يا مَن لِصُبحِ الشَيبِ كَيفَ تَنَفَّسا | |
|
| في لِمَّتي فَأَجابَهُ لَيلُ الأَسى |
|
لا تَحسَبَنَّ سَوادَ شَعري نِعمَةً | |
|
| لَكِن كَسَتهُ هُمومُ قَلبي حِندِسا |
|
إِلّا يَكُن شابَ العِذارُ وَلا اِنحَنى | |
|
| ظَهري فَقَد شابَ الفُؤادُ وَقَوَّسا |
|
إِنّي لَأَغضي مُقلَتي عَن لائِمي | |
|
| وَأَرى اِبتِسامي مِن ضَميري عَبَّسا |
|
وَيَلينُ قَلبي لِلخَليلِ مَوَدَّةً | |
|
| فَإِذا أَحَسَّ هَضيمَةً يَوماً قَسَا |
|
وَأَجيلُ لَحظي في المُنى شَغَفاً بِها | |
|
| وَأَجَلُّ شَوقي عَن لَعَلَّ وَعَن عَسى |
|
ما لي أَرى الهالاتَ عُدنَ هَوادِجاً | |
|
| وَلِهَذِهِ الأَضلاعِ صارَت مَكنِسا |
|
طُوِيَت عَلى بيضِ الدُمى فَتَكانَسَت | |
|
| فيها ظِباءٌ يَرتَعينِ الأَنفُسا |
|
فَهيَ الدَراري في الهَواجِرِ خُنَّسا | |
|
| وَهيَ الجَواري في الهَوادِجِ كُنَّسا |
|
يَطرُقنَ أَمواهَ الفَلاةِ تَعَرُّباً | |
|
| وَيَرِدنَ نيرانَ الضُلوعِ تَمَجُّسا |
|
فَيَهِنُّ جائِلَةَ الوِشاحِ تَنَفَّسَت | |
|
| فَزَها النَسيمُ أَريجُها فَتَنَقَّسا |
|
زارَت كَما زارَ الخَيالُ تَسَتُّرا | |
|
| وَعَطَت كَما يَعطو الغَزالُ تُوَجُّسا |
|
حَذِرَت مَن الرُقَباءِ حَولَ طِرافِها | |
|
| فَأَتَت تَجُرُّ عَلى التُرابِ السُندُسا |
|
مَلَّت بِطاريقَ الرِجالِ وَشاقَها | |
|
| صُعلوكُ حَيٍّ لَيسَ يُبقي مُنفِسا |
|
زَعَمَت فَتاةُ الحَيِّ أَنّي مُملِقٌ | |
|
| أَرَأَيتَ إِملاقي لِمَجيدِيَ مُركِسا |
|
باتَت تُهَيِّجُها وَساوِسُ حَليِها | |
|
| حَتّى إِذا الصُبحُ المُنيرُ تَنَفَّسا |
|
بَكَرَت تَلومُكَ في النَدى كَندِيَّةَ | |
|
| صَدَفِيَّةٌ تُنمي السُكونَ وَأَشرَسا |
|
يا بِنتَ عَمّي هَل سَمِعتَ بِماجِدٍ | |
|
| يَبكينَ أَوتى الذَمِّ أَطعَمَ أَو كَسا |
|
لا تَحسَبي أَكَلَ المُرارَ عَميدُنا | |
|
| غَرثاً وَلَكِن عِزَّةً وَتَغَطرُسا |
|
أَذهَلتِ عَن عُقبى النَدى إِنَّ النَدى | |
|
| لَيَرُدَّ وَحشِيَّ المُنى مَتَأَنِّسا |
|
عَقَرَ المَطِيَّةَ لِلعِذارى رَبُّها | |
|
| فَأُبيحَ ثَغراً مِن عُنَيزَةَ أَومَسا |
|
لَم يَنسَ مَيتاً بِالكُلابِ وَرُبَّما | |
|
| قَد ضاقَ ذَرعاً أَن يَفوهَ فَيُلبِسا |
|
وَنَسيتِ حُجراً يضومَ هَيَّجَ بِالعَصا | |
|
| أَسَداً مَن هاجَ الأُسودَ تَفَرَّسا |
|
هَبَطَت كَواهِلُ مُلكِهِ مِن كاهِلٍ | |
|
| أَبَداً أَصابَت مِنهُ يَوماً أَنحَسا |
|
فَلَئِن أَبيرَت مالِكٌ أَو كاهِلٌ | |
|
| فَلَقَد أَبارَت مِنهُ قَرماً أَحمَسا |
|
