سَقى الغيثُ يومَ النّوى تُرْبَهُ | |
|
| فقدْ كان يومَ النّدى تِرْبَهُ |
|
وكان حُساماً لحَرْبِ العِدَى | |
|
| ففلَّتْ أكُفُّ الرّدَى غرْبَهُ |
|
وكان غَماماً يُحيّي الوجودَ | |
|
| ويُحْيي فقدْ منعَتْ سَكْبَهُ |
|
|
| فقدْ قلَبَتْ للثّرى قُطْبَهُ |
|
|
| فَما بالها رَوَّعَتْ سِرْبَهُ |
|
|
| فأمْسى وقد كدّرَتْ شِرْبَهُ |
|
وكان لدولةِ مَولى المُلوكِ | |
|
| مُعِزّاً تودُّ العُلَى قُرْبَهُ |
|
وكان تهابُ العِدَى بطْشَهُ | |
|
|
رَسا علَماً للهُدَى والنّدى | |
|
| فأضحى وقد زَلْزلَتْ شِعْبَهُ |
|
هَوى نجْمُهُ من سَماءِ العُلَى | |
|
| مُنيراً فكان الثّرى غرْبَهُ |
|
فلوْ أنصَفَ الأفْقُ منْ بعْدِما | |
|
| هَوى لمْ يَبتْ مُطْلِعاً شهبَهُ |
|
ولوْ أنصفَ الغيثُ حَيّا حِمَى | |
|
| فتىً لم يزَل مُرْسِلاً سُحْبَهُ |
|
|
|
هو القبْرُ ضُمِّنَ مَنْ لم يزَلْ | |
|
| منَ القصرِ لا يرْتَضي رحْبَهُ |
|
أبَعْدَ عليٍّ تَرى الدّهْرَ قدْ | |
|
| زَها مُظْهِراً في الوَرى عُجْبَهُ |
|
وفَى للّيالي فخانَتْ عُلاهُ | |
|
| وأعْتَبَها فارتَضَتْ عتْبَهُ |
|
فسَلْ بالحِمى عنْ عليٍّ وقدْ | |
|
| حَماها لِما اعْتَمدَتْ سَلْبَهُ |
|
وجاءَتْ بكُل أبيِّ القِيادِ | |
|
| فذلّلَ من عزْمِهِ صَعْبَهُ |
|
وأبْرأَها إذ شكَتْ مُعْضِلاً | |
|
| من الخَطْبِ والتَمسَتْ طِبَّهُ |
|
هوَ المُلْكُ قد نوّمَتْ جَفْنَهُ | |
|
| هوَ العزُّ قد قلّبَتْ قلْبَهُ |
|
فهذي الإمارَةُ تُبْدي النّحيبَ | |
|
| عليْهِ غَداةَ قضَى نحبَهُ |
|
فمِن أعْيُنٍ فقدَتْ حُسْنَهُ | |
|
| ومِن أضْلُعٍ ضُمِّنَتْ حُبَّهُ |
|
أصِنْوَ الإمامِ الهُمامِ الذي | |
|
| إذا عنّ أمْرٌ كَفَى خطْبَهُ |
|
لقد نهَبَتْكَ يدُ الموْتِ منْ | |
|
| حِمَى مَن تَهابُ العِدَى نهْبَهُ |
|
فَما اعْتَمَدَ الصّبْر من بعْدِها | |
|
|
سَقاك من الغيْثِ ما قدْ حَكى | |
|
| ثناؤكَ زَهْرَ الرُبَى غِبَّهُ |
|
فكمْ موْرِدٍ لمْ تزلْ في الجهادِ | |
|
| تَعافُ علَى ظمأٍ شُرْبَهُ |
|
إلى أن تُبلّغَ دينَ الهُدَى | |
|
| لدى المُلْتَقى في العِدَى إرْبَهُ |
|
لكَ اللهُ كمْ ذا تلقّيْتَهُمْ | |
|
| فأيّدْتَ في حرْبِهِمْ حِزْبَهُ |
|
سَلوا جبَلَ الفتْحِ عن فتْحِهِ | |
|
| وقد أمّل المعتَدي غَصْبَهُ |
|
سَلوا في شُقورَةَ أهلَ الجِهادِ | |
|
| وقد سَلّ في بابِها عَضْبَهُ |
|
قضَى اللهُ أن نالَ أقصى العُلى | |
|
| وها هُوَ ذا قدْ قضَى نحبَهُ |
|
ليُسْكِنَهُ جنّةً أُزْلِفَتْ | |
|
| وأنزَلَ في وصْفِها كُتْبَهُ |
|
فكمْ رَحَماتٍ حمتْ لَحْدَهُ | |
|
|