بُشرايَ دالَت دَولَةُ المَعصومِ | |
|
| بِحَيا العُفاةِ وَنُصرَةِ المَظلومِ |
|
بِقُدومِ إِبراهيمَ سَيِّدِنا الرَضا | |
|
| قَدِمَت وُفودُ السَعدِ خَيرَ قُدومِ |
|
حَيَّت مُحَيّاهُ المَواسِمُ وَالتَقَت | |
|
| مِنهُ العُيونُ عَلى أَغَرَّ وَسيمِ |
|
وَتَحَدَّثَ الحَيُّ الجَميعُ بِقُربِهِ | |
|
| فَتَرَوَّحوا في نَضرَةٍ وَنَعيمِ |
|
قَالظِلُّ مَمدودٌ كَأَنّا في ذُرى | |
|
| عَدنٍ بِهِ وَالشُربُ مِن تَسنيمِ |
|
وَالأَرضُ واجِفَةٌ وَما رَجَفاتُها | |
|
| إِلّا لِاَنَّ بِها قُلوبَ الرومِ |
|
شَهِدَ الزَبورُ بِها وَلِآلَهُ | |
|
| فَضلاً عَلى المَنثورِ وَالمَنظومِ |
|
عَذُبَت مَوارِدُ جودِهِ فَلَو أَنَّني | |
|
| أورِدتُها لَشَرِبتُ شُربَ الهِيَمِ |
|
حاوَلتُ مِدحَتَهُ فَبِتُّ بِلَيلَةٍ | |
|
| ما لَيلُ مَهجورٍ وَلَيلُ سَليمِ |
|
تَبِتُ القَوافي في يَدي فَأَنَسُّها | |
|
| بِجَلالِهِ فَتَفِرُّ مِن تَنظيمِ |
|
حَتّى كَأَنّي مُفحَمٌ أَو أَنَّ بي | |
|
| عِياً وَذاكَ العَيُّ غَيرُ ذَميمِ |
|
وَلَقَد وَثِقتُ بِحِلمِهِ فَنَظَمتُها | |
|
| سَعياً لَعَمرُكَ لَيسَ بِالمَذمومِ |
|
مَدحُ الأَميرِ اِبنِ الخَليفَةِ قُربَةٌ | |
|
| لِلَهِ كَالتَكبيرِ وَالتَعظيمِ |
|
قُل لِلَّذي شادَ النَسيبُ مُقَدِّماً | |
|
| مَدحُ الأَميرِ أَحَقُّ بِالتَقديمِ |
|
فَإِذا طَرِبتَ إِلى النَسيبِ فَنَفتَةٌ | |
|
| بَعدَ الصَلاةِ عَلى ذَوي المَعصومِ |
|
وَإِذا بَلَغتَ إِلى الخِيامِ فَبَلِّغَن | |
|
| مِنّي الخِيامَ وَدائِعَ التَسليمِ |
|
لَهفي عَلى حَيِّ حَلا قَوَّضوا | |
|
| خِيَمَ الرُبا لِبِناءِ خَيمِ الخِيِمِ |
|
وَمَضَوا وَلَو أَنَّ النُجومَ نَواظِرٌ | |
|
| عاروا عُيونَ الشُهبِ بِالتَغييمِ |
|
وَلَأَنَّ عَينَ الشَمسِ عَينٌ رَفَّعوا | |
|
| ظُلَلَ العَجاجِ عَلى العِمادِ الكُومِ |
|
لاثوا مُدَثَّرَةَ السُجوفِ وَظَلّوا | |
|
| فَوقض الخُدوجِ عَلى شَقيقَةِ ريمِ |
|
قَمَرُ الجَمالِ فَسَل بِها وَبِخِدرِها | |
|
| مِن هالَةٍ مَحفوفَةٍ بِنُجومِ |
|
جَرَّبتُ لَذّاتِ النُفوسِ فَلا أَرى | |
|
| كَالرَكبِ يَخبِطُ في حَشى الدَيمومِ |
|
مُتَرَنِّمينَ عَلى ذُرى كيرانِهِم | |
|
| وَصَريرُها بَدلٌ مِنَ التَرنيمِ |
|
قي كُلِّ طامِسَةِ الصُوى لا يَهتَدي | |
|
| فيها الدَليلُ بِمَعلَمٍ مَعلومِ |
|
كانَت صَحائِفُ قَفرٍ غُفلاً فَقَد | |
|
| رَسَمَ السُرى وَخَدّي بِها وَرَسيمي |
|
قُل لِلمَطِيِّ تَجَلُّدي لا بُدَّ مِن | |
|
| صِنوِ الخَليفَةِ فَاِقعُدي أَو قومي |
|
سيري عَلى اِسمِ اللَهِ في اَمَلي فَقَد | |
|