قَد كانَ مُلكٌ في كُنودِكَ وَالنَدى | |
|
| في ظَبيَةٍ فَتَفَرَّدا وَتَقَيَّسا |
|
كَمُلوكِ جَيشٍ كُلَّما وَطَئوا الثَرى | |
|
| وَأَظُنُّ أَنَّ لَها الثَرى وَالأَشمُسا |
|
وَلِطَودِها السُلَمي قاضيها الرَضا | |
|
| كَرَمٌ وَجودٌ يُنطِقانِ الأَخرَسا |
|
شَهِدَت لَهُ أَصحابُهُ وَعِداتِهِ | |
|
| حَتّى الغَمامُ إِذا هَمى وَتَبَجَّسا |
|
قَسَماً لأَندى بِالنَدى وَأَعتادِهِ | |
|
| فينا فَسارَ مَعَ الرَكبِ وَعَرَّسا |
|
وَكَسا الوَرى العَدلَ المُبينَ وَقَبلَهُ | |
|
| سُلِبوا بِجَورِ وُلاتِهِم تِلكَ الكُسا |
|
وَأَعَدَّ أَقدارَ الأُمورِ بِحَزمِهِ | |
|
| وَرَمى بِهِ غَرَضَ الخُطوبِ فَقَرطَسا |
|
وَأَتَتهُ لِلبَيتِ الرَفيعِ عِمادُهُ | |
|
| عَمَدٌ لَهُ مَجداً وَعِزّاً أَقعَسا |
|
قالوا بَنو ثُعِل نَفَستِ مَكارِماً | |
|
| تُعزى لِحاتِمِها فَقُلتُ وَما عَسى |
|
جيئوا بِواحِدَةٍ لِحاتِمِ طَيِّءٍ | |
|
| مِن هَذِهِ وَعَلَيَّ أَلّا أَنفَسا |
|
أَو سائَلوني في الأَنامِ سِوى أَبي | |
|
| حَفصٍ فَهَل تَجِدونَ عَنهُ مَعدِسا |
|
أَو فَاِحمِلوا بَعضَ الَّذي هُوَ حامِلٌ | |
|
| لِيَرُدَّكُم مِنهُ يَلَملَمُ قَدرَسا |
|
الناسُ أَشباهُ وَلَكِن بَينَهُم | |
|
| في الفَضلِ ما بَينَ الدُؤابَةِ وَالنَسا |
|
أَحَسِبتُم كُلِّ اِمرِئٍ غَمَرَ النَدى | |
|
| ما كُلُّ بَيتٍ بِالشَآمِ المَقدِسا |
|
يا خَجلَةَ القَمَرِ المُنيرِ وَقَد رَأَى | |
|
| عُمراً بِأَنواعِ الجَلالَةِ مُلبَسا |
|
لَو يَستَطيعُ لَجاءَ مُقتَبِساً لَها | |
|
| مِن أُفقِهِ وَإِذا لَصادَفَ مَقبِسا |
|
خابَ اِمرُةٌ يَرجو نُداهُ غَضاضَةً | |
|
| إِلّا الكَفورُ فَإِنَّهُ قَد أَبلَسا |
|
طَيِّبَتُ أَفواهَ الرَواةِ بِمَدحِهِ | |
|
| فَكَأَنَّ عَطّاراً يُضَمِّخُ مُعرِسا |
|
وَعَلَوتُ قَدرَ الناطِقينَ بِشُكرِهِ | |
|
| وَلَئِن تَمادى في نَداهُ لأَخرَسا |
|
يا واحِدَ العُربِ الَّذي لَو صَوَّرَت | |
|
| طِرفاً عَتيقاً كانَ مِنهُ القَونَسا |
|
إِنّي دَعَوتُكَ لِلأَماني الغُرِّ في | |
|
| ظُلَمِ الزَمانِ السَوءِ أَحكي يونُسا |
|
إِن يَلتَقِمَ نونُ الحَوادِثِ مَطلَبي | |
|
| فَاِمدُد لَهُ يَقطينَ جودِكَ مَلبَسا |
|
أَنتَ الرَواءُ إِذا تَعَذَّرَ مَورِدٌ | |
|
| وَالماءُ إِن كَدُرَ الرَجاءُ فَأَيأَسا |
|
وَالعَجزُ أَن يُرجى سِواكَ وَإِنَّما | |
|
| أَخشى نَباتَ الرَوضَةِ المُتَخَلِّسا |
|
فَلَأَنتَ أَنفَسُ عُقدَةٍ مَذخورَةٍ | |
|
| لِمَ لا أَصونَ عَن اِبتِذالي الأنفُسا |
|