأسَ المَنايا فَمَغبوقٌ وَمَصبوحُ |
|
صَلّى الإِلَهُ عَلى أَشلاءِ مُنجَدِلٍ | |
|
| بِكَربَلاءَ يُحَيّي رَوحَهُ الروحُ |
|
أَوفى عَلى مَعرَكِ الأَبطالِ مُحتَسِباً | |
|
| لَيثُ شِعاراهُ تَهليلٌ وَتَسبيحُ |
|
يا فارِساً هاشِمِيّاً ما أَضَرَّ بِهِ | |
|
| تَثاقُلُ القَومِ إِذ ناداهُمُ روحوا |
|
طاروا وَأَثبَتَ في الهَيجاءِ أَخمَصَهُ | |
|
| صَبراً وَكانَ لَهُ عَنها مَناديحُ |
|
حَتّى تَوى الفارِسُ الحَجّاجُ يَتبَعُهُ | |
|
| مِن هاشِمِ الخَيرِ فُرسانٌ جَحاجيحُ |
|
لَم يَتَّقوا الضَربَ بِالأَكتافِ إِذ صُرِعوا | |
|
| بَل النَجيعُ عَلى اللَبابِ مَنضوحُ |
|
تَندى الوُجوهُ نَجيعاً وَهيَ مُشرِقَةٌ | |
|
| كَأَنَّها في دُجى الهَيجا مَصابيحُ |
|
لَو كُنتُ شاهِدَ يَومِ الرَوعِ قُلتُ لَهُ | |
|
| لَشائِحُ القَومِ جَلدٌ دونَهُم شيحُ |
|
وَلا اِختَضَبتُ أَمامَ الصَفِّ مِن جَسَدِ | |
|
| جوداً بِنَفسي وَبَعضُ الجودِ مَربوحُ |
|
ضَلَّت حُلومُ أُناسٍ كَيفَ لَم يَردوا | |
|
| نارَ الكِفاحِ وَزَندُ الحَربِ مَقدوحُ |
|
أُمَّ الحُسَينِ بِهِم عَدناً فَلَم يَلجوا | |
|
| بابَ الحَنانِ عَياناً وَهوَ مَفتوحُ |
|
أَمّا اِبنُ حَربٍ فَدَع حَرباً وَأُسرَتُهُ | |
|
| تِلكَ الجُسومُ لَوَ اَنَّ العِرضَ مَمدوحُ |
|
طافوا بِرَأسِ اِبنِ خَيرَ الناسِ كُلِّهِمُ | |
|
| بِئسَ الطَوافِ وَنِعمَ الرَأسِ وَالروحُ |
|
وَلَستُ أَبسُطُ قَولاً في دَعِيِّهِمُ | |
|
| كُلُّ الدَعيّينَ مَلعونٌ وَمَقبحُ |
|
يا عَينُ جودي عَلى قَتلِ الحُسَينِ دَماً | |
|
| وَأَبكي جَهاراً فَإِنَّ الوَجدَ تَصريحُ |
|
وَيا لِساني عاوِد مَدحَهُ أَبَداً | |
|
| وَإِنَّ أَيسَرَ ما فيهِ الأَماديحُ |
|