| ضَمِنَ المَطالِبَ جودُ إِبراهيمِ |
|
سيري إِلى مَلكٍ رَضىً في مالِهِ | |
|
| حَقٌّ لِسائِلِهِ وَلِلمَحرومِ |
|
القائِدِ الخَيلَ العِتاقَ كَأَنَّها | |
|
| سيدانَ رَملٍ أَو نُجومِ رُجومِ |
|
فيها قَتاتُ الطَيرِ يُرتَعُ بِالضُحى | |
|
| وَلَها اِنقِضاضَةُ لِقوَةٍ يَحمومِ |
|
نَضَحَ الحَميمُ جُلودَها فَتَضَوَّعَت | |
|
| فَكَأَنَّ مِسكاً رَشحُ كُلِّ أَديمِ |
|
مِن كُلِّ وَردٍ خاضَ بَحراً مِن دَمٍ | |
|
| فَنَجا بِلَونِ الأَحمَرِ المَذمومِ |
|
أَو أَشقَرٍ غَشَّتهُ شَمسُ جَبينِهِ | |
|
| شَفَقاً وَعِطفاهُ هُبوبُ نَسيمِ |
|
أَو أَصهَبٍ شَرِبَ المُدامَ أَديمُهُ | |
|
| فَأَقَلَّ فارِسَهُ بِرَسمٍ قَديمِ |
|
أَو أَشهَبٍ رَقَمَت قَراطيسُ جِلدِهِ | |
|
| فَأَتى الوَغى بِكِتابِهِ المَرقومِ |
|
أَو أَبلَقٍ كَالقَدحِ يَحسِبُ أَنَّهُ | |
|
| قَد قُلَّدَت مِنهُ الوَغى بِبَريمِ |
|
أَو أَدهَمٍ أَرخى الظَلامُ سُدولَهُ | |
|
| مِنهُ عَلى طِرفٍ أَحَمَّ بَهيمِ |
|
خَيلُ الأَميرِ أَعدَّها فَكِلاهُما | |
|
| خَلَفٌ مِنَ النُعمانِ وَاليَحمومِ |
|
يا خَيلَ مَولانا أَبيني حالَةً | |
|
| فَلَقَد خَلَطتِ الظَمرَ بِالتَطهيمِ |
|
أَمَعَ الأَعِنَّةَ تَمرَحينَ تَجاذُباً | |
|
| وَعَلى الكَتيبَةِ شِدَّةُ التَصميمِ |
|
إِن كُنتِ غِزلانَ الصَريمَةِ فَاِسنَحي | |
|
| أَو كُنتِ عِقبانَ السَراءِ فَحومي |
|
لَمّا اِستَهَل بِها الثُغورَ صَوارِخاً | |
|
| طَلَعَت طُلوعَ العارِضِ المَركومِ |
|
تَقَعُ السَنابِكُ بِالصَفا فَتَرى بِهِ | |
|
| آثارَها كَالطابَعِ المَختومِ |
|
قالَت جُموعُ الرومِ حينَ وَطِئتَهُم | |
|
| وَيلٌ لِبيضِ رُؤوسِنا المَخطومِ |
|
فيها بُروقُ المَشرَفِيَّةِ لُمَّعاً | |
|
| تَعِدُ الكُماةُ بِجَحفَلٍ مَهزومِ |
|
وَالزاعِبِيَّةُ كُلُّ صِلِّ مُطرِقِ | |
|
| شَرِهٍ لِسَدِّ المُهجَةِ المَكتومِ |
|
وَالخافِقاتِ كَأَنَّ أَفئِدَةَ العِدى | |
|
| أَكسَبنَها الخَفَقانَ بِالتَعليمِ |
|
وَالمُسرَداتُ مِنَ الدِلاصِ كَأَنَّها | |
|
| عَرضُ السَلامَةِ رَدَّ لِلتَحسيمِ |
|
وَأَراكَ في الجَيشِ اللَهامِ وَأَهلِهِ | |
|
| قَلباً يُصانُ بُجُؤجُؤٍ وَحَزيمِ |
|
وَلَو اِنفَرَدَت مِنَ الفَوارِسِ لِلعِدى | |
|
| لَهَزَمتَهُم بِالآيِ مِن حاميمِ |
|
إِنَّ الإِمامَ رَآكَ في أَعمالِهِ | |
|
| كَالبَدرِ يَسطَعُ لَيلَةَ التَتميمِ |
|
فَرَمى ظَلامَ الظُلمِ مِنكَ بِنَيِّرٍ | |
|
| عَدلٍ رَؤوفٍ بِالعِبادِ رَحيمِ |
|
يَقِظٍ نِقابُ ظُنونِهِ كَيَقينِهِ | |
|
| إِنَّ العُلومَ نَتائِجُ التَرجيمِ |
|
باتَ الطُغاةَ عَلى المَضاجِعِ غُفَّلاً | |
