بُشْرى بمَقْدَمِها الإسْلامُ يبْتَهِجُ | |
|
| بها سَبيلُ العُلى والعزّ يُنتَهَجُ |
|
مَواهِبٌ في الوَرى جلّتْ مواقِعُها | |
|
| فقلّ أنْ تُبْذَلَ الأرواحُ والمُهَجُ |
|
لطْفٌ من اللهِ قد عمّ الوجودَ فما | |
|
| جاءَتْ بأمثالِهِ الأعْصارُ والحِجَجُ |
|
فضْلٌ من اللهِ قد حيّتْ فواضِلُهُ | |
|
| فقصّرَتْ في مَدى أوْصافِهِ الحُجَجُ |
|
لذلكَ الدّينُ والدُنْيا قد ابتَهَجا | |
|
| كِلاهُما راقَ منْهُ المنْظَرُ البهِجُ |
|
واستَشْرفتْ أوْجُهُ البُشْرى تروقُ سنىً | |
|
| بالبشْرِ والفرَحِ الآتي بهِ الفرَجُ |
|
بحيثُ أفْقُ المَعالي رائقٌ بهِجٌ | |
|
| بحيثُ روْضُ المَعاني عاطِرٌ أرِجُ |
|
والدّوْحُ منعَطِفٌ والزّهْرُ مُبتَسِمٌ | |
|
| والغُصْنُ معْتَدِلٌ والنّهْرُ منْعَرِجُ |
|
الشّهْبُ تحْكي يَواقِيتاً منظّمةً | |
|
| حُمْراً تضمّنَها من ليلِها سَبَجُ |
|
وللقُلوبِ هُدوٌّ بالأمانِ كَما | |
|
| بالشُكْرِ ألسنةُ القُصّادِ تخْتَلِجُ |
|
ما ذاك إلا لبُشْرى صحّةٍ وردَتْ | |
|
| بالنّجْحِ للدّينِ والدنْيا بها لهَجُ |
|
بُعْداً له ألَماً أمْسى يُلِمُّ بمَنْ | |
|
| به السّبيل لنَصْرِ الدّين مُنْتَهَجُ |
|
أهلاً بمنْ أُعْمِلَتْ في فتْحِهِ يدُهُ | |
|
| للهِ من فُرَجٍ وافَى به فرجُ |
|
موْلايَ كُلُّ لِسانٍ شاكِرٌ نِعَماً | |
|
| جلّتْ وكُلُّ فؤادٍ بالمُنى لهِجُ |
|
ما كان عبدُكَ يستَدْعي تصبُّرَهُ | |
|
| إلا وعن قلبِهِ للصّبْرِ منْعَرَجُ |
|
ما كان عبدُكَ يستَدْني مآمِلَهُ | |
|
| إلا ترامَتْ بهِ طوْعَ الأسَى لُجَجُ |
|
حتّى غَدا البُرْءُ يجْلو الحادِثاتِ كما | |
|
| يجْلو ظلامَ الدُجى من صُبْحِهِ البلَجُ |
|
وإنْ ألمّ بمَوْلاك الرّضى ألَمٌ | |
|
| كم أزمَةٍ عندَما تشْتَدُّ تنفَرِجُ |
|
هذي المناهلُ لا عَلٌّ ولا ثمَدٌ | |
|
| هَذي المناهِجُ لا أمْتٌ ولا عِوَجُ |
|
هذي الحوادثُ لا عيْنٌ ولا أثَرٌ | |
|
| هَذي الأحاديثُ لا ذنْبٌ ولا حرَجُ |
|
فاليُسْرُ مقتَبِلٌ والعُسْرُ مُنتقِلٌ | |
|
| والسّتْرُ مُنسدِلٌ والدّهْرُ مُبْتَهِجُ |
|
فالخَلْقُ تحْمَدُ من أولَى الجَميل وقدْ | |
|
| سُرّوا بناصِر دينِ اللهِ وابْتَهَجوا |
