أمَا تُبْصِرُ الظَّلْماءَ قد فغَرتْ فَما | |
|
| وصارَتْ نجومُ الأفْقِ تخبطُ في عَمى |
|
تميلُ إلى نهْرِ النّهارِ وتَنْثَني | |
|
| كأنّ طُيوراً تقصِدُ الوِرْدَ حُوَّما |
|
إذا أشرَقَتْ في جِنْحِهِ خلتَ وارِداً | |
|
| من الزّنْجِ يُبْدي ثغْرَهُ مُتَبَسّما |
|
وقدْ سدَلَ الليلُ البَهيمُ سُتورَهُ | |
|
| علَيْنا فكُنّا فيهِ سِرّاً مكَتّما |
|
كأنّ الدُجى يُلْقَى لديهِ منَ الضُحى | |
|
| حديثٌ إذا أوضَحْتَهُ عادَ مُبْهَما |
|
عجبْتُ لهُ يُخْفي حِمى الأنْسِ عامِداً | |
|
| ونيّرَةُ الصّهْباءِ تُعْليهِ مَعْلَما |
|
وهَذي كُؤوسُ الرّاحِ يبدو شُعاعُها | |
|
| ولوْلاهُ لمْ نُهْدِ السّبيلَ إلى الحِمى |
|
حَبابٌ يُريكَ الزَّهْرَ فوقَ غُصونِه | |
|
| أو الدُرَّ في مَثْنى العُقودِ منَظَّما |
|
أنَرْعى على البُعْدِ النجومَ وبيْننا | |
|
| كؤوسٌ تُحيّينا على القُرْبِ أنجُما |
|
أنسْتَقْبِلُ البَدْرَ المُنيرَ وفارِسٌ | |
|
| إذا ما تبدّى خِلْتَ بَدراً مُتَمَّما |
|
جميلٌ قدِ انقادَ الجمالُ لأمْرِهِ | |
|
| وحَكّمهُ في نفْسِهِ فتحكّما |
|
حَكى السِّحْرَ لحْظاً والغزالَ تمنُّعاً | |
|
| كما أشْبَهَ الغُصْنَ النّضيرَ تنعُّما |
|
يُديرُ منَ الأكْواسِ خمْراً وثغْرُهُ | |
|
| يُديرُ كؤوسَ الحُبِّ مهْما تبسَّما |
|
إذا ما تثنَّى أو تغنّى بعُودِه | |
|
| أعادَ الخَليَّ القَلْبِ صبّاً مُتيَّما |
|
فيا غُصُناً في روْضِهِ متَمايِلاً | |
|
| ويا طائِراً في دوْحِهِ مترنِّما |
|
تلاعَبَ زهْواً بالعُقول وكيفَ لا | |
|
| وما السّحْرُ إلا ما بهِ قد تكلّما |
|