|
| عَمّا يُرادُ وَباتَ غَيرَ نَؤومِ |
|
تأَبى السِياسَةُ أِن يُهَوِّمَ ساعَةً | |
|
| أَنّى تَحامي المُلكِ بِالتَهويمِ |
|
وَهوَ الحَكيمُ يَزينُهُ سَفَهُ الوَغى | |
|
| إِنَّ الحَليمَ هُنلاكَ غَيرُ حَليمِ |
|
بَشِّر يَتامى المُسلِمينَ بِوالِدٍ | |
|
| مِنهُ يَحوطُ ذِمارَ كُلِّ يَتيمِ |
|
وَالمُمحِلاتُ مِنَ البِلادِ بَوابِلٍ | |
|
| مِن جودِهِ يُحيي الأَنامَ سُجومِ |
|
وَلتُنذِرِ الرومَ الطُغاةَ بِعاصِفٍ | |
|
| مِن باسِهِ مِثلَ الدَبورِ عَقيمِ |
|
ظَنّوا بِهِ قَد زارَهُم مُتَوَشَّحاً | |
|
| بِنِجادِ عَضبِ الشَفرَتَينِ صَميمِ |
|
في عُصبَةِ التَوحيدِ يَقدُمُهُم بِأُب | |
|
| بَهَةٍ الجَلالِ في حُلى التَكريمِ |
|
يَرتَدُّ طَرفُ العَينِ عَنهُ مَهابَةً | |
|
| وَيَجِلُّ لَولا الحِلمُ عَن تَكليمِ |
|
فَإِذا تَنادَينا بِحَضرَتِهِ رَوَت | |
|
| عَنّا النُحاةُ غَرائِبَ التَرخيمِ |
|
وَإِذا رَأَو جَريَ القَضاءِ بِأَمرِهِ | |
|
| فَهِموا يَقينَ الحَزمِ وَالمَحزومِ |
|
كَم ذا أُفَضِّلُ مَدحَهُ وَلَو أَنَّني | |
|
| كُنتُ اِبنَ صَفوانٍ خَطيبَ تَميمِ |
|
لَعَجِزتُ عَن وَصفِ الأَميرِ وَإِنَّما | |
|
| يومي الخَديمُ بِمَقصِدٍ مَفهومِ |
|
أَجِدُ الثَناءَ عَلَيهِ يَعغدِلُ حَجَّةً | |
|
| وَعَلى ذَويهِ كَعُمرَةِ التَنعيمِ |
|
إِنَّ القَوافي ذو تقِلُّ لِقَدر ِهِ | |
|
| لِيَقِلُّ عَنها قَدرُ كُلِّ عَظيمِ |
|
إن كُنَّ دُراً فَهيَ مِن تَنظيمي | |
|
| أَو كُنَّ زُهراً فَهيَ مِن تَنجيمي |
|
وَإِذا اِنتَسَبنَ نمينَ أَكَرمَ مَعشَرٍ | |
|
| مِن آلٍ قَحطانٍ وَأَشرَفِ خيمِ |
|
صَدَفِيَّةٌ كِندِيَّةٌ تَرعى المُنى | |
|
| فَلَرُبَّما أَكَلَت مُرارَ سُمومي |
|
دُفِنَت بِأَنقَرَةٍ مَعَ الضَليلِ | |
|
| فَاِستَخرَجتُها مِن ثَوبِهِ المَسمومِ |
|
عَرَبِيَّةٌ في بُقعَةٍ عَجَمِيَّةٍ | |
|
| فَرَّت إِلى صَدري مِنَ التَعجيمِ |
|
فَمَنِ اِدَّعى السِحرَ الحَرامَ فَإِنَّني | |
|
| بِحَلالِ هَذا السِحرِ حَقُّ زَعيمِ |
|
وَإِلى أَبي إِسحاقَ مَولانا الرِضى | |
|
| يا نَفسُ أُمّي جَلَّ مِن مَأمومِ |
|
وَخُذي أَماناً مِن زَمانِكِ عِندَهُ | |
|
| فَلَقَد أَجازَ عَلَيكِ حُكمُ ظَلومِ |
|
مَن مُبلِغٌ عَنّي الخُطوبَ بِأَنَّني | |
|
| آوي لِرُكنٍ لَيسَ بِالمَهدومِ |
|
فاتَ الغِنى كَفّي فَكَم مِن حاسِدٍ | |
|
| فَرِحٍ وَكِم مِن صاحِبٍ مَهمومِ |
|
فَطَلَبتُ جَدواهُ لِيَحدِقَني غِنىً | |
|
| سَيّانَ فيهِ حاسِدي وَحَميمي |
|
وَرَجَوتُ خِدمَتَهُ لِيَخدِمَني الوَرى | |
|
| فَأفوزَ بِاِسمِ الخادِمِ المَخدومِ |
|