|
هذا وإنّ وليَّ الكُفْرِ أرسلَها | |
|
| سُفْناً لنارِ الوَغى في مائِها وهَجُ |
|
هذا العدوُّ الذي وافَتْ مراكِبُهُ | |
|
| للحرْبِ يرْفَعُها من بحْرِها ثبَجُ |
|
أقامَ في صدْرِ مرْسىً لا حَراكَ لهُ | |
|
| كأنّهُ الصّدْرُ منْهُ ضيّقٌ حرِجُ |
|
أتى بقوْمٍ قدِ اسْتَهواهُمُ أمَلٌ | |
|
| يعْتادُهُمْ هوَسٌ يقْتادُهُمْ هوجُ |
|
كأنّهُم كلّما همّوا بمنزلةٍ | |
|
| لوقْعِ سيفِ الهُدى في هامِهِمْ هوَجُ |
|
واليوسُفيُّ الحُلَى أهْلاً به ملِكاً | |
|
| أشعّةُ الصُبْحِ عن مرآهُ تنبَلِجُ |
|
هذا الجِهادُ فلوْلا ما ألمّ بهِ | |
|
| من التألُّمِ ما انحطّوا ولا عرَجوا |
|
فكُلُّ طَرْفٍ إلى مرْماهُ منْصَرِفٌ | |
|
| وكلُّ طِرْف إلى لُقياهُ منزَعِجُ |
|
كأنْ بموْلايَ قد خفّتْ كتائِبُهُ | |
|
| إلى العِدَى وصَباحُ العزْمِ منْبَلِجُ |
|
كأن بأسْيافِهِ بيضاً مضارِبُها | |
|
| حُمْرُ الحُلَى برقابِ الصُفْرِ تمتَزِجُ |
|
كأنْ بأعْلامِه تعْلو معالمَها | |
|
| يسُدُّ دونَ الأعادي أيّةً نَهَجوا |
|
وللقلوبِ سُكونٌ من مَهابتِهِ | |
|
| وللحروبِ على أعدائِه رهَجُ |
|
وهُزّجُ الخيْلِ قد غنّتْ صواهِلُها | |
|
| بحيثُ لا رمَل يُغني ولا هَزَجُ |
|
وفي العوامِلِ زُرْقٌ من أسنّتِها | |
|
| لم تدْرِ أعيُنُها ما الغُنجُ والدّعَجُ |
|
مواقفٌ لجّتِ الحرْبُ العَوانُ بها | |
|
| وحاكِمُ السّيفِ مرْفوعٌ به اللّجَجُ |
|
مَواردٌ لا تعافُ الخيلُ مَشْرَعَها | |
|
| وماؤها بدَمِ الأعْداءِ ممْتَزِجُ |
|
والفتْحُ أبْهَجَتِ الدنيا حدائِقُهُ | |
|
| فمِن نواسِمِها يُسْتَنشق الأرَجُ |
|
يا شمْسَ هَدْيٍ بأفْقِ المعلُواتِ بدَتْ | |
|
| عنْها غَمائِمُ نقْعِ الحرب تنفَرِجُ |
|
يا حُجّةً قامَتِ الدنيا بصحَّتِها | |
|
| في طيّها حُجَجُ الأمْلاكِ تندرِجُ |
|
أخْفَيْتَ ذِكْرَ المُلوك الأكْرَمينَ وقدْ | |
|
| تَخْفى إذا وضَحَتْ من شمْسِها السُّرُجُ |
|
ولم تزَلْ مُظْهِراً في كلِّ آونةٍ | |
|
| منَ المكارِمِ ما يُنْسي الأُلَى درَجوا |
|
فدُمْتَ يا ملكَ الإسْلامِ صُبْحَ هُدىً | |
|
| معْنى وجودٍ وأمْلاكُ الوَرى همَجُ |
|