عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > ابن فُركون > حفّتْ ملائِكةُ السّماءِ جُنودا

غير مصنف

مشاهدة
1121

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حفّتْ ملائِكةُ السّماءِ جُنودا

حفّتْ ملائِكةُ السّماءِ جُنودا
بكتائِبٍ نشرَتْ عليْكَ بُنودا
تُنْهي إليْكَ بشائِرَ الفتْحِ التي
تُلْقي لديْكَ لواءَها المَعْقودا
وتسوقُ أحْزابَ الضّلالِ إلى الرّدَى
سَبْقاً وقد سُمْتَ القُلوبَ وَئيدا
وتُثيرُ سُحْبُ النّقْعِ منْ وقْعِ الظُّبا
فوقَ الدّروعِ بوارقاً ورُعودا
وتُكاثرُ الأعْداءَ منكَ عزائِمٌ
فتُعيدُ جمْعَهُمُ أقلَّ عَديدا
وركائِبُ الإنجادِ والإتْهامِ قدْ
ملأتْ لديْكَ تهائِماً ونُجودا
والحرْبَ تُشْعِلُ نارَها حيثُ اغْتَدَتْ
لا ترْتَضي إلا عِداكَ وَقودا
والروْعُ إن شَبّتْ عُداتُك جَمرَهُ
سامَتْهُ أنهارُ السيوفِ خُمودا
كَحَلَ العيونَ بإثْمِدٍ منْ نَقْعِهِ
فكأنّ عاداً إذ عدَتْ وثَمودا
أنِسَتْ بعزّ النّصْرِ غُرُّ كَتائِبٍ
أضْحى بها جُنْدُ العدوّ شَرودا
ستُزيرُها أرضَ العُداةِ وللقَنا
أجمٌ وقدْ زأرَتْ لديْكَ أُسودا
حيثُ الظُبا قد هِمْنَ في هامِ العِدَى
حتّى ترَكْنَ عَميدَها مَعْمودا
حيثُ الوِرادُ الغُرُّ تبتَدِرُ الوَغى
هيماً تؤمّل في النّجيعِ وُرودا
حيثُ القسيُّ مَحارِبٌ أضْحَتْ لها
هامُ الأعادي رُكّعاً وسُجودا
حيثُ العزائِمُ في الميادينِ التي
قادَتْ إليهنّ الجِيادَ القودا
حيثُ النّدى والحِلْمُ يُنْجزُ موْعِداً
للمَكرُماتِ ولا يُجيزُ وَعيدا
حيثُ العُلَى واليوسُفيُّ يُنيلُها
جوداً فلا عدِمَتْ لديْهِ وُجودا
ملِكٌ مَواقِعُ سيفِه أو سَيْبِهِ
تكْفي عدُوّاً أو تكُفُّ حَسودا
جمعَ الفواضل والمَحامِدَ والعُلَى
والبأسَ والخُلُقَ الرّضى والجودا
وثَنى صُدورَ الذّابِلاتِ إلى العِدَى
فأقامَ منها ما انثَنى تأويدا
تختالُ مائِلَةَ المَعاطِفِ كلّما
عطَفَ الكميُّ قوامَها الأُمْلودا
للهِ منْهُ عزائِمٌ ومكارِمٌ
غادَرْنَ أحْرارَ المُلوكِ عَبيدا
ترْجو مواهِبَهُ التي قد أصْبَحَتْ
ظِلّاً على أرْجائِها مَمْدودا
وهّابُ ما فوقَ البسيطةِ لم يدَعْ
للمنْعِ إلا العذْلَ والتّفْنيدا
سبّاقُ غاياتِ المكارِمِ كلّما
جارَى الملوكَ الأكْرَمينَ الصّيدا
لم يرْمِ أغراضَ المحامِدِ وادِعاً
إلا وبَذّ الطالِبَ المَجْهودا
نظَمَتْ حُلاهُ المكْرُماتُ فلم تزَلْ
دُرّاً على لَبّاتِها منْضودا
نصّتْ مناقِبَهُ العُلى واستَشْرَفَتْ
لمَنالِ أدْناها ونصّتْ جِيدا
هذي مآثِرُهُ تَفوقُ مدَى العُلَى
أبداً صُعوداً أو تُفيدُ سُعودا
وقبائِلٍ ترجو عزائمَكَ التي
قادَتْ ملائكةَ السّماءِ جُنودا
ما عارَضَتْ نظَراً جميلاً يقتضي
حُكْماً ولا رأياً لديْكَ سَديدا
عدَلوا عنِ النّهْجِ القويمِ وضُلِّلوا
لوْلا هُداكَ وفارَقوا التّسْديدا
فبِصُبْحِ هدْيكَ يهْتَدي فلَقُ الضُحى
والفجْرُ قد فلَقَ الظّلامَ عَمودا
إن قلّصَتْ عنْها ظِلالُ مواهِبٍ
أنشأتَ منها العارضَ الممْدودا
فاصْرِفْ لها وجْهَ العزيمةِ مُنْعِماً
وأزِلْ ضَغائِنَ بَيْنَها وحُقودا
وأقِمْ صغا الإسلامِ في الوطنِ الذي
أضْحى يُطيعُ مقامَكَ المحْمودا
في السّلْمِ أو في الحرْبِ مُلْكُك ناصرٌ
يُرْجَى مُفيداً أو يُخافُ مُبيدا
جنحَتْ لسَلْمِكَ أمةٌ أرْسالُها
أمّتْ جَناباً بالعُفاةِ مَرودا
سَلْمٌ أنامَتْ من ظُباكَ نواظِراً
أُجْهِدْنَ قبْلُ وما عرَفْنَ هُجودا
أهلاً بها ما جُرّدتْ في المُلْتَقى
إلا ارْتَضَتْ هامَ الكُماةِ غُمودا
لمْ يثْنِها عن قصْدِها خجَلٌ وقدْ
راقَتْ بهِ وجَناتُها توْريدا
فأرَحْتَها من جَهْدِها لتُجيرَها
طوْعَ الجهادِ وتَبذُلَ المَجْهودا
فلِذاكَ قد أيقَظْتَ كُل مُهَوّمٍ
لمّا أنَمْتَ الصّارِمَ المغْمودا
ومنعْتَ أندلُساً وقد رام العِدَى
أنْ يوسِعوا جمْعَ العِدَى تَبْديدا
خاضوا البحارَ لها وعزْمُكَ دونَها
فثناهُمُ وحَمى الفَلا والبيدا
قَصُرتْ خُطاهُمْ عن منالِ قُصورِها
والنّصْرُ قدْ مدّ الطّوال المِيدا
أقفَرْتَ من أهْلِ الضّلالةِ أرْضَها
وملأتَ آفاقَ السّماءِ بُنودا
وجلَوْتَ من آياتِ عزْمِكَ أنجُماً
فارتَدّ شيْطانُ الضّلالِ مَريدا
وثَنى عِنانَ القصْدِ عنْها بعْدَما
وافَى طريقاً حادَ عنهُ طَريدا
واحْتلّ بالوطنِ الذي لم يتّخِذْ
عُلْياكَ رُكْناً في الخُطوبِ شَديدا
سُحْقاً لمن لمْ ينتصرْ بمؤيَّدٍ
لمْ يَلْوِ طوْعَ وفائِهِ موْعودا
مالي أرَي التثْليثَ وهْوَ ضلالةٌ
يمْحو الهُدَى ويُكاثِرُ التّوْحيدا
ما للنِّقاد تَردُّ آسادَ الشّرى
طوْعاً وتَقتَنِصُ الظّباءَ الغِيدا
فكأنّها لمْ تدْرِ أنّك ناصرٌ
بالسّيفِ تُرْهِقُها لديْكَ صعودا
هذا عدوُّ الدّين حلّ بسَبْتَةٍ
لينالَ شأواً في الضّلالِ بَعيدا
ألْقى لدَيْها رحْلَهُ إذ لمْ يكُنْ
عن موْرِدِ الدّين الحَنيفِ مَذودا
والآنَ لمّا أن دعَتْكَ لنصْرِها
جعلَتْ مَقامَكَ عُدّةً وعَديدا
فأخَفْتَ عُبّادَ الصّليبِ بها وقدْ
صَلُبَتْ على رَيْبِ الحوادثِ عُودا
قصْداً إلَيْها أيها الملِكُ الرّضَى
لتَرى القَنا بصُدورِها مَقْصودا
ستُعيدُها وتُنيل كُلَّ موحّدٍ
أمْناً وتوسِعُ قطْرَها تَمْهيدا
لمْ تُنْهِضَ الرّاياتُ رأيكَ مُنجِداً
إلا تقدّمَ هادياً ورَشيدا
يا مُنْعِماً مازالَ جودُ يَمينِه
لحُلَى المكارِمِ مُبْدِئاً ومُعيدا
ولّيْتَ عهْدَ المُسلمينَ مُحمّداً
فسلَكْتَ قصْداً للعلاءِ حَميدا
ودعَوْتَ قاصيَةَ البِلادِ فأهْطَعَتْ
تُلْقي لدى البابِ الكريمِ وُفودا
صدرَتْ نواهِلَ بعدَما قد راقَها
في منْهَلِ الرّفْدِ العميمِ وُرودا
هذا وعيدُ الفِطْرِ أسْعَدُ قادِمٍ
وافاكَ مُتّخذاً خِلالكَ عيدا
وترحّلَ الشهْر الكريمُ مؤكّداً
لك من رضاهُ مواثِقاً وعُهودا
أرْضاهُ أنْ قامَتْ عُلاكَ بحقّه
تُبْدي رُكوعاً أو تُطيلُ سُجودا
وأنَلْتَ هذا اليومَ زائِدَ مِنحةٍ
فشأوْتَ مَرْواناً وطُلْتَ يَزيدا
جمّعْتَ أشْرافَ الجنودِ فحالفوا
جُوداً وجَدّاً لايزال جَديدا
أفْضَتْ إلى البابِ الكريمِ وُفودُها
فأفَضْتَ بحْرَ نوالِكَ الموْرودا
فاهْنأ بهِ عيداً أغرّ مُحَجَّلاً
طوْعَ السّعودِ وموْسِماً مشْهودا
وإليْكَها عذْراءَ رائِقَةَ الحُلَى
حَسْناء ماثلَةَ المَعاطِفِ رُودا
جمَعَتْ معانِيَ للبلاغةِ كلّما
نُظِمَتْ لأن تدعَ الفَريدَ فَريدا
فجلوْتُها ولَطالَما قد صُنتُها
للوصْفِ منكَ قلائِداً وعُقودا
ولكمْ هدَتْني منكَ غُرُّ مَناقِبٍ
إنْ رُمْتُ قَصْداً أو نظَمتُ قَصيدا
أولَيْتني النُعْمى التي أنا شاكِرٌ
والشّكْرُ يَضْمِنُ من نَداكَ مَزيدا
لازِلْتَ في المُلْكِ العزيزِ مهنَّئاً
فتْحاً ونصْراً دائِماً وخُلودا
ابن فُركون
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2012/04/03 06:19:50 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com